رسالة الإسلام المحمدي إلى الناس… بقلم الأستاذ صلاح المصري

رسالة الإسلام المحمدي إلى الناس:

بسم الله الرحمان الرحيم:” وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ
(80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)
وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المكذبين ” الأعراف من 80 الى 84
نحن ننظر إلى القرآن الكريم على انه كتاب علم يكشف الحقيقة الإنسانية كما يكشف الحقيقة التاريخية،يصوغها بطريقته الخاصة التي تهتم بالقضية المركزية عند القران الكريم وهي الهداية،فالعلم المتعلق بعالم الشهادة من مسؤوليات الانسان عبر التجربة و الخبرة يرتقي في العلوم و التقنيات،
و لان العلوم التجريبية في مجال كشف التجارب البشرية الاولى التي تنتمي إلى بداية الخلق الإنساني مازالت محدودة فالقران هو الكتاب العلمي الوحيد و نحن على يقين انه عندما يتطور العلم فانه سيصل إلى نفس الحقائق القرآنية و هذا ما ثبت الى اليوم في المجال العلمي.
-1 ان القران الكريم بلغة حاسمة و قاطعة ينظر إلى اللواط بصفته فاحشة نشات في زمن متأخر ،و هذا الحكم دقيق لانه حسب السياق يخاطب الجماعة بصفتها جماعة يعني عندما يبنى النظام الاجتماعي و الأسري على قاعدة المثلية و لا يتحدث عن الحالات الفردية المنعزلة .و هذا التمييز مهم في نظري لان الحالات الفردية المنعزلة امر لا يمثل سببا للعقاب الجماعي .
فالخطاب متجه الى القوم و الرد جاء من القوم .
2-ان الوصف القراني واضح في التأكيد على أن هذا السلوك الجماعي هو اختياري و ليس طبيعيا و من هنا يتحمل الانسان مسؤولية كاملة عن جريمته في الانحراف بالخلقة الإلهية. ” اتاتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين”
و الفاحشة في القران الكريم مصطلح له شبكة دلالية واسعة في بناء النظام الأخلاقي و الأسري و الاجتماعي،حيث يتم استعمالها جمعا (الفواحش )و يتم استعمالها في صيغ اخرى (الفحشاء )و ترتبط بالمنكر الذي يناقض المعروف وهي المفاهيم المؤسسة لمجتمع المؤمنين والمؤمنات،
-3-ماهي خطورة الفاحشة ؟
“قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن” الأعراف 33
” و لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن”الأنعام 151
“ان الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر ” العنكبوت 45
” و لا تقربوا الزنا انه كان فاحشة و ساء سبيلا ” الإسراء 32
هذه قضية من صلب الاهتمام القراني و الرسالي،
ثمة اتجاه عمل عليه جميع الأنبياء عليهم السلام وهو تصعيد القيم المعنوية الإنسانية و الكدح المستمر من اجل تخلق الانسان و تحريره من ضغط الظالمين و من سلطان الشهوية و الغرائز ية،
ان الإنسان انما تضبط هويته في افق تحرره و بلوغه وضعية التخلق ” انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق”
و المعنى البديهي للاخلاق،الدرجة التي تسبق مكارم الأخلاق،هي التوازن،و العدل،
كيف ننطلق من الحياة الطبيعية لنبلغ معها و بها مرحلة الحياة الروحية و المعنوية؟
في هذه الرحلة الضرورية لكل جماعة بشرية تنشا الحاجة إلى الضوابط القرانية: المعروف و الخير و الفضائل و القيم،
ان الزنا فاحشة و اللواط فاحشة أشد ضررا وهي عوامل تهدم بشكل مطلق رحلة البناء الإنساني.
ان احد اهم الأهداف القرآنية في بناء الإنسان الجديد الثقافي،هي تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الله و تجاه الأمة و تجاه الأسرة و تجاه المظلومين،
و هذا الشعور بالمسؤولية حسب القران الكريم انما تتم تنميته عبر الزواج الفطري و الشرعي.
فهناك تناغم تام بين عالم التكوين و الخلق(بالفتح) و بين عالم التشريع و الخلق(بالضمة)
ان الفاحشة هي الزيادة و الكثرة و مجاوزة الحد في القبح،
و الفواحش الباطنة هي الكبر و العجب و الرياء و النفاق،
و لذلك كان الزنا فاحشة و كانت نهايته الإجتماعية سيئة و خطيرة تضعف شعور الإنسان بالمسؤولية،و تضعف ارادته الخيرة .

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023