سيادة رئيس الجمهورية.. تحية طيبة وبعد..
أرسل هذه الرسالة لسيادتكم / بعد الدعوة الكريمة ، بإجراء الحوار الوطني في ظل الظروف العالمية الراهنة.والأثار المترتبة علي تداعيات الحرب في الشرق الأوسط والحرب الأوكرانية الروسية، وعلي الإقتصاد العالمي .وفي لحظة فارقة في تاريخ البشرية من “ولادة نظام عالمي جديد” ، المشكلة اليوم احوج ما نكون للحوار، الحوار الذي يبدد مخاوفنا وشكوكنا من بعضنا، ويؤسس لمنطق تعاملنا الصحيح مع قضايانا، ويحسم الأسئلة التي تزدحم في اذهاننا بإجابات واضحة، ويعيدنا الى دائرة “العقل” وصواب الفكرة ومبدأ “رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب” او مبدأ اخالفك ولكنني مستعد لأن اموت
دفاعاعن رأيك” سيادة الرئيس / أكتب اليكم من داخل مجتمع يمثل حوالي 57% من سكان مصر وأبن من أبناء هذة الطبقة من الريف المصري المهمشة “اخشي ما أخشاه” أن نصبح جزء من رواية الأديب الراحل / يوسف إدريس 《 الحرام 》من طبقة التراحيل والغرباوية في الرواية .
.سيادة الرئيس /
انا ومعى المستقبل كله نلوذ بكم ونلجأ اليكم ،، لقد غاب عن الفاعلين منذ عقود قضية “الفلاح المصري” . وبصفتي من أبناء هذة الطبقة ومن منتفعي قانون الإصلاح الزراعي ومجانية التعليم ؛ ،تفتح وعي .مع تشييع الموكب الكبير للزعيم خالد الذكر / جمال عبد الناصر / من قريتنا وانا طفل في الصف الأول الإبتدائي/ كانت ومازالت
التجربة الناصرية لها الفضل للأسرتنا امنت بها ودافعت عنها فرحت بانتصارتها وبناء جمال سدها العالي. وتجرعت مرارة هزائمها وانكسارتها.
سيادة الرئيس /
، أنقل لكم المعاناة في ظل المتغيرات التي طرأت علي القرية المصرية من قرية منتجة الي إستهلاكية .رسالتي هي امال قطاع كبير من الفلاحين الملاك والمزارعيين والعاملين في حقول الزراعة وفي ظروف صعبة .من إرتفاع سعر الأسمدة والمبيدات والري والحرث فأصبح الفلاح والمزارع في نهاية حصاد المحصول لايتوفر له اي شيئ.ومع التغيرات التي طرأت في النظام السياسي . بعد حرب اكتوبر عام 73 م .ومع الإنفتاح الإقتصادي والهجرة خارج مصر .والتغيرات في نظام الدورة الزراعية ،من نظام الدورة الزراعية الثلاثية .وغياب دور الدولة من الخدمات التي كانت تقوم بها من حرث وري وكل مستلزمات الزراعة وغياب دور الإرشاد الزراعي وتصفية دور الجمعيات الخدمية .حيث كانت هذة الجمعيات تقوم بمساعدة الفلاح في الانتاج الحيواني والدواجن .ومشروع دودة القز . وعسل النحل فأصبح يعيش عصر جديد حسب مستلزمات الحياة الحديثة .لذلك يجب أن يكون طرح مشروع حل أزمة الغذاء من بداية حل المشكلة وهو حل مشكله الفلاح أولا. وسياسات زراعية حديثة وطرق ري حديثة ، بعد الهروب الجماعي للأجيال من أبناء الطبقة الريفية في موجات للسفر في هجرة غير شرعية والعزوف عن العمل في الزراعة لعدم وجود عائد مادي لهم .يوفر لهم حياه كريمة . للآسف بعد سنوات سوف يختفي مهنة الفلاح الذي بدأ يهرب رويدا رويدا . لقد أشرت سيادتكم علي شاشات التلفزة حالة غرق قارب مطاطي قبالة السواحل الليبية .وتابعت حضرتك حوار متلفز ،مع احد الناجين لطالب في الصف الثالث الإعدادي وكانوا جميعا من قريتنا ..
