.بات في حكم المؤكد طبقاً للإعلام الاسرائيلي، الذي لا ينشر عادة مثل هذه الاخبار إلا إذا ما تسربت إليه من مصادر رسمية مسؤولة، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قام يوم أمس الاحد بصحبة رئيس الموساد بزيارة غير معلن عنها سابقاً إلى السعودية إلتقى خلالها بولي العهد السعودي محمد بن سلمان واجرى معه محادثات إستمرت لمدة خمس ساعات.
.هذه الزيارة لم تفاجئ المراقبين السياسيبن، فبعد خسارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لإنتخابات الرئاسة الامريكية وفوز المرشح الديموقراطي جو بايدن بها شعر حكام السعودية بأنهم بحاجة ماسة لمن يوفر لهم من بايدن الذي سبق له ان توعّدهم بالمحاسبة على جريمة قتل وتقطيع وحرق جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي متعهداً بوضع قيود على مبيعات السلاح لهم بسبب جرائم الحرب التي يرتكبونها في اليمن .
كما زاد من مخاوفهم ان لبايدن علاقة ممتازة مع ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف الذي اطاح به محمد بن سلمان وجلس مكانه ولذلك فإنه لم يتبق لإبن سلمان من خيار سوى تسريع التطبيع مع إسرائيل.
فولي العهد السعودي يعرف ان التطبيع مع إسرائيل وعقد معاهدة سلام معها سوف يحظى بتأييد ورضى اللوبي الصهيوني في واشنطن الذي بدوره سيضغط على بايدن وسيمنعه من تنفيذ وعوده الإنتخابية بخصوص السعودية.
ولذلك فإنه لم تكد تمض سوى 48 ساعة على إعلان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود يوم السبت الماضي 11/22 بأن بلاده تؤيد بشكل كامل تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشروط حتى أعلنت القناة الإسرائيلية السابعة صباح اليوم الإثنين أن طائرة إسرائيلية يستخدمها عادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زياراته الخارجية قد أقلعت في رحلة مباشرة صباح امس الأحد من مطار اللد إلى إحدى المطارات السعودية ومكثت هناك لمدة اربع ساعات قبل ان تعود ادراجها من حيث اتت.
وسرعان ما اعلنت كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية ان نتنياهو قام بزيارة إلى مدينة “نيوم” السعودية التقى خلالها بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحضور وزير الخارجية الامريكي جورج بومبيو. واجرى معه مباحثات معمقة.
في الخلاصة فإن آختيار مدينة نيوم للقاء نتنياهو بن سلمان هو محاولة لآخفاء جوهرها السياسي التطبيعي وإضفاء طابع إقتصادي تنموي عليها ولكن الشيء المؤكد بأنه لن يكون بمقدور السعودية ان تقول بأنها تطبع مع إسرائيل من اجل فلسطين.