الإثنين , 25 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

ترامب يقود أمريكا بـ«التغريدات»…بقلم: عارف العلي

سيتوقف التاريخ طويلاً أمام ممارسة ترامب غير التقليدية مهام منصبه، وأداؤه سيترك بصمة على مؤسسة الرئاسة نفسها سنوات طويلة بعد خروجه من البيت الأبيض، وأحداث الأيام القليلة الماضية فندت وجمعت كل خصائص ذلك الأداء غير التقليدي للرئيس الأمريكي بدءاً من طريقته في التواصل مع الرأي العام، ومروراً بممارسته صنع القرار وصولاً لعلاقته بالمؤسسات التشريعية والعسكرية والتنفيذية. فليس سراً أن نقول إن المدعو ترامب هو أول رئيس أمريكي يستخدم بنفسه مواقع التواصل الاجتماعي وعلى نحوٍ ممنهج ومكثف وخطير بل، والأخطر هو تلك التغريدات الموجهة في الأساس لقطاع بعينه من الأمريكيين من دون غيرهم وهنا أقصد جمهوره الذي انتخبه بل ذهب ترامب إلى أبعد من ذلك عندما صار منذ فترة ليست بقصيرة يستخدم تغريداته ليس فقط للتواصل مع ذلك القطاع الذي أشرت إليه سابقاً وإنما لصنع سياسة جديدة بعيداً عن كل المؤسسات المعنية إذا جاز التعبير.
نعم.. أمامنا من الناحية النظرية عام كامل قبل بدء الحملة الرئاسية الأمريكية الجديدة، وبرغم ذلك يعلم جلّ المتابعين للشؤون السياسية الأمريكية عن كثب أن حملة عام 2020 الرئاسية قد بدأت بالفعل في اليوم ذاته الذي أدى فيه الرئيس ترامب القسم الدستوري لتولي مهامه الرئاسية الجديدة إذ يأخذ عليه منافسوه أنه لا يتمتع بالكفاءة.. وفقد أغلب الشخصيات رفيعة المستوى في حكومته الوليدة بمن في ذلك جنرالات الجيش الذين ينسب إليهم الفضل في منح الإدارة الجديدة الزخم والثقل.
نعم ستظل تلك الطريقة غير التقليدية في صنع السياسة والتعاطي مع المؤسسة التشريعية شريكة ترامب في الحكم.
أداء ترامب منذ توليه غير تقليدي بكل المقاييس بدءاً من تصريحه بأنه سيكون «فخوراً» إذا ما تسبب في إغلاق الحكومة كلياً إن لزم الأمر.. نعم هذا الأداء المتعجرف سيمتد أثره فترة طويلة حتى بعد أن يترك ترامب البيت الأبيض فهو يمثل سوابق تاريخية ستؤثر حتماً في مجمل أداء مؤسسة الرئاسة.. والكارثة الكبرى إن فاز بفترة رئاسية ثانية لأن ذلك من شأنه أن يؤدي لمأسسة الكثير من أدائه وسلوكه.

 

شاهد أيضاً

القبّة الحديدية أمست خردة…بقلم عارف العلي

رغم الاحتلال والاستيطان الاحتلالي والتطهير والاغتيالات الممنهجة والفجور في إعلان ما يسمى «يهودية الدولة» والضخ …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024