حنان العبيدي
ينظر مجلس نواب الشعب في مشروع قانون ينقح القانون الانتخابي بإدراج عتبة انتخابية بنسبة 5% بداية من انتخابات 2019، ويؤكد المدافعون عن فرض هذه العتبة أنها ستجنب تشتت المشهد البرلماني وتحلّ أزمة الحكم، لكن منتقديها يصنفونها خطرا على الديمقراطية والتعددية، في هذا الإطار كان لنا حوار مع النائب عن الكتلة الديمقراطية سالم لبيض وفي ما يلي نص الحوار:
*الانقسام الحاد في العائلة الدستورية بين نداء ومشروع وتحيا تونس، كسر ظهر “المعارضة” القوية وترك الساحة السياسية شبه فارغة ولا يخدم الا النهضة، موقفكم من ذلك ؟
_ تقييم وضع الدساترة في تونس يختلف اختلافا جذريا بين ما قبل ثورة 14 جانفي 2011 وما بعدها، حيث كان الدساترة دائما حزب سلطة وحزب دولة سواء أكان الحزب التجمع الدستوري الديمقراطي في عهد بن علي أو الحزب الاشتراكي الدستوري في عهد بورقيبة، و بعد 2011 خرج هذا الحزب من الحكومة لكنه بقي يتحكم في بعض مفاصل الدولة منها المالي والاقتصادي والإعلامي ومفاصل القرار والعلاقات الخارجية لكن بصفة اعتباطية غير انسيابية على خلاف ما قبل 2011.
و في ما يتعلق بالصراعات صلب الدساترة فالحزب الدستوري الديمقراطي هو بمثابة القبيلة الى استبيح دمها وفرق على باقي القبائل، وبالتالي الدم الدستوري موجود في كل الاحزاب منها الدستورية ومنها الغير دستورية على غرار حزب نداء تونس وآفاق تونس ومشروع تونس وايضا موجود صلب حزب حركة النهضة وحزب يوسف الشاهد، ولم يصبحوا يشكلون قوة سياسية متجانسة بل أصبحوا يشكلون مراكز قوة موزعة بين الأحزاب ولا يمكنهم في أي حال من الأحوال أن يكونوا قوة معارضة حتى لو أرادوا ذلك.
*تعديل القانون الانتخابي واقرار مبدا “العتبة” هل هو المسمار الاخير في نعش المعارضة الحقيقية والجادة باعتباره سيمكن الاحزاب القوية_الغنية_المتحالفة مع رؤوس الاموال من التواجد والاستفراد بالحكم؟
_ القانون الانتخابي هو قانون سيء ورديء لأنه لا يأخذ بعين الاعتبار العرض السياسي الحقيقي لتونس الذي مثلته المعارضات الحقيقية قبل الثورة منها القومية والإسلامية واليسارية وبالتالي هناك تنكر للتاريخ ونكران للذاكرة، والواقفين الآن مع تمرير قانون ” العتبة” هم في الحقيقة يستنبطون طرقا جديدة للاستحواذ على السلطة ويعتبرونها غنيمة لا مشاركة سياسية مع انهم لا يمتلكون تفويضا من الشعب لا عن طريق الاستفتاء ولا الوعود الانتخابية ولا حتى الدستور وبالتالي هم ينقلبون على نضالات تاريخية للتنظيمات السياسية التونسية.
من جهة أخرى مررت ” العتبة ” ب3% صحيح هذه النسبة ليس لها قيمة الآن ولكن هي تمهيد ل6% وأكثر في المستقبل وبالتالي هي تشكل تآمرا على الديناميكية السياسية وعلى حرية المشاركة والتداول السلمي على السلطة في تونس.
*هل يمكن ان نرى البرلمان المقبل ممثلا بلونين فقط: الدساترة والنهضة؟
_ فشل تجربة التحالف بين النداء والنهضة اي بين التجربة الدستورية والتيار الإسلامي في تسيير الدولة وتأمين الحد الأدنى للتونسيين الى جانب انهيار الدينار وتدهور المقدرة الشرائية والمديونية العمومية وانتشار الفقر وغياب الدولة سيكون له نتائج على العملية الانتخابية لسنة 2019 وسيأتي بقوى جديدة ربما هي من الأحزاب المعارضة أو من شخصيات وطنية مستقلة وبالتالي المجلس بعد 2019 لن يحتكر بأي صفة بين الدساترة والإسلامية .