في مثل هذه الأيام قبل 20 عاماً ارتكبت أمريكا وبريطانيا «جريمة القرن» في غزوهما غير الشرعي للعراق. ففي عام 2001 عندما ضرب تنظيم «القاعدة» برجي نيويورك وقف العالم كله مع أمريكا، وعندما اقترفت واشنطن غزو العراق وقف العالم كله ضدها، وما زالت تأثيرات هذا الغزو المجرم تتجلى في زعزعة استقرار المنطقة وفي انتشار الإرهاب وفي ارتداداته الجيوسياسية على بلاد الإقليم كلها.. إنها جريمة القرن بحق شعوب ودول وأوطان المنطقة، لذلك لابدّ من مراجعتها وتذكرها للتأكد من معنى وجوهر السياسة الأمريكية كدولة غازية ومتسببة بالفوضى والإرهاب وعدم الاستقرار.
اعتمد الغزو على «كذبة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل»، واعترف وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول الذي أجبر على إعلان هذه الكذبة في مجلس الأمن تمهيداً للغزو، اعترف في مقابلة إذاعية بأنه لم يكن مقتنعاً بالغزو ولا بالمبررات التي ساقتها الإدارة لارتكابه، لكن رئيسه بوش الابن أجبره على إعلان «الكذبة الشنيعة»، وظل يردد باول بأن «التاريخ لن يذكر لي إلّا هذه الكذبة وسينسى كل ما أنجزته في حياتي»، الكذبة المدمرة اعترف قائلها ومن ارتكبها بمدى جريمتها وظل يشعر بالعار بنتيجتها حتى مات .. وما زال التاريخ بالفعل لا يذكره وإدارته إلّا كمجرمين .
كان الغزو الأمريكي للعراق ذروة حصار اقتصادي مجرم، وعندما سئلت أولبرايت وزيرة خارجية بيل كلينتون عن رأيها بتسبب الحصار الأمريكي بموت نصف مليون طفل عراقي أجابت بكل وقاحة بأن «الأمر يستحق»، تصوروا!؟ ما الذي يمكن أن يستحق موت طفل واحد؟ فكيف بنصف مليون طفل؟ إنها الوحشية الأمريكية المجرمة. وكما تساءل رئيس شرطة الإمارات السابق ضاحي خلفان: لماذا لم تأمر الجنائية الدولية يومها باعتقال أولبرايت وهي التي اعترفت بقتل نصف مليون طفل؟
من اللحظة الأولى.. وعندما زار باول دمشق قبل الغزو ليطلب من سورية الانضمام لتأييد أمريكا في عمليتها.. منذ اللحظة الأولى أعلنت دمشق معارضتها للغزو، ونبهت أمريكا إلى أن مثل هذا الغزو سيتسبب بمخاطر ستصيب العالم كله. وبالفعل فقد أنجب الغزو أول ما أنجب الإرهاب الذي وصل إلى كل مكان. كما نبهت سورية أمريكا إلى أن الغزو سيزعزع استقرار المنطقة ويسبّب أوضاعاً سيكون خطرها مؤثراً على العالم كله، لكن الصلف المجنون لإدارة بوش جعلها لم تسمع ولم تفهم، ودفعت لارتكاب جريمتها «جريمة القرن» بغزوها العراق.
غزو العراق لم يجلب الحرية للعراقيين كما ادعت واشنطن، بل دمرت «الوطن» العراقي، وأوجد البيئة التي ولّدت الإرهاب، وما زالت المنطقة تعاني من عواقب هذا الغزو الجريمة «جريمة القرن» الأمريكية.
الوسومغزو العراق فؤاد شربجي كولن باول
شاهد أيضاً
العراق والسير في ركب التطبيع… بقلم ميلاد عمر المزوغي
مع اطلالة عيد الاضحى, يابى الفرنجة وعملائهم الا انغاص فرحتنا به ,عدوان غادر غاشم على …