تونس.. كورونا و الثورة المضادة.. إلى أيـــــــن ؟

تونس.. كورونا و الثورة المضادة.. إلى أيـــــــن ؟

#الناشط_السياسي محمد إبراهمي |

بينما البلاد تسعى جاهدة للخروج من هذا الظرف الإستثنائي و التصدي لجائحة كورونا و بينما الحكومة تواجه تحديات لايحسد عليها و التي تتمثل في المأزق الوبائي و سيناريوهات الحجر الصحي الموجه و الرفع التدريجي وهو تحدي في غاية الأهمية و يتطلب حالة وعي في أعلى درجاته.. و في حين ان هناك عينات تسعى لمساعدة من حولها بإمدادهم بالتوعيه و التوجيه ، أو عبر مساعدات مادية أو عينية لهؤلاء الذين فقدوا مصدر دخلهم بسبب كورونا ، وعبر مختلف أشكال التضامن المادي والمعنوي والنفسي و تكريس مبدأ الوحدة الوطنية الصماء.. في الأثناء و ليس بالغريب ان تكون هناك عينات تسعى لاستغلال الأزمة لصالحها و إستهداف فئات اجتماعية مهمشة للزج بها في متاهات مظلمة بالتحريض على الأمن القومي و الدعوة لنشر شائعات مغرضة لإرباك المشهد السياسي.. هؤلاء الأجندات التي تعمل ليل نهار على بث الشائعات والأكاذيب في كل ما من شأنه أن ينال من هذا الوطن و يضعف الوحدة الوطنية ويغذي مشاعر الكراهية تجاه الدولة ويعد تحريضا واضحا ومباشرا عليها ، فتتناول صفحاتهم المشبوهة وكتائبهم المأجورة الخائنة لوطنها الأكاذيب وتعمل على ترويج الشائعات قصد إثارة بعض من الشعب وتأليبهم أو قصد إرباك المشهد وإثارة البلبلة وتشتيت جهود المؤسسات الوطنية لمحاولة شغلها عن مهامها الأساسية و مجهوداتها في مجابهة جائحة كورونا..

الإرهاق الشعبي من الأزمة الوبائية تزداد حدته في البلاد وتصاحبه إنعكاسات واضحة إقتصادية و إجتماعية و صحية على المشهد السياسي، فالحقيقة المؤلمة إن ما تشهده الساحة السياسية هذه الأيام من تجاذبات تعكس خطورة هذا الوضع الراهن.. بعض الأجندات سارعوا إلى إشعال الفتنة بالدعوة لإسقاط البرلمان و الحكومة مما يؤدي إلى إرباك المشهد السياسي وإظهار تونس كدولة فاشلة أو دولة تمر بأولى مراحل الفشل في زمن الكورونا.. بعد الأزمات الخانقة إقتصاديا و إجتماعيا تنقل البلاد من مرحلة طغت عليها الأزمات السياسية إلى مرحلة أخرى غير مسبوقة في تاريخ تونس تتمثل في هذه الأزمة الوبائية التي ألقت بظلالها على جميع الأصعدة..
ما يحدث اليوم في المشهد السياسي و بينما البلاد في حالة حرب على فيروس كورونا.. تطل علينا ” قوى الشر ” هدفهم نشر البلبلة بتعلة إسقاط الحكومة و البرلمان، هذا من شأنه أن يخلق حالة من الفتنة في أوساط الناس، والتسبب في إضعاف دور الدولة وأجهزتها المختلفة ، ومع ذلك يجب على الدولة مواجهة وردع كل من يحاول الإضرار بمصالح الوطن ويعرقل مسيرته في مجابهة الجائحة الأشد فتكا بالبشرية “كورونا”.. لتطهيرها من الآفة الخبيثة التي عاثت كثيرا في البلاد وزاد تغطرسها، وهنا يفرض على كل القوى السياسية أن تحدد مواقفها وأن تشارك بفاعلية كبيرة في هذه المعركة الوطنية التي تخوضها الدولة ضد هذه العناصر المشبوهة وكتائبهم المأجورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفتح صفحة جديدة تقوم على التسامح والشراكة الوطنية التي لا مجال فيها لتهميش أو إقصاء أي طرف من الأطراف، ليسير الجميع صفا واحدا في مواجهة عدو مشترك يهدد البشرية جمعاء..
قد يكون فعلا الشعب جائع و بالرغم من ذلك فهو شعب متابع جيد و يخاف على وطنه و لكنه ليس بغبي و لن يقبل بهذه الشعارات الزائفة التي لاتغني ولاتسمن من جوع ولا تمت للواقع بصلة، ليكون من بين الشعوب و الدول المتقدمة ويسعى لتكريس الوحدة الوطنية بعيدا عن التجاذبات السياسية الضيقة..وليس قدر الشعب التونسي العظيم ان يكون الحطب لجماعات تعمل على انضاج مشاريعها ومشاريع مموليها، لذا فإن بث البلبلة ، ودس سموم الفتنة الداخلية وتغطيتها بكلمات وشعارات وطنية لن تمر على الشعب الواعي، فالشعب بات خبيرا بهذا الخليط العجيب..

إنه زمن الكورونا الذي يفتك في العالم طولا وعرضا، وفي البلاد من أقصاها إلى أقصاها و تحدياته الوخيمة على جميع الأصعدة.. ان لم يكن هناك تغليب للمصلحة الوطنية و عدم الإنسياق وراء الفتن و المصالح الضيقة ستكون عواقبه وخيمة و سيدفع بالبلاد برمتها إلى مالا يحمد عقباه..
حذار و حذار من الإنسياق وراء الفتن.. في زمن الكورونا

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023