ليس هناك من ثورة حوربت وحوصرت واشتدت الضغوط لـ«إسقاطها» منذ اللحظة الأولى لقيامها مثلما جرى مع الثورة الإسلامية في إيران, ولولا امتلاك هذه الثورة مقومات الحياة والقدرة على البقاء لتم وأدها ولما استمرت طوال هذه السنوات الأربعين بقوة مذهلة وإنجازات مبهرة رغم حجم التحديات التي واجهتها ومازالت مستمرة بتصاعد رهيب في الوقت الراهن من خلال استهداف إدارة ترامب وممارساتها الأكثر عدوانية وحقداً, والعلامة الفارقة لهذه الثورة أنه كلما اشتد عليها الحصار وتفاقم الخطر ازدادت نهوضاً وقدرة على المواجهة وكسر الأطواق من حولها بنجاحات عسكرية وعلمية وتنموية تشبه المعجزات.
والواقع لا يستطيع أحد أن ينكر أن الثورة الإيرانية بعد أربعين عاماً على قيامها أضحت الرقم الصعب في المنطقة والقوة الإقليمية الصاعدة التي لاتعرف التوقف أو التراجع كما لم يستطع أحد عرقلة تقدمها وبناء ذاتها ويعود الفضل في ذلك كله إلى أنها اعتمدت على قدراتها الذاتية وابتعدت عن الاتكال على الآخرين وظهر ذلك جلياً عندما سار التطور الاقتصادي في إيران في طريقه إلى الأمام رغم وجود الكثير من الموانع والعقبات مثل المقاطعة والحصار والحرب الاقتصادية الضروس وحرب الثمانية أعوام مع العراق التي فرضتها واشنطن وأزهقت أرواح الملايين ودمّرت الكثير.
ولعل في مقدمة إنجازات الثورة الإيرانية وإعجازها ما حققته من إبداع معادلات جديدة وغير تقليدية لمواجهة المشروع الصهيو – أمريكي في المنطقة، فأنعشت الآمال بإمكانية الانتصار عليه وإسقاط «أسطورة» قوة العدو الإسرائيلي «التي لا تقهر».
إنها مسيرة أربعة عقود حافلة بالإنجازات والحصاد الوفير وسط أقسى الظروف وأصعب التحديات وأشد أنواع الحصار الاقتصادي الدولي الظالم.. وهي بحق أربعون ربيعاً من التألق والتميز وصناعة المجد لثورة فتحت أبواب المستقبل العريض أمام شعبها وتجاه مناصرة قضايا الشعوب العادلة بجرأة متناهية.
tu.saqr@gmail.com