في زمن مواجهة ما يسمى “قانون قيصر” الأمريكي غير الشرعي ضد سورية، لن ينسى الشعب السوري لص حلب الذي فكك كل المصانع وقلع سكك الحديد بيديه أو من خلال أدواته ونقلها إلى الأناضول، فهذا يذكر بذلك، وقدرنا في سورية أن نواجه الغزاة والعدوان على مر التاريخ.
رغم أنه يبدو في الظاهر خلافاً بين النظام التركي والإدارة الأمريكية، إلا أنه لا يعدو مجرد اختلافات بينية على طرق العدوان على سورية، لكنهما يتكاملان في هذا العدوان، فلص حلب “التركي” يسرق القمح و”قيصر” الأمريكي يمنع عن الشعب السوري أدوات ووسائل العيش، وقد سبقه قيام الإدارة الأمريكية بحرق حقول القمح، بأمر من رئيسها دونالد ترامب.
لا يمكن التفرقة بين حرق حقول القمح، وبين منع تسليمه للدولة السورية وبين سرقة القمح أو بين قانون “قيصر” الأمريكي، فطرق العدوان على سورية تتكامل لتجويع الشعب، والأدوات رغم الخلاف الظاهر بينها تخدم مشغلاً واحداً، فجميعها تصب في الجعبة الأمريكية- الإسرائيلية.
“قانون قيصر” الأمريكي غير الشرعي، ما هو إلا إقرار بهزيمة مشروع أمريكا الإرهابي في سورية، ولو حققوا ما أرادوا بالإرهاب لما وصلوا إلى “قيصر”، فهو إرهاب بشكل آخر، وهو طريقة لمد زمن الهزيمة في محاولة لامتصاص مفاعيل انتصار دول المنطقة على المشروع الأمريكي، لمنع توظيف “الانتصار” سياسياً وإستراتيجياً في وضع قواعد جديدة للتعاطي في المنطقة ومعها، فالاعتراف بالهزيمة ليس بالأمر البسيط بالنسبة لواشنطن، فعلى الاعتراف تكتب قواعد جديدة في التعامل الدولي- مثلما جرت العادة بعد كل معركة أو حرب.
ما تمر به المنطقة من إرهاب دموي واقتصادي “قيصر” وسياسي “صفقة القرن”، رغم أنه بانتظار نظام عالمي جديد أو ما ستخرج به المرحلة الأمريكية الانتخابية الحرجة تجاه المنطقة والعالم، إلا أن لسورية زمنها الذي تكتبه بخطها، وخاصة أنها في الشوط الأخير أو ربما قبله بقليل، من المواجهة المفتوحة مع العدوان المتواصل عليها من الأدوات “التنظيمات الإرهابية” والوكلاء “تركيا وقطر وغيرهما” وصولاً إلى الأصيل الأمريكي- الإسرائيلي، من الرصاص مروراً بالضغوط السياسية وصولاً إلى الاقتصاد ولقمة العيش للشعب السوري.
بين العدوان التركي بكافة أشكاله وبين “قانون قيصر” غير الشرعي، وحدة حال وتكامل، والممارسات تشير إلى أنهما قد خرجا من رحم المؤامرة نفسها.