الجمعة , 22 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

بقلم محمد ابراهمي: المشهد الليبي .. بين مطرقة الإنقسام الداخلي.. و سندان المصالح الخارجية !!

بقلم محمد ابراهمي

المشهد الليبي يتصاعد و يحتدم الصراع بين الماريشال خليفة حفتر و حكومة الوفاق و يأخذ منحى معقدا نحو حرب ضروس طويلة و الأسوء ان ضحيتها الشعب الليبي الذي ثار و قام بثورته و بات يحلم بدولة مدنية موحدة .. فالأزمة الليبية هي فقط صرﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺮوات الباطنية مما أدى على تكالب الأطراف ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ و خلق فوضى عارمة ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺄﺯﻭﻡ ﻻﺳﺘﻨﺰﺍﻑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻃﺮﺍﻑ خارجية و كما أنه صراع على السلطة لمصالح شخصية ضيقة يؤدي لحرب داخلية و للأسف بلا منتصر في هاته الحرب لأنه الفائز هم “صائدو الكنوز ” ، فالإنقسام العميق المسلح يأخذ منحى خطير فكلا الطرفين مدعوم خارجيا ، المشير حفتر يهاجم طرابلس عسكريا بدعم خارجي فرنسي و عربي (السعودية-الإمارات- مصر ) و الطرف الثاني حكومة السراج بدعم خارجي إيطاليا و تركيا و قطر .. سؤال يطرح نفسه هل يمكن للأزمة أن تحل عسكريا فقط لا غير ؟ أو أن المصالح الخارجية الضيقة أعمت بصيرة الدول الإنتهازية فإما بالتدخل في الشأن الداخلي و دعم كلا طرفي النزاع و التهييء لحرب و دمار داخل ليبيا ،و في حد ذاتها لا تخدم إلا مصالح لأجندات خارجية أو بالإكتفاء بالتنديد و الإستنكار فقط من قبل القوى الإقليمية و الدولية و دون التدخل السلمي لحلحلة الملف الليبي و حقن دماء الأبرياء و الرجوع لطاولة الحوار و إعداد لمرحلة إنتقالية لإستقرار المشهد الليبي علما و ان الوضع السياسي الجزائري لايزال غير مستقر و المشهد السوداني مضطرب مما يشكل ضعف إقليميا لهاته البلدان الثلاثة ..
فبعد ثورة 17 فبراير و سقوط نظام القذافي بقيت ليبيا مقسمة و تغولت فيها المليشيات المسلحة و خاصة التنظيم الداعشي الذي سيطر على جزء من ليبيا و الصراعات الداخلية ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻭﺃﺣﺪﺛﺖ خللا ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ و بقيت ليبيا في إنقسام و في حد ذاتها لم تصل لدولة موحدة مدنيا و سياسيا و دولة قانون و مؤسسات تحت حكومة واحدة معترف بها دوليا و هي حكومة الوفاق الوطني و بقيت مقسمة سياسيا و مضطربة عسكريا و جيوسياسيا،، وكما أن الأﻭﺿﺎﻉ في ليبيا ﺗﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺑﻬﺎ و ربما يصعب التكهن بنتائجها السلبية و يصعب وقف تعمق الأزمة الداخلية خاصة و أن الأطراف الخارجية الداعمة لكلا الطرفين ليسوا لهم نية وضع حل إيجابي لوقف الصراع المسلح في ليبيا ..
فالإنقسام الحاد المسلح في الجارة ليبيا يضع الدول الإقليمية في إمتحان صعب خصوصا مع تزامن الثورة السودانية و ثورة الشقيقة الجزائر و لا يزال الوضع هش سياسيا و إقليميا،
فالصراعات ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ تعرقل ﺍﻵﻥ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﻳﺴﺎﻧﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻯ ﻫﻨﺎﻙ .. و ربما لا يوجد حل جذري في الأفق القريب …

شاهد أيضاً

ليبيا….ماذا بعد رحيل الكبير؟…بقلم ميلاد عمر المزوغي

واخيرا وليس اخرا تكتيكات الدبيبة ومجلسه الرئاسي آتت اكلها, فر الكبير هاربا بحياته على امل …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024