بقلم صلاح الداودي |
بكل بساطة الشعب التونسي مطالب بصحوة ضمير، بالنتائج وليس بالكلام. ولن يكون ذلك بالدليل القطعي إلا عندما تكون حالات العدوى مستقبلا أقل من حالات الإصابة الحاصلة حاليا حتى الآن. يستوجب ذلك صحوة ضمير تتمثل في النظام والالتزام والصدق والوفاء والصبر والصرامة والنبل والتضحية والشرف والفداء.
وبعبارات أخرى، توجد معادلة نجاة. وهي كالتالي: معادلة النجاة =صفر عدوى. ويتم ذلك عندما يصبح العدد اليومي للمصابين بالعدوى محليا أقل من عدد المصابين الوافدين وتكون أنت وأسرتك وشعبك وبلدك في أمان. من لا يصيب أحدا بالعدوى كمن أحيا الناس جميعا.
هذا المضمون الرسالي الحكمي هو الحقيقة والحل الوحيد هو عدم نقل العدوى وتخفيض عدد الاصابات. وقتها يقع انتقال عكسي ويصبح عدد المتعافين أكبر من عدد المصابين. وهكذا ينقشع البلاء مع الوقت.
قال أجدادنا قديما “من خاف نجا” و”لا اتدخل يدك للمغاغر ولا تلسعك لعقارب” وعدة حكم شعبية أخرى على هذا المعنى وعلى نفس هذا المنوال. وطبعا لا يسلم أحدنا حتى يحب لنفسه ما يحب لاخيه. وفي العموم، كورونا لن ياتيك إلى البيت بل أنت الذي ستجلبه إلى نفسك وإلى بيتك.
استباقيا يجب غلق المحلات التجارية انطلاقا من الساعة السادسة مساء وغلق الحانات والملاهي والمواخير غلقا كاملا لمدة زمنية مدروسة. ويجب إعداد مقر صحي لمعالجة كبار السن حصرا ومتابعة أوضاعهم الصحية مثل الأوضاع العادية (خارج موضوع الكورونا) لانه من المؤكد ان الحاجة إلى العيادات العادية ستظهر مع مرور الوقت ولا يمكن المغامرة باي مستشفى في الوضع الراهن. ويجب جمع كل الذين تأكدت اصابتهم في مكان واحد لمنع خلق بؤر التنقل بين البؤر ونشر العدوى. ويجب انهاء العمل برخص العطل القصيرة بالنسبة لكل من يفترض انه قد يتحول إلى العمل بنظام الطوارىء المناسب للوباء وتعويضه التدريجي بنظام مناوبات أطول. ويجب التقليل من ساعات العمل واعتماد نظام المناوبة في القطاعات الشغلية الأكثر عرضة للاختلاط والعدوى. ويجب الشروع التدريجي في الاعداد للعمل بنظام التساخير. ويحب جمع من يشتبه في اصابتهم وكل عائد، مادامت الرحلات متواصلة، في أماكن موحدة واحدة أو متعددة وتطبيق شروط معينة عليهم بمقتضى العزل القسري لمدة زمنية محدودة.