الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

بين الأحرار..والعملاء!!…بقلم د. محمد كاظم المهاجر

وانا اتابع الكم الهائل من التعقيبات والتعليقات والمداخلات على وسائل التواصل الاجتماعي حول ما يجري من أحداث سواء على مستوى العالم العربي والإسلامي أو ما يجري في لبنان،  ومن روحية هذا السياق، استحضرت مقولتان، احداهما لمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق بريجنسكي والأخرى لهنري كيسنجر

وبينهما في سياق التنفيذ على الأرض اعتراف أمريكا بأنها خصصت مبلغ 500 مليون دولار لتشويه سمعة المقاومة الاسلامية في لبنان. فأية سياقات تطبيقية يمكن أن نلحظها من خلال هذه المعطيات،  وقبلها نوضح :

1- بريجنسكي في نظرية ( الضرب أسفل الجدار ) والتي أصبحت معروفة للجميع وصرحت مدام كلينتون بالسير في سياقاتها جهارا. وفي تفاصيل هذه النظرية يقول بريجنسكي حول تفكيك منطقتنا العربية والإسلامية ( يجب تفكيك المقرنص وجعل قبابه تتصادم ) ( والمقرنص هو فن ريازي في الزخرفة الإسلامية مكون من قبة تتفرع منها قبتان وعنهما ثلاث قباب، وهو يرمز إلى مدارس الاجتهاد في الإسلام وتعددها شرط محافظتها على التماسك تحت القبة الرئيسية التي تشكل روح الرسالة والشريعة الإسلامية كثابت اساسي ومبدأ  لا يجوز تجاوزه ويمنع أي تصدع في تماسك المقرنص ككل ) بالتأكيد بريجنسكي لا يعني تفكيك المقرنص كفن زخرفي، وواضح أنه يقصد ضرب الهيكل الاجتماعي للتماسك الإسلامي والمعبر عنه بالمقرنص  .

2- كيسنجر يشير إلى الروح الاسلامية الايمانية التي جعلت من مجموعة محددة في بداية الرسالة الإسلامية تنتصر على أكبر امبراطوريتين في ذلك العصر البيزنطية والساسانية،  وهو أمر لا يمكن أن يخضع للمنطق ولا يمكن تفسيره الا بالقدرة والامكان اللتان تبثهم الروح الإسلامية الايمانية في المسلمين وقد ذكر ذلك في كتابه ( النظام العالمي ) ومؤكدا أن القضاء على هذه الروح في عصرنا الحالي هو من المهام الأساسية للاسترا تيجية الانكلوسكسونية.

_ سياقات التطبيق لهذه الاستراتيجيات اتخذت مسارات متعددة، سواء أحداث الفعل الخارجي….عدوان، تهديد،  عقوبات…….وهذه ليست مجال مقالتنا، أو أحداث الفعل الداخلي ضمن العالم العربي والإسلامي، مسارات تحمل التفكيك عبر العنف المسلح وما احدثوه عبر تكوين المنظمات التكفيرية الإرهابية والتفكيك عبر بث الروح الطائفية وهذا ايضا ليس مجالنا اليوم. المسار الذي تعني به هذه المقالة تفكيك المجتمع عبر وسائل لينة وناعمة، وهنا يأتي دور العملاء المحليين من داخل مجتمعاتنا، وهنا أيضا يكون التمويل الأمريكي _ الصهيوني للعملاء في لبنان ( 50مليون دولار لتشويه سمعة المقاومة الإسلامية) . لمن قدمت وأين ينتشر العملاء واية سموم يبثونها، وأي مصير ينتظرهم ؟؟؟!!! .

بالطبع قدمت للذين جرى تجنيدهم من الذين وضعهم الله في اسفل  السافلين، فباعوا وطنهم وشعبهم لصالح الاجندة الأمريكية- الصهيونية،  تنظيرا منحرفا واشاعات وبث حالات تعبوية لتفكيك المجتمع المتمحور حول المقاومة وإحداث تصادم مجتمعي يفكك وحدته بهدف الاضعاف، ومن هؤلاء، وبقراءة موضوعية لكل الأحداث في لبنان، فإنها تشير إلى منظمات ngo,s وبشكل علني ينتشرون في كل ثنايا المجتمع باغطية هذه المنظمات، هذا بالإضافة للسياسيين اللبنانيين المتقدمين منهم تمويلهم من حساب آخر بمبالغ أكثر بكثير من المذكور أعلاه ولهم دور ابعد لكن ياتي في نفس السياق .

– هنا لابد أن أوضح منظوري للصورة القائمة في هذا المجال، المقاومة تقف كسد منيع، بنيان مرصوص مع جماهيرها في وجه كل الاستراتيجيات الأمريكية-الصهيونية،  وهذه حقيقة يعرفها اعداء المقاومة قبل أصدقاؤها،  دور العملاء أحداث ثغرات في هذا السد المنيع، ولكن أنى لهم ذلك، فيستبدلونه بالرمي بقاذوراتهم على جدرانه واهمين بتشويهه. واحدة من هذه الصور عندما قتل لقمان سليم، وقبل أي تحقيق لا بل بنفس اللحظة وربما بلحظات قبل مقتله، انطلقت أبواق العملاء الماجورين تشير إلى حزب الله بأنه الفاعل؟؟؟؟!!!!! وتعالى العويل وفي مقدمتهم السفيرة الامريكية في بيروت وسياسيين لبنانيين اتجاهاتهم معروفة ومصالحهم التي تعلو على أية مصلحة وطنية وحقدهم وعداءهم للمقاومة أيضا معروف  ومصادر تمويلهم الخارجية معروفة .

ما ينبغي أن أشير إليه في النهاية، ليس دفعا للتهمة عن أية جهة، انما حقيقة راسخة، مصداقية حزب الله بتمسكه بالعقائد وقيم السماء والأرض التي تنبذ أي شكل من الاغتيال، لا بل هو أي حزب الله ضحية للاغتيال الذي تعرض له سلسلة من شهداءه الابرار المعروفين .

وايضا في النهاية وباستقراء سريع لكل مسيرات الشعوب ومسيرات التحرر تشير بوضوح إلى أي مصير ينتهي العملاء وبأي شكل .

شاهد أيضاً

هدنة لبنان…ليست نهاية المعركة…بقلم ميلاد عمر المزوغي

التحق حزب الله بطوفان الاقصى في يومه الثاني, في محاولة منه لتخفيف الاعباء عن غزة …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024