لا شكّ في أن التصريح الذي أدلى به وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوتشين قد أثار الكثير من التساؤلات وإشارات الاستفهام بشأن تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الوباء العالمي كورونا، وما إذا كان هناك قرارات أمريكية حيال كيفية تفادي ما يمكن أن ينتج عن هذا الوباء من كوارث إنسانية، وأزمات اقتصادية واضطرابات اجتماعية، أو التمهيد لذلك كله على قاعدة امتلاك المزيد من الوقت، إن كان كافياً أو غير كافٍ لسياسة كهذه تعتمدها الولايات المتحدة إن لم يكن الآن، فعلى المدى المنظور على الأقل، للخروج من شباك الشبهات والتباسات الموقف.
يقول الوزير الأمريكي: “إنّ فيروس كورونا سيستمر في الانتشار على الأرجح من 10 إلى 12 أسبوعاً أو حتى أول حزيران القادم”، ولقد جاء هذا التصريح إثر حالة هلع وذعر في معظم الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أنه تم إعلان حالة طوارئ في ولايتي نيويورك وواشنطن، وأعلن أيضاً استنفار كامل من أجل الحد من إصابات بدأ تسجيلها، حيث سجلت مئة حالة وفاة في غضون 24 ساعة، في حين بلغ عدد الإصابات في بيان رسمي أمريكي 38167، في ظل أكبر تغيير حدث في الحياة اليومية منذ الحرب العالمية الثانية.
بالطبع إن الوضع العام يشير إلى وجود شيء في الولايات المتحدة، ليس بشأن الحالة الصحية أو الإنسانية، بل وأيضاً بشأن وضع آخر تريد الإدارة الأمريكية ومعها بالطبع مؤسسات الدولة العميقة على مستوى العلاقات الخارجية أو السياسة الأمريكية خارج حدودها، وهو ما كانت تلوح به من أن عام 2020 يحمل الكثير من الأزمات والمآزق والصعاب الاقتصادية والمالية، ولا سيّما من جهة العلاقة الأمريكية مع الصين أولاً، ثمّ مع روسيا ثانياً، حتى قبل الدخول في انتخابات الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب على اعتبار أن ما يسمى بالعولمة لم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تبقيه تحت عباءتها بعد اليوم.