رجال الدين الكبار: في خبر كان!!..بقلم رابح بوكريش

رجال الدين الكبار: في خبر كان!!..بقلم رابح بوكريش

رجال الدين كان لهم دور محوري على مر التاريخ، وكان بمقدور رجال الدين دائما تغيير مسار التاريخ بأكمله وليس فقط مصير المجتمعات والشعوب، فلهم القدرة على توجيه الرأي العام. إن استغلال الحاكم للدين لتحقيق أهداف سياسية هو أمر معروف منذ آلاف السنين، وبحكم أن الشعوب العربية تعيش حاليا في أزمة من شك، والوجهات السياسية المختلفة تحرمه نعمة الثقة والاطمئنان بسبب تغير سلوك بعض رجال الدين. كان العالم العربي ينتظر بفارغ الصبر أن يري بعض العلماء العرب البارزين في الصفوف الأولى يقدمون النصائح والإرشادات للمقاومة في غزة وضرورة مساندة الشعب الفلسطينية في هذه الظروف الصعبة من حياة الأمة.

صحيح أن رجال الدين هم بشر كسائر البشر يصيبون أحيانا ويخطئون أحيانا، ولكن ذلك لم يحدث بل أن هناك من لم يؤيد وجهة نظر الشعب الفلسطيني من حيث المقاومة “ضرب إسرائيل بالصواريخ” وأكثر من هذا هناك من قال : ” احذروا من الاعتداء على إسرائيل ” .وكل واحد من هؤلاء عبر بطريقته الخاصة عن ذلك . ويشار أن رجال الذين العرب تعرضوا مؤخرا لحملة هجوم غير مسبوقة في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب موقفهم من حرب غزة المشؤوم . سئمت الكلمات وملت العبارات وتهاوت الصفحات لتلك الشعارات التي يرفعها هؤلاء في المناسبات الدينية . لقد أصبح التعاون مع العدو نضالا والتخابر على الأخ تقدما .

الواقع أن ما حققته المقاومة من انتصارات في هذه الحرب المدمرة تعتبر صفعة قوية للمتطبعين ورجال الدين الكبار الذين سكتوا عن العدوان الإسرائيلي، والسؤال الافتراضي هنا هو: هل سيفقد هؤلاء العدد الهائل من المشاهدين علىوسائل الاتصال الاجتماعي؟ . إنني أشبه رجال الدين في زمننا هذا بذلك الشخص الذي وقع فجأة على واحد من تلك الممرات المتحركة إلكترونيا، كالموجودة في المطارات، وبدلا من التحرك مع اتجاه سير الممر …نراه يهرول مذهولا في الاتجاه العكسي لسير الممر، وهذا يعني أن المشاهد سيعاقبهم.الحقيقة التي يجب أن يعرفها العدو الصهيوني أنه مهما فعل بالشعب الفلسطيني من تدمير وتشريد ووحشية ، ومهما دفع لقتل أطفال غزة ، ستظل غزة عزة العرب وكرامته . فغزة المدينة خلقت لتعيش،لا لتموت. إنها باقية وهم الراحلون والذاهبون إنشاء الله .

رحم الله شهداءنا و أسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة، و كان في عون من بقي ثابتًا شامخًا صابرًا محتسبًا، حمى الله غزة ووهب كل من فيها من أناس طيبين سلاماً و سعادة و سرورا في الدارين و جازاهم بصبرهم خيرًا يليق بحلمه و علمه وكرمه. ألف الحمد لله على سلامتكم و بعين الله.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023