في الوقت الذي كان يلهث الرئيس الامريكي دونالد ترامب وراء الحصول على عقد للطاقة الكهربائية في العراق، زل لسانه فجأة واعترف بالارقام الحقيقية لقتلى الجيش الامريكي بعد احتلالهم لبغداد عام 2003.
حيث ذكرت صحيفة الفاينشال تايمز في تقرير ان “آمال شركة سيمنز في الفوز بعقد كبير لتوفير الطاقة للعراق تراجعت بعد تدخل إدارة دونالد ترامب نيابة عن منافسة الولايات المتحدة جنرال إلكتريك ، وفقا لأشخاص مطلعين على المسألة”.
ففي الأسابيع الأخيرة بدا وكأن شركة سيمنز ومقرها ميونيخ اقتربت من الحصول على عقد لتوريد 11 جيجاوات من معدات توليد الطاقة إلى العراق ، في صفقة تبلغ قيمتها 15 مليار دولار.
لكن في الوقت الذي وصلت فيه المنافسة بين المجموعة الهندسية الألمانية وجنرال إلكتريك إلى مراحلها النهائية، ضغطت إدارة ترامب على الحكومة العراقية، مذكّرة بغداد بأن 7000 أميركي قد قتلوا منذ الغزو عام 2003 للإطاحة بصدام حسين، وفقاً لأشخاص مطلعين على المفاوضات.
الارقام التي اعلنتها الادارة الامريكية، في مفاوضاتها للحصول على عقد الطاقة، كانت مغايرة تماما لما اكدته وزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون” في اوقات سابقة.
ففي 15 ديسمبر 2011، نشرت قناة (BBC) تقريرا اعتمدت فيه على معلومات وارقام من وزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون”، اكدت فيه ان قتلى الجيش الامريكي في العرق منذ عام 2003 بلغ نحو (4487 عنصرا).
وفي 31 أوت 2010، أي مع انسحاب آخر من دفعة من القوات الأمريكية القتالية من العرق، بلغ عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية 4421 عسكريا، قضى 3492 منهم خلال مشاركتهم في الأعمال القتالية، بينما بلغ عدد الذين أُصيبوا جرَّاء العمليات 32000 شخص.
خسائر الجيش الامريكية كانت نتاج لفعل ضربات المقاومة الشرسة واسلحتها الفاعلة ومنها “الاشتر” وغير من العبوات الناسفة الانفلاقية والمزدوجة وغيرها، التي اذاقت الاحتلال مر الهزيمة والخذلان ودفعته للهروب من العراق سريعا عبر التعكز على ما يسمى الاتفاقية الامنية الاستراتيجية التي اجبر المحتل على توقيعها مع المفاوض العراقي لحفظ ماء وجهه الذي اريق بسواعد المجاهدين البواسل على ارض الاحرار.