الشعوب المتجذرة في الحضارة، تمارس إيقاظ معنى التاريخ الذي تصنعه، وهذا ما ينطبق على معركة الجنوب السوري وما تحقق من انتصار فيها، والسوريون استعادوا سيادتهم على الجنوب وهم يعون تجسيد تاريخ ومعنى ما يقومون به. في الجنوب، كما في كل بقعة من سورية، يجهد السوريون لاستعادة كامل التراب السوري وفق مبدأ (كل ذرة تراب من سورية هي سورية كلها)، وبناء على سياسة (الإصرار على استعادة كل شبر من أرض سورية)، وكله بمنزلة الإيمان والعقيدة للسوريين. منذ شهور، والحكومة تسعى لإنهاء وضع الجنوب عبر المصالحات، ولكن التدخلات الخارجية (الأمريكية– السعودية– الأردنية) كانت تحقن الفصائل الإرهابية بالأوهام لتجعلها تزداد عناداً في خدمة أهدافهم، وعندما اقتربت ساعة القرار، أعلن الرئيس الأسد أننا نعمل على استعادة الجنوب بالمصالحات أولاً، وإلا فالعمل العسكري هو الحل. السوريون مجبولون بالتاريخ، يستحضرون التاريخ الفائت، وهم يصنعون التاريخ الحالي، لذلك فإن الطبيعي أن يستحضر السوريون، حقيقة ما جرى في الجنوب منذ عام 2011، ولاسيما أن هذا التاريخ جرى تشويهه وتحريف أحداثه ومعانيه. وبينما افتعل البعض حادثة الصبيان في المدرسة. جرى تضخيم الحدث واستغلاله بشكل كشف أن الهدف كان في الأصل إشعال الفتنة، وفي الوقت ذاته استمر الكثير من الإعلام المضاد يردد أن الحراك في درعا سلمي. وفي مؤتمر صحفي أعلنت د. بثينة شعبان من القصر الجمهوري قرارات القيادة حول رفع حالة الطوارئ، والعمل على إنجاز قانون جديد للأحزاب، وقانون للإعلام، وقانون للانتخابات، كما خاطبت الدكتورة شعبان أهالي حوران لاعتماد الحوار والتفاعل الوطني طريقاً للارتقاء يحفظ الوطن ويصون الطريق الصحيح لتحقيق المطالب الشعبية، وكذروة لكل هذا التفاعل من قبل الحكومة فقد استقبل الرئيس الأسد وفداً يمثل أهالي حوران، وعاملهم باحترام وطني واضح، واستجاب سيادته لجميع طلباتهم، حتى إن هناك سجناء جرى إطلاق سراحهم وأخذهم الوفد معه، وعبّر (الشيخ الصياصنة) كبير الوفد، عن كل ذلك في لقاء تلفزيوني عقب الاجتماع، ولكن أثناء عودة الوفد إلى درعا، وبناء على شهادة أحد المقربين للوفد، قام الشيخ الصياصنة بالاتصال الهاتفي بجماعته ليأمرهم (أخرجوا السلاح سنهاجمهم قبل الفجر)، كل ذلك يفيد أن الأمر مدبر وأن الاستفزازات الأولى ما كانت إلا غطاء تتحرك تحته قوى إرهابية. هكذا بدأت وتطورت حالة حوران، واليوم الدولة تنفذ قرارات التطهير الجذري للإرهاب من هذه البقعة الغالية من أرض سورية.
الوسومالجيش العربي السوري بشار الاسد فؤاد شربجي
شاهد أيضاً
واخيرا سقطت دمشق مضرجة بالدماء من اجل أمّتها…بقلم ميلاد عمر المزوغي
لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا, سارع الغرب الى اسقاط مصر عسكريا عبر …