ظهر الخلاف بين مجموعة فاغنر الخاصة ووزارة الدفاع الروسية أثناء معركة تحرير باخموت حيث اعترض رئيس مجموعة فاغنر بريغوجين “اليهودي الأصل” في معرض تجديد عقده مع وزارة الدفاع على نص العقد الجديد الذي يجعل هذه القوات تحت إمرة وزارة الدفاع الروسية بشكل من الأشكال، مما يقلص من استقلاليتها، علماً أن قوات أحمد الشيشانية المستقلة قامت بالتوقيع على نفس العقد، ومنذ ذلك الوقت والخلاف يتفاقم إلى أن أعلن بريغوجين اليوم تمرده الذي سماه بالإصلاحي وليس انقلاباً.
مما لا شك فيه، أن هذا التحرك سيلقي بتبعات عدة على عمل الجيش الروسي، أهمها:
1- سيربك عمليات الجيش الروسي في أوكرانيا، والتي كان لقوات فاغنر دور مهم فيها، خلال تحرير باخموت وسقوطها بأيدي القوات الروسية.
2- استغلال حلف الناتو ومن ورائه الأمريكي لهذا التمرد في ضعضعة الجيش الروسي والتشويش على سير عملياته.
3- استغلال أعداء روسيا لهذا التمرد في زعزعة الداخل الروسي.
4- احتمال حصول انشقاقات وإعادة اصطفافات في القوات الروسية.
5- تراجع على المستوى المعنوي والعملياتي للجيش الروسي في أوكرانيا.
وغيرها من التبعات السلبية التي ما لم يتفاداها الرئيس بوتين وبسرعة، سواء عبر الحل السلمي بين طرفَي النزاع (وزارة الدفاع/ رئاسة الأركان من جهة، ورئيس قوات فاغنر من جهة أخرى) أو عبر الحل العسكري، والذي يتمثل في القضاء على رأس الهرم في فاغنر، يمكن أن تؤدي إلى نزاع داخلي روسي يؤججه الأمريكي وبعض المنتفعين من الداخل الروسي.
وأخيراً، بما هو معروف عن روسيا وعن بوتين من صلابة وعزيمة ودراية واسعة بمؤمرات الغرب على روسيا، فمن المتوقع ألَّا يترك للغرب هذه الثغرة للنفاذ عبرها إلى الداخل الروسي، والعبث بتماسكه، ذلك أنه إذا حصل ذلك، فإن خارطة روسيا الاتحادية، سوف تغدو عرضة للتهديد.
الأيام القليلة القادمة ستُظهر لنا أي الاتجاهات سيسلكها الرئيس بوتين ومدى وحجم هذا التمرد.
يحيى دايخ