أحدى ما سيترتب على هذه الضربة المميزة الصاروخية المكثفة والدقيقة الايرانية التي وجهت لاكبر قاعدة جوية عسكرية هو ان حلفاء وأدوات امريكا ستبدأ بطرح السؤال على أنفسها إذا لم تسطيع الولايات المتحدة من حماية قواعدها وحياة جنودها بالرغم من معرفتها ان الضربة قادمة وبالرغم من أن القاعدة الرئيسية التي ضربت تمتلك أحدث الرادارات الامريكية وأجهزة التشويش الاليكتروني. وقبلها ربما بساعات وزير الدفاع الامريكي يصرح بأن كل الاجراءات قد إتخذت لحماية القواعد القواعد وحماية حياة جنودنا فماذا سيكون حالنا (أي الحلفاء والادوات) نحن الذين نعتمد كلية على الولايات المتحدة لحمايتنا؟
وحتى قبل الضربة بدأ حلفاء وأدوات الولايات المتحدة في المنطقة بإستبعاد أنفسهم عن حاميها والضامن “لامنها” أو عروشها… فها هو المجرم نتنياهو يصرح ان ما حصل هو شأن أمريكي إيراني وأن “اسرائيل” لا دخل لها في هذا الشأن. هذا المتعجرف والمجرم الذي لم يترك يوما منذ دخوله معترك الحياة السياسية في تسعينات القرن الماضي وهو يطلق التهديدات لايران وأن “اسرائيل” على استعداد تحت قيادته ان “تتولى” امر إيران لوحدها لمنع إيران من تطوير برنامجها النووي حتى دون دعم من الولايات المتحدة. وفي هذا الاطار سمح له حلف الناتو بإجراء تدريبات جوية للطائرات الاسرائيلية في جنوب أوروبا في دول تمتلك تضاريس طبيعية جبلية مشابهة للاراضي الايرانية. وهو لم ينقطع يوما عن حث قاطنوا البيت الابيض من توجيه ضربة عسكرية الى الداخل الايراني على منشآتها النووية. وهو الذي أقام تحالفات مع بعض الدول الخليجية كانت إيران والعمل ضد إيران في صلب هذه التحالفات وجوهر التطبيع مع هذه الدول وعلى راسها السعودية والامارات ولم يعد ذلك سرا على الاطلاق.
والى جانب ذلك أصبحت كل دول الخليج تتخوف وترتعب من توجيه اية ضربة للقواعد الامريكية القابعة على اراضيها والتي قد تنطلق منها طائرات او صواريخ أمريكية لقصف مواقع إيرانية. وهذه الدول لا تملك قرارها السياسي وليس لها سلطة على هذه القواعد أو ما يدور بداخلها أصلا. وهنالك بعض الاخبار التي تفيد بان الكيان الصهيوني والدول الخليجية قد تبدأ بالتحرك بإتجاه البيت الابيض مطالبة بعدم رد واشنطن على الضربة الايرانية….ولا شك ان هذه المخاوف الان متزايدة بعد أن ادركوا الجرأة والتصميم الايراني على الرد ودقة الصواريخ التي وجهت وحجم الدمار التي احدثته وعدم قدرة الدفاعات الامريكية من حرف هذه الصواريخ وفشل المنظومات الصارخية الامريكية من التصدي لها فلم يتم اسقاط أو حرف اي صاروخ إيراني. هذا بالاضافة الى ان الجيش الامريكي لم يعلن لغاية الان عن حجم الخسائر البشرية والمادية التي تسببتها الضربة ربما خوفا من نقمة الشعب الامريكي والضغط على البيت الابيض ومطالبته بسحب القوات الامريكية من العراق هذا الى جانب زيادة مخاوف الكيان الصهيوني والدول الخليجية وعلى راسها السعودية والامارات.
الجميع الان ينتظر ماذا سيكون عليه الرد الامريكي سواء على الجبهة العسكرية او الدبلوماسية والسياسية. وبغض النظر على ماذا سيكون عليه الرد وطبيعته فإن الواضح ان الزمن الذي كانت تتصرف به الولايات المتحدة في المنطقة دون رادع عسكري فعلي ومؤلم ومؤثر على تواجدها في المنطقة قد انتهى وأن أمن حلفائها وأدواتها لم يعد مضمونا بخاصة.