الحروب المتطورة صُنعت لها أجهزة رادارات خاصة لالتقاط الهدف المعادي من الجو، وإسقاطه قبل بلوغ هدفه الذي انطلق من اجله، وجميع دول العالم تملك طائرات مقاتلة وصواريخ ارض جو وما يتعلق بالحروب في حال خوض حرب، وفي نفس الوقت تملك رادارات لالتقاط هذه الطائرات أو الصواريخ المعادية قبل وصولها هدفها.
الغريب والمُنتشر هذه الفترة هي الطائرات المسيرة التي هي في الأصل طائرة العاب أطفال، طُوِرت بشكل كبير حتى أصبحت الطائرات ذات مفعول كبير وتدميري غير متوقع بالنسبة لأي دولة، ففي إيران مثلاً استعملتها ضد القوات الأمريكية في مضيق هرمز، وكانت مهمتها بأن تقوم بتصوير العدو من الجو، بصور فائقة الوضوح والقرب، والمُلفت للنظر أن الرادار لا يلتقط مثل هذه الطائرات الصغيرة والزهيدة الثمن.
واليمن في حربها الأخيرة استعملت مثل هذه الطائرات، وكانت تقطع مسافة تزيد عن 1000كم، وتنطلق بحجمها الصغير وقوتها التدميرية الهائلة، كما انتشر في وسائل الإعلام مؤخراً، وبرغم وجود أساطيل حربية عالمية بكثرة في منطقة الخليج العربي كما الكل يعلم، هذه الطائرات تصل الهدف دون أي اعتراض من أي رادار وهو في حالة تأهب دائماً ومستعد.
وكان مؤخراً في لبنان بأن قامت المقاومة بإسقاط طائرات مسيرة من قبل العدو الإسرائيلي فوق سماء لبنان، وكان له أمر فيصلي في إعادة قواعد الاشتباك بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، وما رافقه من قوة ردع عند المقاومة لتحجيم العدو.
هذه المعادلة الجديدة في الحروب جعلت العالم يلتفت إلى العاب الأطفال وخصوصاً الطائرات الصغيرة المُسيرة، حيث أن هناك دول قامت بتطويرها لتصبح طائرات مقاتلة، وتكون نتائجها مهمة وفعالة بشكل كبير، وتصل هدفها دون اعتراضها وبكل أريحية.
الحروب الآن اختلفت تماماً، ليس كما كانت سابقاً، فأصبح أي حزب صغير أو مقاومة يملك مثل هذه الطائرات المسيرة، يقلب موازين القوى ويضع العدو في مأزق، حيث أن العدو يقف مكتوف الأيدي أمام مثل هذه الطائرات، وكان هذا واضحاً في الفترة الأخيرة حين استعملتها إيران واليمن ولبنان وجزء بسيط منها استعملتها المقاومة الفلسطينية ضد العدو الهالك الإسرائيلي.
المملكة الأردنية الهاشمية