وحضرتك عقبت علي الحادث ؟
كان لابد لى ان اقف وأكتب “صرخة في البرية ؟ ..
ان هذه الجريمة جريمة كبرى لابد ان يحاسب من تسبب فيها
انى لا اطلب سوى محاسبة المسؤلين الحقيقيين عن غرق شباب في عمر الزهور ، لم يجنوا شيئا سوى انهم ابناؤنا أبناء ثقافة الجهل والفقر وتدني مستوي التعليم ..
سيادة الرئيس /
وحرصا علي المشاركة تقدمت للأكاديمية الوطنية للحوار بالتسجيل للمشاركة في الحوار من البيئة التي اعيش بداخلها .همومها واوجاعها ومرضها المزمن !!
ومعي مايفيد بحل مشكلة الغذاء في بحث نشرتة في يوم 23/3 من العام الماضي علي بريد ( جريدة الأهرام ) للعالم الدكتور /مدحت خفاجي وهو استاذ بجامعة القاهرة .وملف للطاقة الشمسية نشرتة علي صحف دولية ومحلية . وبعض الأبحاث عن التعليم ، والصحة والطاقة وقد أجريت بعض الحوارات مع محيطي الجغرافي . ومعي الأبحاث لعرضها علي اللجان المختصة للحوار وحتي الان اهمل طلب المناقشة إذا اطلب من القائمين علي الحوار مشاركة كل الأراء ؛ وفي ظل الأوضاع الراهنة .سيادة الرئيس / نحن الأن أمام أزمة (أزمة سلة الخبز والطاقة) .التي سوف تعصف بدول في منطقتنا ، وهي خارج كل حسابات البشر والدول وتوقعات الأسوأ إذا إستمر الوضع العالمي والحرب الدائرة في شرق اوروبا ، والشرق الاوسط ، هناك ياريس / من يقفز فوق التاريخ والصراعات والبشر ، والإقتصاد والسياسة والعالم بطريقة مرفوضة ،
لماذا اصبح الحوار مقطوعا في مجتمعنا؟ ولماذا يتحول حين نستدعيه الى حوار الطرشان؟
لدينا بالفعل مشاكل متراكمة وملفات شائكة يجب أن يتم فتحها ، فتح باب التقديم لشراء منازل الأوقاف والأراضي الزراعية .وأن يوضع ثمنها في صندوق سيادي إستثماري في إستصلاح أراضي بديلة في الصحراء ؟
حل مشكلة البناء الرأسي والأفقي في المجتمعات الريفية بتبني مشروع البيت الريفي داخل كل صاحب أرض ويشمل الإنتاج الحيواني وتربية الدواجن و الطيور . ودعم المشروعات من حيوانات وعلف للإستقرار جيل جديد يفكر بطريقة جديدة عن الأباء وترك الأرض والزراعة ؟
سيادة الرئيس /
صدر قانون عام1996 بتحويل جمعيات زراعية الي هيئة المجتمعات العمرانية . علي طريق الإسماعيلية الصحراوي مثل جمعية الامل والقادسية .هي حولي 57 الف فدان وتم فتح تقديم طلبات للتقنيين ،ولكن هناك طلبات لصغار الملاك ،”لم يتم استجابة للبعد الاجتماعي وارتفاع اسعار مواد البناء . ولم يتم البحث رغم انها سوف تضر بالملايين لخزانة الدولة . وهي منطقة مهمة للدعم اللوجستي للعاصمة الإدارية الجديدة !! كذلك منطقة الساحل الشمالي في محافظة مطروح بتقديم ملفات ودفع القسط الأول للتصالح وقد توقفت الهيئة عن تحصيل القسط الثاني ؟
