بقلم د. محجوب احمد قاهري |
فعلها التاجر ترامب، انسحب من الاتفاق النووي الإيراني، وامر بإعادة العقوبات الاقتصادية على الشعب الإيراني.
انسحاب التاجر لا يعني إعلانه الحرب العسكرية، انه يريد اخضاع إيران بسلاح العقوبات، والتدمير الممنهج للاقتصاد. عقيدة التاجر الربح، والتشابك الحربي يمثل خسارة له.
هذا الربح المنشود قاد التاجر الى خوض معارك شرسة واستراتيجية على جبهات متعددة، ومن خلال هذه المعارك انكشفت عورات كثيرة. ولولا ترامب لما وقفنا عليها وقفة اليقين.
أربع معارك يخوضها التاجر، في نفس الوقت، ويريد ان يكسبها دون أدنى مقاومة او خسائر تذكر.
الأولى: معركته مع الشاب كم جونغ اون، رئيس كوريا الشمالية. وهذه معركة رفع فيها كم جونغ الراية البيضاء، واسترجع فيها ترامب، الى حد الان، 03 رهائن أمريكان.
الثانية: معركته مع الفلسطينيين العزل، الذين خذلهم حكام العرب وشعوبهم على حد السواء. افتك ترامب منهم القدس على أجساد شباب غزة. ولن يعترض طريقه أحد.
الثالثة: معركته مع إيران. وهذه ام المعارك بالنسبة لشعوب المنطقة، لأنها ستحدد مستقبل السلام لدولة الكيان الصهيوني. لم يتبقى من القوى المعادية لإسرائيل سوى إيران، وعلى إيران ان ترفع الراية البيضاء، مثلما فعل كم جونغ اون.
الرابعة: معركته مع مولر. وهي معركته الشخصية، التي سيخسرها، ويفقد من خلالها منصبه. وبسبب هذه المعركة يسعى ترامب لإشعال الحرائق في كل مكان.
في كل هذي المعارك، وخاصة في معركته مع إيران، وانسحابه من الاتفاق النووي، انكشفت الكثير من العورات، وهي مقدمات على إقامة عالم جديد، ووضع جديد في كل العالم. واهم أربع عورات هي:
الأولى: ان العقيدة الصهيونية امتدت الى ابعد مما كنا نتصور. فقد أصبحت تضم بدون أدني شك، إسرائيل والسعودية والامارات والبحرين ومصر. وهذا مؤشر لحدود الدولة الصهيونية القادمة.
الثانية: ان عداء السعودية والامارات ومصر والبحرين لحماس وحزب الله ومطالبتهم بمحاصرتهم ونزع سلاحهم، يدخل في نفس إطار محاولة نزع سلاح إيران، وهو أمن إسرائيل.
الثالثة: ان دول القارة العجوز، اوروبا، تحتاج لمن يحميها من أمريكا، ولمن يسترد لها كرامتها المهدورة من طرف ترامب. فليس اذل من ان يخرج السفير الأمريكي بألمانيا ليأمر الشركات الأوروبية بالخروج من إيران. هذه الدول لا تقدم للعرب ولا لإيران أي شيء، والرهان عليها خاسر في كل الحالات.
الرابعة: ان روسيا لا تعنيها سوى مصالحها، وهي لن تمثل بمفردها حلا للعرب ولإيران.
كل هذه العورات، كشفت بان العرب لم يكونوا على قلب واحد، ولن يكونوا، وان إيران ستقاتل بمفردها، والأرجح بانها ستنتصر.
راي اليوم