السبت , 23 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

تزييف الواقع جزء من المشروع الأمريكي…بقلم صلاح المصري

يبدأ الميثاق الإبراهيمي المشترك في نسخته التونسية ( كما في نسخته الإماراتية ) بتزييف وعي الشعوب و تزييف واقع المعركة،فمشكلة التونسيين و العرب و المسلمين هي وجود نزعات التعصب،و بمجرد الخروج من نزعات التعصب و ترسيخ ثقافة التعايش نكون قد تجاوزنا مشاكلنا،
بينما يعرف الجميع أن المشكلة في وجود برامج متنوعة للاحتلال الصهيوني و الأمريكي في منطقتنا،و أن التعصب نفسه هو نتيجة برامج اشتغلت عليها الإدارة الأمريكية و الصهيونية،
و كما صرح وزير الشؤون الدينية التونسي الأسبق( عبد الجليل سالم) و أكد أن مملكة السعودية هي التي تغذي التطرف و التكفير و الإرهاب وسط الأمة الإسلامية،
إن تصوير الواقع على أنه تعصب في مواجهة اعتدال،يخفي نهائيا العدو الحقيقي،و يغطّي عن الجريمة الكبرى التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية و أدواتها المختلفة في أمتنا،
فالحقيقة أن الإنسانية عرفت في تاريخها المعاصر خاصة تجارب مريرة مع قوى الاستكبار العالمي و الإمبريالية و قدمت ملايين الشهداء في هذه المواجهة الدامية و الممتدة في مختلف البلدان و القارات، و الإحتلال الإسباني أو البرتغالي أو البريطاني أو الفرنسي أو الإيطالي و آخرهم الاحتلال الص_هيوني و الأمريكي لم يكن لهم أي علاقة بالتعصب و الاعتدال،
إن ملايين الشهداء رحلوا دفاعا عن وطنهم و أرضهم في مواجهة المحتلين الظالمين،
و غالبية ظواهر التعصب انما نمت و توسعت في الأمة الإسلامية بسبب برامج ممنهجة اشتغل عليها المحتلون بهدف تشتيت قوى المقا_ومة المختلفة،على قاعدة فرّق تسُد،
إن عنوان التعايش المشترك الإبراهيمي الذي يجمع المسلمين مع اليهود و المسيحيين، يسعى إلى إلغاء مفهوم العدو الصهي_وني من وعي الأمة و من التداول و استبدال ذلك بمفهوم التعايش مع العدو على قاعدة المشتركات الدينية ،
إن الميثاق الإبراهيمي يجب أن يكون ابراهيميا صادقا جوهره رسالة النبي إبراهيم عليه السلام وهي تحطيم الأصنام، و الثورة ضد جميع الظالمين،هكذا كانت سيرة أب الأنبياء عليهم السلام، أن يحمل معولا و ينهال على رموز الكفر و الظلم فيحطمها،و يتحمل مختلف أشكال المعاناة لأجل تحرير الناس من قوى التخلف و الهيمنة،و لا يخشى في ذلك لومة لائم أو عتب عاتب أو تحذير متغطرس ظالم،
كان النبي إبراهيم عليه السلام رمز التوحيد و العدل و المقا_ومة،
فإذا به يتحول عند جماعة التعايش إلى رمز التنازل عن الثوابت و القبول بالأكاذيب و الرضا بمظلة الشيطان الأكبر الأمريكي و الص_هيوني.
تحدث القرآن الكريم كثيرا عن صلابة النبي إبراهيم عليه السلام و عن خلقه العظيم و عن إخلاصه الكبير لله و عن صبره و عن قوته في مواجهة الظالمين ، وقف وحيدا في مواجهة عائلته القريبة و قومه فلم يتردد لحظةِ في إعلان الحقيقة و تثبيت الهوية الإسلامية الحقيقية ، هوية التوحيد و العدل و الحقيقة،
بسم الله الرحمان الرحيم :
“” وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ *
وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ * قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ *
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عابدين “

شاهد أيضاً

الإعلام هذا البوق الخطير… بقلم محمد الرصافي المقداد

إنّ أخطر الأسلحة التي يستعملها أعداء الإسلام منذ أن ملكوا تقنية الاتصالات، هي الاعلام وما …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024