أخبار عاجلة

تغريدات جزائري وتونسي…بقلم رابح بوكريش

في أحد الأيام كنت جالسا مع مجموعة من التونسيين في شارع بورقيبة نناقش موضوع الساعة ” الانتخابات الرئاسية التونسية ونتائجها. واتفق الجميع على أنها تمت في شفافية تامة، وكان بجانب طاولاتنا  رجل طويل القامة، عريض الكتفين، كأنه من أبطال الملاكمة وجهه أسمر. بعد مغادرة التونسيين اقترب مني حتى أصبحت أسمع أنفاسه بأذنى ..وسمعت صوته لأول مرة: مساء الخير يبدو أن الأخ جزائري هل يمكنني إن اجلس معك لبعض الدقائق، رفعت رأسي وقلت له تفضل.

بعد التحية والسلام قال: صحيح أن الانتخابات تمت في شفافية، ولكن المشكل في  حركة النهضة ؟

ابتسمت وقلت كيف؟  قال الغنوشي يعرف من أين تؤكل الكتف ويعرف  أن إقامة حكم إسلامي في تونس من المستحيلات السبع في الوقت الحالي، ولذلك تعمد على الحصول على منصب رئيس البرلمان حتى يراقب الوضع عن قرب  وينتظر الفرصة.

  ابتسمت وقلت له : أنت تعرف أن حلم إقامة دولة إسلامية بقوة السلاح وعبر منهج الجهاد قد تبخر في العالم العربي، وهذا يعني أن الحركات الإسلامية المسلحة لن تنجح في الدول العربية. جذب الرجل نفسا عميقا من صدره كأنه يستعين به على ضبط أعصابه، وقال بصوت مرتعش يحاول أن يجعله هادئا : كل  القادة العرب يدركون ذلك ،لذلك فهم يستعملون الحركات الإسلامية للبقاء في السلطة، ثم حرك الكرسي وقال للقهواجي قهوة أخري، وقال في صوت خفيض منكسر: أنت أكيد  من رجال المخابرات الجزائرية، الهدف من وجودك هنا في هذا الوقت هو مراقبة العملية الانتخابية .

قلت له وأنا أتنهد: هاتفك النقال مزود بالانترنت ابتسم وقال نعم .. افتح ثم اكتب اسمي على اللوحة بعدها ستتعرف علي، وبسرعة البرق فعل ذلك وقرأ بعض المعلومات عني ثم قال في فتور: ومع ذلك اعتقد أنك تؤدي واجبا رسميا. ابتسمت وقالت له : من عادتي أن ازور تونس  لأن الأسعار تكون مناسبة لنا، وأنت تعلم أن أصحاب القلم في الوطن العربي هم فقراء لا حول لهم ولا قوة.

قال وهو يضحك  ضحكة خالصة: الحكام  العرب لا علاقة لهم بالثقافة؟؟

وصدق الراحل المؤرخ سعد الله رحمه الله ” عندما قال: الناس عندنا اليوم منشغلون بالبطون لا بالعقول.”

شاهد أيضاً

هل نسيتم من أساء لنبينا؟؟…بقلم رابح بوكريش

لا شك أن واقع المسلمين الآن لا يتفق وأحكام الإسلام الحقيقية فقد شاعت بينهم الخلافات …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024