ينظر السلطان اردوغان الى البلاد العربية (المستقلة) على انها ارث تاريخي لهم, وقد وجدوا ضالتهم مع أحداث الربيع العربي, تدخلوا في شؤونها من خلال دعهم لتنظيم الاخوان,ليعيدوا من خلال ذلك احياء الامبراطورية العثمانية, لاستنزاف خيرات الشعوب والنهوض بالاقتصاد التركي الذي تدهور بفعل سياسات السلطان غير المسؤولة.
لقدد وجه الرئيس التونسي قيس سعيد ضربات موجعة متتالية الى تنظيم الاخوان, المتمثل في حركة النهضة التي سيطرت على مقاليد الامور بالبلد لعقد من الزمن, ساهمت في نشوء دستور جديدو, شهدت خلالها البلاد ازمات اقتصادية وامنية لم يسبق لها مثيل.
لم يرق للسلطان تجميد البرلمان التونسي الذي تسيطر عليه النهضة ومن ثم حله, حيث قال: “حل البرلمان المُنتخب في تونس يُشكل ضربة لإرادة الشعب التونسي”, ومن جانبه صرح رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، وصف فيه قرار حل البرلمان بتونس الذي أعلنه الرئيس التونسي قيس سعيد في 30 مارس الماضي، بأنه “خرق صارخ للقانون وللمبادئ الديمقراطية، ويبعث على القلق إلى أبعد درجة”.
جاء الرد حاسما من قبل الرئيس سعيد ووزارة الخارجية بان: تونس ليست إيالة ولا تنتظر فرمانا من أي طرف, واعتبر ان التصريحات التركية مرفوضة وتدخل سافر في الشؤون الداخلية لتونس. وقال سعيّد إن التصويت في الانتخابات البرلمانية في ديسمبر المقبل، سيجري على مرحلتين وسيكون على الأفراد وليس على القوائم.
ترى ماذا بإمكان الدول العربية الاخرى التي تعتبر نفسها مستقلة ان تقول لاردوغان الضالع في كل الاحداث المأساوية بها, تدخل قواته البرية ويقصف طيرانه شمال العراق بحجة ملاحقة المتطرفين الاكراد, بينما ساسة العراق في افضل الاحوال يكتفون بالشجب والاستنكار, وكذا الحال في سوريا حيث التواجد التركي على طول الشريط الحدودي يدعم المنظمات الارهابية التي تعيث في البلاد فسادا, ويشتري منها النفط السوري بابخس الاثمان لإطالة امد الحرب. لا يختلف الحال في ليبيا عن ذلك, فالسلطان في احدى خطبه الاستعمارية قال بان هناك اكثر من مليون شخص من اصول تركية يعيشون في ليبيا, وقد استطاع عبر هؤلاء(السراج ومن معه) توقيع اتفاقيتي ترسيم الحدود والتعاون العسكري بين الدولتين, وخرج علينا بعض المتجنسين بانه يفتخر بأصوله التركية وان شمال افريقيا لولا التدخل التركي لتم القضاء على الاسلام به.
للأسف الشديد ورغم استقلال الدول الثلاث(العراق, سوريا وليبيا) عن مستعمرها العثماني, إلا ان الواقع يقول بانه استقلال ظاهري ليس الا,وانها مجرد “ايالات” تتبع الآستانه,فهل تجبر شعوب الدول الثلاث حكامها لان ينتفضوا في وجه اردوغان وان عهد الوصاية قد ذهب الى غير رجعة.
ناصب اردوغان مصر العداء بسبب موقفها الواضح من تنظيم الاخوان وجرائمه بإسقاط حكم الاخوان في مصر, حيث ساعد التنظيم بكل الوسائل ومحاولة الاستماتة بميدان رابعة, إلا انه لم يقو على مجابهتها, فأضطر خانعا ذليلا الى تغيير سلوكه نحوها ,لآجل مصالحه.
تحية لتونس رئاسة وشعبا للوقوف في وجه السلطان, ونتمنى ان يتم اسقاط تنظيم الاخوان عبر الانتخابات المقبلة ومحاسبة التنظيم على جرائمه.