خالد محيى الدين: فارس يترجل من على صهوة جواده

محمود كامل الكومى* |
أخر الرجال المحترمين ، وكان قد أعتزل الحياة السياسية من أعوام خلت تاركا حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى، أمتدادا لمنبر اليسار الذى أسسهما ,الى أختيارات الأعضاء , ضاربا المثل والقدوه فى أن رئاسة الأحزاب ليست حكراً ولا ميراثا وانما هى للديمقراطية عنوان , فى زمن تغول فيه رؤساء الأحزاب فى مصر الى احتكارها , ففقدوا مصداقيتهم فى مطالبة ,حسنى مبارك بتداول السلطة ,  وقد كانت احزاب كالوفد والأحرار وغيرها من الأحزاب اليمينية فى معية النظام , ولم يكن أى من الأحزاب يشكل المعارضة الحقيقية سوى حزب التجمع برئاسة خالد محيى الدين بالأضافه الى مجموعة من الوطنيين المستقلين , والى أن غادر الحزب كان حزب التجمع هو عنوان النضال فى مصر , الى أن ترأسة المرحوم رفعت السعيد فهادن النظام فى عهدى مبارك والسيسى، و فقد حزب التجمع مقومات وجوده التى  تمثلت فى مكوناته (  الأشتراكيون والشيوعيون والناصريون والقوميون  , والتيار الدينى المستنير), بعد أن تكون الحزب العربى الأشتراكى الناصرى , وخصوصا عقب تخلى خالد محيى الدين عن رئاسة الحزب وأنفراد المرحوم رفعت السعيد وهيمنته على مقدراته , والتصدى لكل معارضيه , الذين غادروا وكونوا حزب التحالف الأشتراكى , الذى يسير الآن على خطى خالد محيى الدين فى التمسك بالقيم اليسارية والنضال من اجل الفقراء والعمال ضد مافيا رجال الأعمال وهيمنة حكوماتهم على مقدرات الشعب المصرى .

خالد محيى الدين الذى أستأذَنَكُم الرحيل ,أحد فرسان الضباط الأحرار وأخرهم الذين قاد معهم جمال عبد الناصر ثورة 23يوليو 1952, كانت له رؤيته الخاصة فى مطالبة أعضاء مجلس الثوره بالعوده الى الثكنات , وتسليم الحكم للقوى المدنية– فيما عرف بأزمة مارس 1954-, وكانت معارضة كل أعضاء مجلس قيادة الثورة لرؤيته , التى تجهض الثورة فى بداياتها ودون تحقيق أهدافها , حيث أن القوى المؤهله للحكم , هى القوى التى قامت الثورة لتطهير مصر من فسادها (الرأسمالية والأقطاع – وكان يمثلهما حزب الوفد – وكذا عملاء الأستعمار البريطانى وبقايا الملكية الفاسده والأخوان المسلمين  الذين حاولوا احتواء الثورة  وفرض وصايتهم عليها رافضين أدخالهم ضمن العملية الثورية مطالبين بالأنفراد دون غيرهم ), لكن يحسب للمناضل خالد محيى الدين ,أنه أعترف بأن طلبه كان متعجلا ولم يكن قد حان وقته وأن رؤية زملائه فى مجلس قيادة الثورة كانت الصائبه  , وهو مايؤكد روح الفرسان وأخلاقهم التى تحلى بها خالد محيى الدين .

خالد محيى الدين فارس الكلمة وصاحب الرأى الحر , ابتدع صحيفة المساء المصرية كأول صحيفة مسائية وتولى خالد محيي الدين رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامي 1964و1965، وهو أحد مؤسسي مجلس السلام العالمى ، ورئيس منطقة الشرق الأوسط ورئيس اللحنة المصرية للسلام ونزع السلاح.

حصل على جائزة لينين  عام1970 , وبدى أنه الفارس فى زمن عز فيه الفرسان , خاصة حينما وقف للسادات وعارض أتفاقية الخزى والعار مع بيجين , وزيارة السادات المشؤمة للقدس , وكان ان نعته السادات بالعمالة , وهى تهمة معلبة ابتدعها السادات لكل من يعارض 
اتفاقية الذل والهوان مع العدو الصهيونى , وأنتفض الشعب المصرى فى يناير 1977 ضد السادات ,وأعتبر السادات خالد محيى الدين أحد المحرضين , وبالفعل كان خالد محيى الدين المدافع عن أنتفاضة المصريين , وعن حقوق الفقراء والعمال ضد سياسات الأنفتاح السداح مداح التى قادها السادات ودشن بها لبيع مصانع العمال والقطاع العام الذى بنى أقتصاد مصر وحقق ميزان العدل الأجتماعى .

خالد محيى الدين الفارس الذى ترجل من على صهوة جواده الآن , كان نائبا للشعب فى البرلمان , صال وجال وحقق كيان برلمانى نفتقده الآن , وبالمقارنه فأن مايحدث الآن – لعب عيال- وبالقياس على الفتره من 1990 الى 2005 أبان كان يمثل الشعب فى البرلمان المصرى فهو البرلمانى ,المالك أدواته دون جدال, والذى سيظل البرلمان المصرى يفتقده على مدى سنوات طوال حتى يجود الزمن بمثله فى زمن عز فيه الرجال.
خالد محيى الدين فارس اليسار المصرى والعربى الذى أمتطى صهوة الجواد خلال سنى عمره ال 96 
الآن “أتكلم ” بقلم :خالد محيى الدين … كتاب حياتى  ولكل أجل كتاب . ومن كل تلامذة خالد محيى الدين ورفاق نضاله , نوبة وداع , وأنتباه .
*كاتب ومحامى – مصرى

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023