بسم الله الرحمان الرحيم “هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله”
تحيي الأمة الإسلامية في هذه الأيام ذكرى مولد النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أفضل الخلق أجمعين، والمبعوث رحمة للعالمين وأملا لجميع المظلومين والمستضعفين، والذي وصفه القرآن الكريم بأنه ذو خلق عظيم وأنه رؤوف رحيم وانه قام بدور إحياء الإيمان والقيم وأقام نموذجا لدولة العدل والقسط، وتجسيد الوسطية التي تجمع بين الروحانية والمادية، بين الاجتماعية والفردية،” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ”
وجاء ميلاده إعلانا إلهيا عن تتويج مرحلة طويلة من الحضور المباشر للنبوات مما يؤكد أن الإنسانية حققت الخطوات الضرورية في مسيرة تكاملها، واعلانا عن بدء مرحلة أخرى ستواصل من خلالها الإنسانية سيرها التكاملي وستحقق الأهداف المنشودة،
وكانت قيمة الحق والحقوق الأساسية المعنوية والمادية للإنسان والمجتمع من أهم الخصائص المميزة للرسول الأكرم ولمستقبل الانسانية،
ولذلك فاننا وفي يوم المولد النبوي الشريف نؤكد لشعبنا التونسي وأمتنا الإسلامية أن قضية الحقوق ومقاومة جميع أشكال العدوان على الحقوق هي جوهر الرسالة المحمدية الخاتمة، وقد أعتبر القرآن الكريم الشرك ظلما وعدوانا على الحقيقة وعلى الانسان،كما أن قداسة الحقيقة و عظمتها هي التي جعلت الصفة الأولى للمنافقين هي الكذب بما يعني اخقاء الحقيقة،
و قد جاءت سيرة النبي الأكرم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) كلها في خط الدفاع عن الحق و الحقيقة،
إن الأمة الإسلامية في أشد الحاجة إلى هذه الشخصية الإلهية العظيمة لتكون محور وحدتها و لتكون قدوتها الجامعة في مكارم الأخلاق و مكارم المقاومة الشاملة و نموذج البناء المعنوي و المادي.
إننا في الرابطة التونسية للتسامح نُحَيّي شعبنا الذي يشارك كل عام بكثافة في إحياء مولد الرسول الأكرم في مختلف المدن التونسية، و ندعو الدولة التونسية و مختلف مؤسساتها إلى المساهمة الفاعلة في هذه المناسبة الكبيرة من خلال مسابقات مختلفة و جوائز معتبرة،و من خلال ندوات علمية تعود بالنفع على شعبنا و أمتنا.
.
ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
عن الرابطة التونسية للتسامح
صلاح الدين المصري