بقلم محمد ابراهمي
هل هذه إستجابة القدر أو إرادة الشعوب التي تريد الإنتفاض و إقتلاع الدكتاتورية من جذورها ؟
هل هذا ربيع عربي ثاني أو إستكمال للربيع العربي الأول و تصحيح مساره بعد ما تم إجهاضه بالثورة المضادة و الإستفراد بمكاسب الثورات ..
المشهد الجديد في مطلع سنة 2019 ثار الشعب الجزائري و رفض العهدة الخامسة و إنتهى بتنحي الرئيس بوتفليقة و إنتصرت إرادة الشعب الجزائري في تحديد مصيره و التأسيس لعهد جديد في بلد موحد مدنيا و سياسيا..
و المشهد الليبي لا يزال معقدا على خلفية التدخل العسكري و الإنقسامات الجيوساسية و إحتدام الأزمة بين المشير حفتر و حكومة الوفاق الوطني التي يديرها فايز السراج ويبقى يسودها غموض و تعمق لهاته الأزمة الميدانية و السياسية داخل ليبياو إقليميا..
كما أن المشهد السوداني بات واضحا نسبيا و إستكمال المسار لربيع عربي يأتي بإنتفاضة للشعب السوداني و إنتهت بإقالة الرئيس عمر البشير من قبل الجيش الذي بدوره ساند بطريقة مباشرة و غير مباشر الشعب السوداني في أول مسيرته للإعتصام و المطالبة بإقالة “البشير” و نظامه،
عمر ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ تولى ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻗﺎﺩﻩ ﻋﺎﻡ 1989 ثم تنحى و إقالته عسكريا ، ثلاثون سنة لحكم “البشير” تعرض من خلالها لعديد الإنقلابات العسكرية و باتت بالفشل ، ولكن بإرادة الشعب السوداني الذي طالب بشدة بإقالته و بمساعدة الجيش إستطاع القيام بثورة شعبية لمسار جديد داخل القارة السمراء فتلك هي ثورة الشعب الإفريقي الثائر ،
فبعد البيان الرسمي من القوات المسلحة السودانية
و على إثره كشف الستار على مجلس حكم إنتقالي عسكري و ربما لا يعبر عن إرادة الشعب السوداني و يعتبره ركوب أو إنقلاب على الثورة التي دفع فيها المحتجين دمائهم و بكل بساطة يعود نظام من خلال عودة القيادة للجيش و هو في حد ذاته من النظام السابق ،..
فعند إعلان ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﻋﺎﻣﺎﻥ، ﻭﻓﺮﺽ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﺣﻈﺮ ﺍﻟﺘﺠﻮﻝ ﻟﻤﺪﺓ ﺷﻬﺮ ، و مع تواصل الإحتجاج و رفض الشعب السوداني هذا البيان و هاته الحكومة و التي يعتبرها متأتية من نظام “البشير “و رموزه .. و فرض حظر التجول يعتبر قمع لحرﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ الثائر الذي إعتبره ﺍﻧﻘﻼﺑﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ يعيد نفس ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺛﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ و يريد ثمرة ﺛﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﻟﺰﻟﺖ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ و أطاحت “بالبشير ” و من خلالها يحلم ببلد مدني جديد موحد.. فهل ستنتصر إرادة الشعب أو سيبقى رهينة القمع و الثورة المضادة …
فمن خلال المشهد السوداني الحالي لم تتضح الرؤية إما ثورة شعبية أم إنقلاب عسكري ..