بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على عدوان التحالف السعودي على اليمن، يبدو أن مستنقع هذا البلد الفقير قادر على إغراق المعتدين في وحوله واستنزاف ثرواتهم وإمكاناتهم المادية والمعنوية، لا بل، بعزيمة شعبه وقواته المسلحة ولجانه الشعبية، سيحقق الانتصار عليهم في نهاية المطاف.
من الدلائل على ما سبق أنه رغم المجازر المروعة التي يرتكبها تحالف العدوان كل يوم على مدى الأعوام السابقة، فإن الشعب اليمني وقواته المسلحة ومقاومته الشعبية تمكنوا من الصمود والثبات ومنع دول العدوان وداعميهم من تحقيق أي من الأهداف التي قام عليها هذا العدوان، وعلى رأسها «إركاع» الشعب اليمني وجعله تابعاً لنظام بني سعود، أكثر أنظمة العالم تخلفاً سياسياً وأخلاقياً.
اليمن الذي ظنه غر السياسة والحكم محمد بن سلمان لقمة سائغة بسبب فقر أبنائه وشح إمكاناته الاقتصادية استطاع استنزاف بني سعود وشركائهم من كل الجوانب سياسياً وعسكرياً وأخلاقياً،
فمن الجانب السياسي لم يستطع بنو سعود وأعوانهم أن يجعلوا عميلهم عبد ربه منصور هادي يجرؤ على الاستقرار في اليمن أو حتى في المناطق التي يدّعون أنهم (حرروها) من سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية، بل بقي قابعاً في السعودية ويدخل الأراضي اليمنية بين الحين والآخر دخول اللصوص الخائفين المذعورين.
أما من الجانب العسكري، ورغم الضخ الإعلامي المتواصل والكاذب والقوة الجحيمية للطيران المعادي، فإن الأراضي التي ينسحب منها الجيش ولجان المقاومة الشعبية تحت هذا القصف الهائل لا يلبثوا أن يعودوا إليها ويطردوا عصابات المرتزقة منها، وما معارك الساحل الغربي وحصار قوات العدوان المهاجمة إلا خير دليل على ذلك.
وأما من الجانب الأخلاقي فإن حجم الكارثة التي حلت بالشعب اليمني نتيجة العدوان وتحذيرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى من أن اليمن على شفا مأساة إنسانية لم يشهد لها العالم مثيلاً، كافية لإزاحة ورقة التوت الأخيرة عن العورة الأخلاقية لبني سعود، وكشف زيف ادعاءاتهم بأنهم (خدمة الحرمين الشريفين وحماة الإسلام والمسلمين)، وهم في الأساس خدمة الأمريكيين والصهاينة، وأيديهم ملوثة بدماء المسلمين وغير المسلمين في عدد كبير من البلدان العربية من العراق مروراً بسورية وصولاً إلى دول المغرب العربي، بل أوروبا وغيرها من دول العالم من جراء جرائم ذئابهم الوهابية التي دربوها وسلحوها وأغدقوا عليها الأموال وأطلقوها لتعيث إجراماً في أصقاع الأرض المختلفة.
في النهاية: لقد انعكس السحر على الساحر، فاليمن الذي أرادوا إغراقه في الجهل الوهابي وفرض التبعية عليه وجعله يدور في فلكهم ها هو يستنزفهم ويعريهم وسوف يغرقهم في شر أعمالهم.