فور حصولها على جائزة “بوليتزر” للرواية أعلنت الروائية الأميركية مارلين روبنسون صرختها للأميركيين و للعالم ” لا تستسلموا لأميركا “. وهذا كان عنوان المقال الذي نشرته بمناسبة فوزها بأشهر جائزة أميركية “بوليتزر” التي تعتبر ” نوبل الأميركية “. وقد خصصت “نيويورك تايمز” لهذا المقال, غلاف عدد الجمعة قبل نشرة بأيام لأهميته ولأهمية صوت كاتبته.
الفائزة “ببوليتزر”, ترى أن المتحكمين بالأميركان نسفوا فكرة الوطن التي بناها الآباء المؤسسون, على المساواة, والعدالة, والحقوق, والقانون, حيث ينظر للبشر على أنهم مقدسون, وبالتالي متساويون, وهذا ما يتطلب منا أن نرى بعضنا بعضاً في ضوء قيمة الإنسان الفريدة غبر القابلة للتصرف. وهذا ما يجعل الوطن أسرة, وليس فكرة فقط . مع اعتماد الأخلاق كمعيار نحكم به على أنفسنا وترتيباتنا الاجتماعية وتعاملاتنا مع الأسرة البشرية الكبرى – العالم- .
وهكذا فإن روبنسون ترى أن الوطن الفكرة, هو قوة تقدمية, للتعامل مع الأسرة الوطن, بالداخل, ومع الأسرة البشرية الكبرى بالخارج. لكن كل ذلك نسفته الإدارات المتعاقبة, وجعلت من أميركا حالة خطر على الداخل وعلى العالم, علينا مقاومتها, وعدم الاستسلام لها.
وعندما تصل روبنسون في قراءتها لأميركا و”عمق تاريخها وأدبها” عندما تصل إلى ترامب, تجده وهو يقول لقناة “فوكس نيوز”, بداية هذا الشهر, أن معظم الشعب الأميركي يتأمر, ينتج بشكل لا نهاية له, مؤامرات, واحتيالات, وخداع على ذلك يقرر ترامب أن الشعب الأميركي لا ينبغي سماع صوته, ويجب الاعتراف علناً” أنهم لا يتمتعون بحرياتهم, ولا يجوز لهم أن يقرروا أو يصوتوا”. وترى روبنسون أن ترامب ليس إلا ذروة مسار سياسي حاكم, أطاح بالديمقراطية عبر ( تعفينها) وبواسطة تدمير البنى التحتية ونظام التعليم وإثارة التخويف الاجتماعي والتعصب العنصري. وهذا ما جعل روبنسون تعلن ضرورة مقاومة أميركا بعدم الاستسلام لها .
مارلين روبنسون أشهر روائية أميركية اليوم نالت “بوليتزر” الأسبوع الماضي على رباعيتها الروائية التي كان آخرها رواية ” جاك ” بعد ثلاث روايات هي ” جلياد – الوطن- ليلي “، وهي تكتب معتمدة على حفر عميق في المجتمع الأميركي, وبحث متشعب في التاريخ, وتدقيق في الأدب والفنون والمعاني، لذلك استحقت الجائزة. وكانت صرختها مؤثرة ( لا تستسلموا لأميركا )..
الوسومالامبريالية بوليتزر فؤاد شربجي مارلين روبنسون
شاهد أيضاً
من يحكم من إسرائيل / أمريكا ؟…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني
السردية السائدة في الصحافة الرسمية الغربية بما يخص العلاقة بين نتنياهو وكيانه وإدارة الرئيس بايدن …