المطالبة بدولة فلسطينية منزوعة السلاح الى جوار دولة نووية منزوعة القيم والشرف والإنسانية والأخلاق لا تعترف بحدود لها رغم انقضاء ثمانية عقود على انشائها او لنقل زرعها في قلب الامة العربية, امر غريب ومستهجن من قبل رئيس اكبر دولة عربية كنا نعتقد انها تشد الازر وتعين على المصائب, المؤكد ان ما تفوّه به السيسي يمثل راي غالبية حكامنا اليوم الذين كل همهم المحافظة على عروشهم وارضاء اولياء نعمتهم , تفاهات نجزم انها صدرت عن حكام كانوا سبباً مباشرا لهذا العدوان الشرس الذي قضى على الحجر والبشر بجبنهم وتخاذلهم والمقاومة الوطنية الاسلامية في اوج تألقها وانتصاراتها وعنفوانها .
ها هي فلسطين اليوم تمر بأصعب مراحلها, يقف الفلسطينيون وحدهم يواجهون أقوى الجيوش في العالم ممثلة في الصهاينة وأمريكا والغرب وبعض الأنظمة المهزومة والمطبعة, فأين المجتمع الدول وأين القانون الدولي؟ وأين حقوق الانسان وحرية تقرير المصير لأكثر من ثمانية عقود. أم أن الفلسطينيين ليس بأناس ولم يرتقوا الى ذلك بعد, كما قال وزير دفاع الصهاينة عن الشعب الفلسطيني بانه “حيوان بشري” ويستحق أن يعامل بقدر ما هو؟ ان ما ذكره السيسي يؤكد ان الطبخة المجهزة مع دوائر اقليمية ودولية أخرى خطيرة قد استوت ويريد منا السيسي أن نضيع تضحياتنا على مدى عقود الاحتلال والتشريد.
لن يقبل الكيان المحتل بدولة منزوعة السلاح تحت اشراف اممي في حدود 67, فهو يماطل للاستحواذ على المزيد من الاراضي لأجل توسيع المستوطنات واستجلاب المزيد من الصهاينة ,فالشعارات اثبتت فشلها والانظمة العربية اصبحت بعد تحييد او لنقل تقييد وتكبيل مصر, عاجزة عن الحرب واسترداد الحقوق بالقوة, وان مبدا الارض مقابل السلام الذي قدمه العرب على طبق من ذهب التهمه العدو والقى بالطبق في وجوه حكامنا, الذين اذلوا انفسهم على ابواب العواصم الاوروبية وامريكا استجداءا للسلام المزعوم, الذي يعني الخنوع لهؤلاء الفرنجة, لقد كان بإمكان الحكام العرب ان يمتلكوا القوة العسكرية من خلال دخول مجالات التصنيع بمختلف انواعها, وكذلك ولوج عالم الذرة فهم يمتلكون الاسباب المادية والعلمية والطاقة البشرية التي تجعلهم امة يحسب لها, او من خلال اقامة التحالفات الدولية الحاسمة والفاعلة في المنطقة.
ظن الجميع بمن فيهم الحكام العرب الخانعين المتآمرين على الشعب الفلسطيني, انه بموت الرعيل الاول او توزعه القسري في الشتات سينهي القضية, لكنهم خسئوا وباؤوا بالفشل الذريع ,لقد توارثت الاجيال المتعاقبة خاصة الذين ولدوا تحت نير الاحتلال وجبروته, جينات حب الوطن والذود عنه بكل الامكانيات,بما فيها تقديم الارواح قربانا له, لكي ينعم من يتبقى على قيد الحياة بالأمن على حدود كامل تراب فلسطين التاريخية من النهر الى البحر, وليعش اصحاب الديانة اليهودية غير المتصهينين بالبلدان التي ولدوا بها .
تحية للمقاومين في غزة بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية والذين جمعهم حب الوطن, الذين اثبتوا لمن يدعون صداقتهم قبل عدوهم انهم مؤمنون بالقضية ولا يهابون الموت بل يتقدمون الصفوف والالتحام المباشر مع الصهاينة (المسافة صفر) وتحية للمقاومين في الضفة الذين يعيشون في سجن تقوم بحراسته سلطة تعمل لصالح العدو, حيث اعلن راس السلطة قبوله بالمقترح.
تقف البوارج وحاملات الطائرات من مختلف الدول الاستعمارية امام اعينهم, فلم ترهبهم, بل زادتهم ايمانا بعدالة قضيتهم, ما اصغر العالم وما اكبرك يا غزة.