الجانبيان حماس و”اسرائيل” ليس لديهم الرغبة في التصعدي العسكري. ولكل طرف الأسباب التي تمنع حدوث ذلك.
حماس تدرك وبشكل جيد ان رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتنياهو والاحزاب اليمينية بشكل خاص، ليس في وارد التصعيد في الوقت الحاضر والحسم العسكري مع حماس للعديد من الأسباب المهمة :
1-المحافظة على بقاء حماس في السيطرة على قطاع غزة من أجل تعزيز الفصل الجغرافي بين الضفة وقطاع غزة. وخاصة في المرحلة الراهنة حيث أن المجتمع الدولي وبشكل خاص الإتحاد الأوروبي ودول العالم تتبنا حل الدولتين وفقًا للقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
2- الإستمرار في الانقسام الفلسطيني من خلال سلطة حماس في قطاع غزة يسهم في إفشال حل الدولتين.
3- رئيس الوزراء نيتنياهو لا يرغب في التصعيد العسكري والحسم في الوقت الذي يتم طرح العودة إلى انتخابات رابعة للكنيست بعد فشل الائتلاف الحاكم. حيث يتوقع أن اليمين الإسرائيلي أن يحسم الإنتخابات بدون العودة حكومة أئتلاف. خاصة بعد الانقسامات داخل كتلة أبيض أزرق الذي كان يتزعمه الجنرال بيني غانتس.
4- وجود الرئيس محمود عباس يشكل عائقا أمام الأهداف الإسرائيلية إضافة إلى انحياز دول العالم مع النهج السياسي الذي يتنبأ الرئيس ابو مازن.
حيث حقق العديد من الأهداف الاستراتيجية منها الاعتراف بدولة فلسطين عضوًا مراقب في الأمم المتحدة. حيث يشكل ذلك إسقاط المحاولات الإسرائيلي بموضوع يهودية الدولة الذي تم بإقرار من الكنيست الإسرائيلي إضافة إلى سلسلة من القرارات العنصرية الاخرى
وكذلك إنضمام دولة فلسطين إلى المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية وبما في ذلك الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية.
وفي نفس الوقت الأداء السياسي للرئيس أبو مازن منع الإعتراف في القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي بعد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.حيث أن ذلك يتناقض مع حل الدولتين وقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.
5- لكل هذه الأسباب لا ترغب سلطات الإحتلال الإسرائيلي الحسم العسكري مع حماس في الوقت الحاضر. حيث تراهن على مرحلة جديدة بعد رحيل الرئيس أبو مازن اطال الله في عمره الذي يقف سداً عنيداً في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي في كافة المحافل الدولية .
وحول الأسباب التي تدفع حماس في التصعيد العسكري التكتيكي في الوقت الحاضر من أجل تحقيق بعض الأهداف التي تضمن بقاء حماس في السيطرة على قطاع غزة.
وحسب موقع صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية إن قادة حماس نقلوا إلى الوسطاء المصريين سلسلة من المطالب للجانب الإسرائيلي،بما في ذلك الإلتزام على مشاريع البنية التحتية الاقتصادية المتعلقة بالكهرباء والمياه. بالإضافة إلى ذلك. فقد طالبت حماس بضرورة أن تسمح اسرائيل لغزة بالتصدير والاستيراد، وزيادة تصاريح العمل إلى 100000مائة الف تصريح للعمل في “اسرائيل” والسماح بتنفيذ مشاريع الأمم المتحدة، وزيادة الصيد إلى 20ميلاً ، والفتح المستمر لمعبر كرم أبو سالم دون إغلاق.
كما تطالب حماس بمضاعفة المنحة القطرية وتوزيعها على 2000أسرة بدلا من 1000ألف وقالت الصحيفة أن بعض مطالب حماس ليست تحت السيطرة الإسرائيلية ولكن من هيئات دولية مثل قطر والأمم المتحدة الجانب الإسرائيلي يقول لا مانع من زيادة المشاريع البنى التحتية في قطاع غزة والتدخل في رفع حجم المنحة القطرية.
وتجري المفاوضات بين القاهرة وغزة على قدم وساق في الوقت نفسه يحاول كبار المسؤولين في المخابرات المصرية تحقيق الهدوء بين غزة و”إسرائيل”.
هذا السيناريو يؤكد على تعزيز الفصل بين غزة والضفة الغربية من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للكيان الصهيوني
عدم تحقيق وإمكانية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
بغض النظر عن هذه الأسباب
فإن الفعل الوطني ونضالي لدى الشعب الفلسطيني الذي يرزخ تحت اطول إحتلال عنصري قادر على إفشال كافة الاتفاقيات والمشاريع المشبوهة التي لا تحقق أهدافها المرجوة في عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
هذا هو عنوان ومشروع الشعب العربي الفلسطيني في تحرر وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري .
ولا تنحصر في زيادة مساحة الصيد البحري على شواطئ قطاع غزة . ولا في زيادة المنحة القطرية الشهرية ولا باستمرار الموازنة المخصصة لحركة حماس. والغريب أن زيادة تصاريح العمل لدى حماس أصبح من الضرورة الوطنية.
بدل من قيام إقتصاد وطني منفصل عن التبعية الاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي. الشعب الفلسطيني يؤكد على إنهاء الإحتلال الإسرائيلي، ولا يبحث عن حلول إجتماعية ومعيشية
وإنسانية، مع الأسف الشديد إن يصل الأمر في حركة حماس إلى هذا المستوى المتدني ،حتى تضمن البقاء في السيطرة على قطاع غزة.
الرحمه لمن سبقنا من الشهداء
والشفاء للجرحى والمصابين
والحرية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي العنصري.
“وبكم تنتصر فلسطين”
Omranalkhateeb4@gmail.com