أراد نتنياهو بعدوانه الغادر على غزة أن يهرب إلى الأمام للتخلص من أزماته الداخلية الخانقة وبالتالي يحقق مكسباً سياسياً يعيده إلى كرسي رئاسة الحكومة من دون معارضة تعطل عليه الوصول إليها ومن دون الحاجة إلى انتخابات للمرة الثالثة هذا العام ربما يخسرها ولا تضمن له الفوز بها بعد خسارتين متتاليتين لكن حسابات البيدر لم تتطابق مع حسابات الحقل فقد تمكنت المقاومة الفلسطينية بردها البطولي أن تسقط رهاناته وتفشل خطته وأحلامه.
وتمثل ردّها بغزارة إطلاقها الصواريخ باتجاه أهداف بعيدة داخل «إسرائيل» والتي فاق عددها المئات ما أظهر عجز القبة الحديدية عن التصدي لها وبالمعنى العسكري خروج هذه القبة التي لطالما تباهى بها نتنياهو وقادة العدو من ساحة المعركة وإصابة بعض الصواريخ أهدافها بدقة ولاسيما في تل أبيب وشل الحركة فيها لمدة ثلاثة أيام.
وأثار تسونامي صواريخ المقاومة الفلسطينية حالة من الذعر والهلع في طول الكيان الصهيوني وعرضه ما أدى إلى فتح الملاجئ، حيث نزل إليها أكثر من أربعين بالمئة من المستوطنين وباتوا فيها بعد أن فقدوا ثقتهم «بالقبة الحديدية» التي «صرعهم» بها مسؤولو الاحتلال وكلفت الخزينة الإسرائيلية مئات ملايين الدولارات بينما تكاليف صواريخ غزة أقل من ذلك بكثير.
صحيح أن نتنياهو نجح في اغتيال قياديين كبار من المقاومة الفلسطينية وهذه صنعة يبرع بها مسؤولو العدو الصهيوني لكن هذه الجريمة النكراء زادت من تصميم أبطال المقاومة على الرد الموجع الذي أرعب المستوطنين ووحد الجبهة الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى كما جعل المشهد الداخلي ينقلب ضد نتنياهو ويحاصره بتهم التفريط بأمن الكيان كله لتحقيق مكاسب شخصية أنانية وهذا ما سيبعده عن رئاسة الحكومة ويدفع باتجاه مساءلته والعودة إلى محاسبته بقضايا فساد قد تدخله السجن.
والخلاصة فقد انقلب السحر على صاحبه وانقلبت عربدة نتنياهو عليه وانكشف عجز قبته الحديدية وافتضح أمرها في حماية الإسرائيليين من تسونامي صواريخ غزة التي ستجعل قادة العدو يحسبون ألف حساب قبل الإقدام على حماقة العدوان أو جرائم الاغتيال والقادم سيكون أعظم بالتأكيد.
tu.saqr@gmail.com