صاروخ فاتح 110 الإيراني بالمسافة التي قطعها، ليقع قريبا من مفاعل ديمونة، محدثا انفجارا عنيفا، أثار الهلع والرعب في قلوب المستوطنين الصهاينة، الفارين في حركتهم المضطربة إلى الملاجئ الخاصة، خوفا من احتمال هجمة صاروخية على كيانهم، أعلن بقطعه مسافة 300 كلم، أن موسم استعادة القدس صار أقرب، رغم أنه مصنّف في تطوّر التصنيع العسكري الإيراني من الجيل القديم.
صاروخ واحد بطرازه القديم استطاع أن يخترق القبّة الحديدية، وأن يقع على بعد 30 كلم من مفاعل ديمونة الصهيوني، قد يكون رسالة واضحة إلى حكومة الكيان بأن المفاعل النووي يسهل استهدافه مباشرة ودون خطأ بأكثر من صاروخ، ودون ان يعترضه شيء مما سُمّي بالقبّة الحديدية، ولم يعد هناك مانع منذ أمد قريب، يحول دون استهداف كل متر من المواقع الصهيونية العسكرية والحساسة.
وفيما أكد عضو الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني محسن دهنوي أن الصاروخ الذي استهدف إسرائيل، وسقط بالقرب من مفاعل ديمونا، إيراني من الجيل القديم.
وكتب على (تويتر): (القوة الواهية للقبة الحديدية الاسرائيلية تبددت بصاروخ إيراني واحد من الجيل القديم .. فماذا ستفعلون مع وابل من الصواريخ الإيرانية المتطورة؟).(1)
قال الناطق باسم الجيش الصهيوني لتهوين العملية في بيان مقتضب: إن هذا الصاروخ هو واحد من بين كثيرين استهدفوا طائرة إسرائيلية: “رصدت قوات الجيش إطلاق صاروخ أرض جو من داخل سوريا سقط في منطقة النقب … وردًا على ذلك ضرب الجيش الإسرائيلي قبل دقائق البطارية التي أطلق منها الصاروخ وبطاريات صواريخ أرض جو أخرى داخل الأراضي السورية. (2)
شعار هذه السنة الذي رفعته المقاومة (القدس أقرب) لم يكن مجرّد كلام دعائي، فبمجرّد استعراضنا لحركة تنامي محور المقاومة، نفهم بسهولة ودون عناء تأويل أنه نموّ مُطَّرِدٌ، تحقق بفضل الله سبحانه وتعالى وجهود وتضحيات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي دون منازع رائدة هذا التأسيس وراعية تطوّره واستمراره إلى بلوغ غايته من ذلك وهي تحرير فلسطين كلها وطرد جذّاذ الآفاق منها وتطهيرها من دنسهم وجرائمهم.
الكيان الصهيوني الذي تلقى الضربة الموجعة، وحاول أن يخفف من وطأتها على مستوطنيه، أصبح مدركا تمام الإدراك، أنه في مواجهة قوّة لم يعهدها من قبل، قادتها من قوم سلمان المحمّدي الموعودين بالإيمان والنصر، ذوي ثقة تامة بقدراتهم وما أعدّوه، فمن كانوا مع الله في إعزاز دينه كان الله معهم.
وكلّنا نتذكّر الدفعة الصاروخية التي أطلقها الحرس الثوري، على نقاط عسكرية صهيونية بالجولان المحتل، ردّا على الهجمة الصاروخية الصهيونية على مطار التي فور T9 بحمص، ما دفع بالكيان الصهيوني على التكتّم عليها، وغلق مواقع الإصابات في وجه إعلامه، صمت أكّد لنا بأن دقّة الصواريخ الإيرانية، بلغت حدّا لم يعد بإمكان الكيان الصهيوني، مجاراة إيران ومحورها المقاوم في أي حرب قادمة، سواء أكانت خاطفة أم طويلة.
أما بالنسبة للصاروخ فاتح 110 من الجيل السابق، فقد حمل في استهدافه رسالة واضحة للكيان الصهيوني، لم يجد صعوبة في فهمها، ومفادها أن مفاعل (نطنز)، سيكون مقابل مفاعل ديمونة، وأن زمن العربدة الصهيونية قد انتهى، وأنّ القوّة الإسلامية التي تمتلكها إيران لم تعد محلّ إختبار، خصوصا بعد الإختراق المتكرّر، لمنظومة القبة الحديدية الصهيونية والأمريكية، ومن الصّعب على الكيان الصهيوني مراجعة ثغراته العسكرية والأمنية، بالسّرعة والقدرة على اصلاحها، في زمن أصبح يعمل لصالح إيران ومحورها المقاوم، سواء أكان هذا المحور على الحدود الشمالية مع فلسطين، أم في قطاع غزة، فالجميع تطوّرت إمكاناتهم، وأصبحوا ينتظرون ساعة الصّفر.
امتلاك ايران القدرة على مواجهة أي قوة تهددها، ليس وحدها فقط، وإنما ومعها محورها المقاوم، أصبح حقيقة لم يعد بالإمكان إخفاؤها، وبها تباشير النصر بدأت تلوح، وشعار القدس أقرب بدأ يقترب من التحقيق، ورجاله موجودين على الميدان يعملون في صمت، وسجيّة المقاوم أنه قليل الكلام كثير العمل، يشغله فقط هدف مرسوم أمامه، تتحقق به العزة التي أرادها الله لعباده الصالحين، هدف دعا إليه قائدا الثورة الاسلامية الامام الخميني رضوان الله عليه، مؤسس محور المقاومة، والإمام الخامنئي وريث رعاية وتحقيق مشروعه في تحرير فلسطين، كامل فلسطين من البحر إلى النهر.
الرسالة وصلت وفهمها الصهاينة، مهما كانت تصريحاتهم المرتبكة، ومجال عربدتهم بدأ يضيق، كما سيضيق عليهم حتى الهواء قريبا، والعدّ العكسي لوجودهم بدأ يتقلّص مع مرور الزمن، وهو زمن أصبح مخصوصا بإيران ومحورها المقاوم فقط، ولله رجال.
المراجع
1 – طهران: الصاروخ الذي استهدف إسرائيل إيراني من الجيل القديم
https://arabic.rt.com/world/1224540
2 – مفاعل ديمونا: انفجار صاروخ سوري قرب الموقع النووي الإسرائيلي
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-56843859