السبت , 23 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

حكومة المشيشي .. حكومة الفرصة الأخيرة؟

لا تكاد البلاد تخرج من أزمة سياسية حتى تشتعل أخرى،وضع سياسي دقيق ومعقد ومأزوم والشيء الوحيد الواضح فيه هو الطريق الى التهلكة ، فجميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حمراء ومتهاوية ومتهالكة وقد دقت جميع نواقيس الخطرِ ولا مجيب، لايزال الفوضاويين و الإنتهازيين من الخارج و الداخل يفتعلون الأزمات بالصراعات الوهمية و لا يريدون الإستقرار للوطن ولا لشعبه فيصنعون له الأزمات تلو الأخرى..

أمام هذه الأحداث المتسارعة و المعقدة هل يتعظ أهل السياسة في تونس مما وصلت له الدولة اللبنانية الشقيقة جراء التشرذم و الانقسام الطائفي الحاد و بالتالي يتشابه إلى حد بعيد مع الانقسام السياسي و الإيديولوجي في تونس خاصة أنها تعيش تقريبا نفس مؤشرات الأزمة التي تفاقمت في لبنان ، و إذا تواصل الاستهتار بمستقبل البلاد من قبل الطبقة السياسية فنحن ذاهبون حتما إلى نفس النتيجة.. حذار من لبننة تونس.. والوضع الوبائي و الإقتصادي و الإجتماعي خطير و البلاد غير قادرة على تحمل مثل هذه الهزات السياسية و الشعب و الوطن في غنى عنها..

المشهد السياسي و سيناريوهات ﻣﺴﺎﺭ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ الجديدة او حكومة الفرصة الأخيرة، هناك اليوم انقسام كبير في المشهد السياسي واختلاف في المواقف، غير واعيين بأن تونس تحتاج الى تقدير عميق لمآلات الوضع الراهن وهدنة سياسية ، وينفذ خلالها برنامج عاجل لإيقاف النزيف الاقتصادي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لتجنيب البلاد ويلات انفجار اجتماعي خطير ووشيك..مسار ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ القادمة صعب ، ﺗﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﺮﺏ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺑﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻣﺴﺎﺭ ﻳﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ الحزبية ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻐﺸﻮﺵ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺸﻒ ﺇﻓﻼﺳﻪ ﺑﻌﺪ 10 ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻓﻲ 9 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺣﻠﻮﻝ ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ﻣﻬﺘﺰﺓ ﺑﺤﺰﺍﻡ ﻣﻬﺰﻭﺯ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺯﺍﺋﻔﺔ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ، البلاد في الوقت الراهن في احوج الظروف من أي وقت مضى الى وحدة وطنية تحصن الوطن من القوى العابثة و إلى الإستقرار السياسي الذي بدوره يساعد على تنقية الأجواء التي قد تتأثر بالسجالات السياسية والصراعات الأيديولوجية و بحاجة إلى ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﺧﻴﺮ و ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺨﻀﻊ ﻋﻨﺪ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﺑﺘﺰﺍﺯ ﺍﻟﺮﺧﻴﺺ ﻭﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ، و ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺄﻭﺳﻊ ﺣﺰﺍﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﺻﻼﺣﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﺤﻈﻮﻅ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﺸﻌﺐ و إنقاذ البلاد من الإفلاس والإنهيار ، لابد أن تكون ﺣﻜﻮﻣﺔ الفرصة الأخيرة ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ للخروج من الأزمة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية.. ولابد ان تدرك الطبقة السياسية بأننا نعيش حالة انسداد سياسي، و أزمة شاملة ومتكاملة ، وبالتالي لابد من إيجاد مخرج متكامل سياسيا و إقتصاديا، و تتحمل النخبة السياسية مسؤوليتها في توجيه المسار إلى الاتجاه الصحيح أو السقوط المدوي المصحوب بإنهيار سيأتي على الأخضر واليابس

في الحقيقة و في خضم هذه المتاهة السياسية المعقدة و الإنقسام و التشرذم، نحن نعيش على وقع تكوين حكومة هي الأصعب في تاريخ المسار الانتقالي التونسي، من جهة ضبابية المشهد السياسي الذي طغى عليه التناحر و التنافر و التموقع و إنعدام الثقة بين مختلف القوى السياسية و من جهة أخرى الأوضاع المتدهورة على جميع الأصعدة.. و بالتالي تعد أزمة تشكيل الحكومة الجديدة من أعقد وأصعب الأزمات التي شهدتها تونس،

في إنتظار الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة و تركيبتها يعتبر مجلس النواب العقبة الأخيرة أمامها لمنحها الثقة من عدمها ، ففي حال اعترض البرلمان على حكومة المشيشي فإن ذلك قد ينجر عنه حل البرلمان والذهاب نحو إعادة الانتخابات التشريعية كما ينص على ذلك الدستور التونسي. وفي هذه الحالة أيضا سيكون من الصعب على بعض الكتل السياسية أن تحقق نفس العدد من المقاعد التي حققتها في الانتخابات السابقة..و هذا سيناريو مستبعد حفاظا على كراسي البرلمان و يبقى سيناريو مابعد منح الثقة و أهمية الحزام السياسي الداعم لها لتستطيع الحكومة العمل في مناخ سياسي مبني على الثقة المتبادلة لتحقيق الإصلاح المنشود و هذا لن يكون إلا بالتوافق ولن يكون هناك توافق إلا ببعض التنازلات و الإبتعاد عن المكايدات السياسية و سياسة لي الذراع..

ولا شك بأن تكون هذه الحكومة الجديدة التي لم تتشكل بعد حكومة المنعطف الأخير قبل دخول البلاد في فرز سياسي قد يغير المشهد التونسي بشكل كبير نحو إستقرار سياسي او إنهيار يأتي على الأخضر واليابس..
هل تكون حكومة الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلاد من الإفلاس والإنهيار و الإنفجار الوشيك؟ ، و هل تكون حكومة المنعطف الأخير ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺻﺤﻮﺓ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻣﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ؟

الوضع معقد و خطير على جميع المستويات و قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلاد من المجهول.. أنقذوا هذا الوطن الجريح و هذا الشعب المسكين ، و عودوا إلى رشدكم ايها السياسيون و حكموا عقولكم قبل فوات الأوان !!

 

شاهد أيضاً

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024