سيادة الرئيس / في ستينيات وسبيعنيات القرن المنقضي تم حفر مصارف للصرف الزراعي ومع دخول الصرف الصحي للقري ، تم خلط مياة المجاري مع مياه الصرف الزراعي ، رغم وجود بديل مجاور لنفس الصرف علي سبيل المثال المصرف الكبير من المنصورة الي الشرقية تم حفر مصرف للصرف الزراعي حيث تم نزع مئات الأفدنة الصالحة للزراعة من أجود الأراضي في الدلتا . واصبح الأن يقوم بنفس مهمة المصرف المجاور .يجب ردم هذة المصارف ، واستغلالها في مشاريع للإنتاج الحيواني والخدمي والبناء والزراعة .والإكتفاء بالمصارف القديمة للمجاري فقط علي ان يتم تدوير مياه الصرف الزراعي وإعادتها للزراعه وخلطها بالمياه الجوفية في فترة الشتاء للزراعة ؟
سيادة الرئيس /
إعادة هيكلة الوحدات الصحيةالريفية التي كان الغرض منها الأمراض ” المتوطنة ” مثل مرض ” البلهارسيا والملاريا والسل ” .وهذة الأمراض اختفت. علي سبيل المثال يوجد في قريتنا وحدة طب اسرة لايوجد بها طبيب واحد . ويوجد بها حوالي 30 صيدلي حيث لا يوجد عدد ادوية بعدد الصيادلة المعينون بها ؟ حيث عدد سكانها وضواحيها حوالي 100 ألف نسمة .ولايوجد بها أي خدمات صحية . لماذا لم يتم فتحها عيادات خارجية . لتخفيف العبء عن المدينة .
سيادة الرئيس / هل لدينا أزمات عصية على الحل بالحوار؟
مثل حل مشكلة أراضي ومباني التابعة للأوقاف . وطرح شرائها علي فترات زمنية .لقد قال الرئيس السابق / حسني مبارك اثناء زيارتة لنا في المنصورة إن الأوقاف خط أحمر عندما طرح عليه سؤال عن حل وبيع الأراضي والعقارات؟
هل اصبحت الابواب مسدودة امام اي تفاهم عن حل مشكلة الأوقاف؟ سيادة الرئيس /
منذ عقود هناك إشكالية في قانون صادر بعد ثورة 1952 يعرف بقانون 《 الإستيلة 》ويعرض في المحاكم ولم يتم فية حل وهو اعادة قانون ومراجعة الأراضي للأوقاف الفضاء داخل المدن .وليس داخل القري الذي سبب إشكالية من اراضي كانت تتبع قانون الإصلاح الزراعي وتم ضمها الي الأوقاف ؟
رايت في دعوتكم للحوار فيه المستقبل الذى يحمل لنا طوق نجاة حقيقى !!
إن منطق” الحوار “،وشيوع ثقافة “المناكدة” والمناكفة، والتفنن في انتاج مشروعات متجددة “للأزمة” بحيث يشتبك الجميع مع الجميع، فنحن في قارب واحد يجب إستثمار الفرصة قبل ان نغرق جميعا.؟
علي الجميع القائمين علي الحوار ، أن يسع الحوار كل أطياف الشعب ،
لنجرب “صيدلية” الحوار، ونطرح فيها ما نحتاجه من “ادوية” لأمراضنا ومشكلاتنا، وفي مرات عديدة دفعنا ثمن افتقاده وتغييبه وانقطاعه، وكان بوسعنا بعد هذه التجارب السابقة ان نتعلم من دروس النجاح والفشل، وان نتوجه الى “الاستثمار” في الحوار كقيمة مثمرة، لكي نحسم كل الأسئلة التي تتردد في انحاء مجتمعنا، وكل القضايا التي نحن اليوم احوج ما نكون للحوار، والله الموفق والمستعان !!
“محمد سعد عبد اللطيف” كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية “”