الرامبو الامريكي هدد إيران قبل عدة أيام بضرب المواقع الثقافية والتراثية والتاريخية فيما إذا قامت إيران باستهداف الجيش الامريكي أو المواقع الامريكية كرد فعل لما قامت به القوات الامريكية وبقرار من زعيم الارهاب الدولي ترامب من جريمة نكراء ليؤكد وبشكل صريح وعلني عن طبيعة وهوية هذه الدولة التي ارتكبت جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في العديد من بقاع العالم وذلك منذ إنشاءها على حساب دماء سكان القارة الاصليين من الهنود الحمر والمجازر التي ارتكبت ضدهم كما يشهد العديد من المؤرخين الامريكيين أنفسهم. قامت إيران بضرب قاعدة عين الاسد بصواريخ باليستية محدثة دمارا ما زالت الولايات المتحدة تتجنب الاعتراف بذلك لا وبل وتنكر هذه الحقيقة لاسباب عديدة ولكن هذا ليس موضوعنا هنا.
وعودة قليلا الى الوراء فقد راينا وبأم العينين تدمير المواقع الاثرية والمواقع الثقافية والتراثية ولم تسلم من هذه حتى الكنائس والمساجد العريقة والتي يعود بعضها الى الاف السنوات كما هو الحال في كنيسة معلولة وكذلك المسجد الاموي الكبير في حلب، وبشكل وحشي ومبرمج في كل من العراق وسوريا على أيدي الدواعش. وكان التنظيم يفخر بهذا التدمير ويكبر أثناء هذا العمل الوحشي ويقوم بتصوير عمليات التدمير لكل الاثار التي يعود تاريخها الى مئات والاف السنوات في المناطق التي كان يسيطر عليها ويبث الفيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي ويرسل نسخ منها الى التلفزيونات المحلية والعالمية. وكان الهدف الذي رسمه مصنعي وداعمي هذا التنظيم الارهابي هو محو تأريخ المنطقة من خلال هذا التدمير الممنهج ومحاولة محو الهوية الثقافية والحضارية لسكان هذه المنطقة وبهذا نرى هذا التلاقي في الاهداف والجرائم الممنهجة ضد الانسانية بين ما كان يقوم به هذا التنظيم الارهابي وما يهدد به الرئيس ترامب. وهذا التلاقي لا يقتصر على الرمزية بل أنه يؤكد ان من أوجد هذا التنظيم المجرم ورسم له أهدافه ومراميه والطرق الاجرامية لتحقيقها ما هي الا هذه الدولة المارقة التي تدعي انها أكبر “ديمقراطية” في العالم والمنادية بـ “حقوق الانسان” والدفاع عنها. والولايات المتحدة هي من اوجدت هذا التنظيم المجرم وهذا ما إعترفت به هيلري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية السابقة والمرشحة السابقة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي.
من الضروري ان نذكر ونؤكد ان الحضارة في إيران تعود وتمتد الى أكثر من 5000 سنة وهي تحتوي على اكثر من 20 موقع متضمن ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي ونؤكد ان هذا الارث الثقافي والحضاري هو ليس إرث مقصورا على إيران بالرغم من تواجدها على الارضي الايرانية بل هي إرث إنساني. ومن هذه الزاوية نرى ‘ن اي تعدي أو تدمير لاي صرح من هذا الارث يجب ان يصنف الى انه عملية إجرامية ضد الانسانية جمعاء.
البعض قد يعتقد أن كل ما جرى ويجري في المنطقة أتى نتيجة تواجد الرئيس ترامب ويربط كل الاحداث بوجوده في البيت الابيض وكأن غيابه عن البيت الابيض والمجيء برئيس آخر فإن السياسة الخارجية للولايات المتحدة ستتغير. هذا المفهوم الخاطىء لهوية وطبيعة هذه الدولة وخاصة سياسة الدولة العميقة بها يدل بشكل واضح على سذاجة سياسية بإمتياز. من يراجع تأريخ أمريكا وخاصة في مجال السياسة الخارجية يخرج بإستنتاج أن هذه السياسة كانت وما زالت تقوم على الاجرام بحق الدول والشعوب وإرتكاب جرائم ضد الانسانية والخروج وعدم إحترام للقواعد والقوانين والاعراف الدولية وتحدي المجتمع الدولي بأسره والضرب بعرض الحائط بالقرارات الدولية وعدم إحترام الاتفاقيات والتفاهمات الدولية التي توقع عليها فقد تم الانسحاب من العديد منها وخاصة في فترة الرئيس ترامب. هذه هي الدولة العظمى التي تتشدق بالدفاع عن الديمقراطيات وهي التي تدعم اعتى الديكتاتوريات والانظمة المستبدة والدموية في العالم. وهي التي تعمل ومن خلال الثورات الملونة بتغيير الانظمة التي ترفض الانصياع لأوامر البيت الابيض والعمل كأداة ضمن المخططات والاستراتيجية الكونية الامريكية.