تجاهل القيم الأخلاقية والدبلوماسية والإنسانية والأعراف الدولية سمة أساسية لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخادم الأول للأجندة الصهيونية والمدمر لأي وجه قد يبدو مشرقاً للولايات المتحدة على الصعيد العالمي.
ترامب هذا وبعد أعوام وأعوام من المفاوضات حول ملف إيران النووي وبتوقيع صغير انسحب من الاتفاق وبالتوقيع نفسه أعاد العقوبات على الشعب الإيراني الأمر الذي استهجنه أقرب المقربين من ترامب وأولهم الاتحاد الاوروبي، كما انسحب من اتفاقية المناخ ومن عدة منظمات أممية وأوقف الدعم المالي للـ«أونروا» وهي مساعدات تقدم للشعب الفلسطيني الذي هجّرته «إسرائيل» من أرضه وفرض عقوبات على روسيا أيضاً.
ترامب سيبني جدار فصل عنصري آخر مع المكسيك وهو الذي وصف شعوب أمريكا اللاتينية «بالحثالة» لاعتقاده بتفوق العرق الأبيض كما أشار الإرهابي الذي قتل المصلين في مسجدين في نيوزيلندا مؤخراً.
الحقيقة الواضحة أن كل ما كانت تخشاه الإدارات الأمريكية السابقة منذ سبعين عاماً فعله ترامب، وما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة إلا خروج على عرف أمريكي بعدم نقلها مع أن هناك قراراً بالنقل لكن كان يؤجل كل ستة أشهر على مدى عشرات السنين خشية تبعاته على الأرض وفي العالمين العربي والإسلامي.
واعترف بما يسمى «ضم» الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال الصهيوني رغم معارضة أربع جهات الأرض له وفي تعدٍّ صارخ على الحقوق والشرعية الدولية.
ترامب تجرأ على ما أحجم غيره عنه لأنه رأى ما آلت إليه الأوضاع العربية وأن هناك إنهاكاً لقوى فاعلة في المنطقة عبر ضخ الإرهاب إليها ولديه ضمانات التبعية من الأنظمة العربية العميلة له وعلى رأسها مملكة الرمال بأن شيئاً لن يتحرك وأن الولاء لواشنطن قطعي مقابل ألا ينتزع الشرعية عنها ويصدّر لها ما يسمى (الربيع العربي).
أمريكا كلها لعبة مصالح لا يدرك ترامب فيها معنى ارتباط الإنسان بأرضه ووطنه، وكان الصهاينة يراهنون على أن الآباء في الجولان وفلسطين سيموتون والأبناء سينسون، الآباء نعم ماتوا لكن الأبناء لم ينسوا في فلسطين ولا في الجولان وهذه أرض شعبها سيعود رغم أنف ترامب وغيره لكن قد يمتد الزمن إلى انهيار الإمبراطورية الأمريكية، إنما العودة حتمية وهي قضاء مبرم.