بقلم د. أنور العقرباوي* |
ورشة إليها في المنامة يشد الأعراب الرحال، وبالونات إختبار عن بدعة صفقة عصرية، بعد أن لم يبقى من الوطن السليب سوى جيوب، ووريقة كتب عليها خداعا “دولة فلسطين”، التي لا تدغدغ إلا مخيلة أنصار الحلول الإستسلامية، وشعوب خانعة التي ما استفاقت من نكبة أو نكسة، حتى عاودت النياما ومن الشعارات أشبعتنا الكلام!
أن تفقد “الزعامات” العربية مبرر شرعيتها، فإن ذلك تحصيل حاصل عندما تخول الولاية العامة في شأن مصالح بلادها، إلى ألد خصوم تطلعات شعوبها و أحلامها، هذا إذا كانت يوما تحرص حقا عليها، أما أن تسير الجماهير على نفس نهج وخطى حكامها، فإنها المأساة الحقيقية وهي تقتفي أثر قادتها من الشعارات الوطنية المغلفة البراقة، التي لا تسمن أو تغني من حرية وكرامة، وتعمق شرخ الصفوف التي لا تزيدها إلا فرقة ومرارة، ومن ثم تنحى عليها عن أسباب تخلفها وشرذمتها باللائمة، التي تنمنم مشاعر الغضب فيها، وهي تروي نشوة الغرور في تسجيل المواقف لديها، بعد أن تكون قبل أن تمضي قد قالت كلمتها، التي تعجز عن سبر غور مفاعيلها ومعانيها المراجل والفقهاء!
لا تلوموا عدوكم فهو غريمكم، الذي يدرك لو كانت مشاعر الكرامة ستتحرك لحظة فيكم، لما كان حتى يجرؤ على إهانتكم في عقر أوطانكم ، ولكن لوموا أنفسكم حين باعوا أمراءكم وملوككم من يومها فلسطين، ودمروا من بعدها ليبيا واليمن وسورية بإسم الدين، ولم يتبادر منكم سوى الشجب والعويل، وكأن مستقبل الأوطان والأجيال القادمة من بعدكم، ليس فيها من الأمر شيء يعنيكم، حتى يحرك النخوة والحمية فيكم، حتى أصبحت العشيرة بدل الوطن هي ملجأكم، ودون الإنسانية في الشماتة أخلاقكم، وفي أحسن الأحوال التنظير منهجكم، ودون الشارع على منصات التفريغ الإجتماعي وسيلتكم و ملاذكم!
فلسطين من النهر إلى البحر، كانت عربية وسوف تبقى، ولكن كيف تقبلون على أنفسكم، وقد رضيتم بهؤلاء الأقزام والخونة من أشباه الرجال حكاما عليكم، وهم يساومون في سوق العمالة والنخاسة على شرفكم وعرضكم، الذي لا يعني من الكرامة شيئا بالنسبة إلى “مقاماتهم”، إلا أن تكون الثمالة من الذل والجبن قد تمكنت منكم، حين لن تؤرق المنامة منامكم، وأنتم تتمنون على الليل عدم الإنصرام في عجالة؟!
*فلسطيني واشنطن