لا أبالغ إن قلت بأن ألنظام السياسي الذي يسمح في القرن الحادي والعشرين لرئيس عنصري اولاً وغير متزن عقليأً ثانياً ومعوق إجتماعيأ ثالثاً (على حد تعبير الفيلسوف الامريكي ناعوم تشومسكي)ومنحط اخلاقياً رابعاً ومتهرب من الضرائب خامساً وكون ثروته من تجارة الجنس وإمتلاك نوادي القمار سادساً و كاذب ومدلس سابعاً ومتحرش جنسياً بعدد كبير من النساء ثامناً ووووو بألترشح لمنصب رئيس الجمهورية ولا تعزله بعد فوزه من منصبه بعد ان إتضح بانه لا يستطيع قيادة حتى قطيع من البقر هو نظام متخلف ويسير بخطى حثيثة نحو الإفلاس والتفكك.
وقد أكدت تغريدات ترامب على تويتر في اعقاب مقتل المواطن الامريكي من أصول إفريقية جورج فلويد على يد ضابط شرطة عنصري في مدينة مينا بولس الأسبوع الماضي،وتحديداً دعوته لإطلاق النار على المحتجين واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين على ان هذا الرجل بات يشكل خطراً على الدبموقراطية الامريكية رغم انها عرجاء ولا تعبر سوى عن المصالح الطبقية للاغنياء.
بمعنى آخر فإن إنحياز ترامب الواضح والذي لا لبس فيه لمجموعة عرقية أنجلو-ساكسونية بيضاء و مجموعة دينية انجيلية متطرفة “صهيو-مسيحية” قد أظهراه على حقيقته كرئيس لجزء من الشعب الامريكي وليس لكل الشعب بدليل انه رفض حتى لو من قبيل ذر الرماد في العيون الدعوات التي طالبته بإدانة جريمة مينابوليس العنصرية كما رفض حتى التوجه بخطاب إلى الشعب الامريكي حول هذه المسألة لكي لا يخسر قاعدته الانتخابية التي هي في معظمها من العنصريين البيض.
وبسبب هذا الموقف الاستعلائي لترامب فإن المظاهرات
أ التي خرجت في البداية منددة بالجريمة ومطالبة بتقديم القاتل للمحاكمة تجذرت اكثر وغدت تطالب بإقالة ترامب ،الذي عادت العنصرية في عهده لتصبح سياسة رسمية للدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وفي هذا السياق فإذا كان بعض المحللين السياسيين (الليبراليين) يرجحون بأن يتمكن ترامب في النهاية
من توظيف ما يجري من حراك للفوز بفترة رئاسية ثانية فإن هناك من يتوقع ومنهم محللون أمريكيون بأن يؤدي ما يحدث إلى تفكك الولايات المتحدة الامربكية.
و اصحاب وجهة النظر التي لا يستبعد أصحابها ان تؤدي إنتفاضة فلويد إلى تفكك أمريكا يعيدون إلى الأذهان أن تظاهرات غير كبيرة واعتصام حول مبنى البرلمان في موسكو عام ١٩٩١ بقيادة سكير مثل بوريس يلتسين قد اديا الى تفكك الإتحاد السوفياتي السابق
لا احد يستطيع الجزم بأن سيناريو تفكك الإتحاد السوفياتي السابق سوف يتكرر في الحراك الحالي الجاري في الولايات المتحدة الامريكية فقد يحدث هذا الآن وقد يتأجل إلى مرحلة لاحقة.
ولكن الأمر المؤكد بأن تفاقم الأزمة الأقتصادية والإجتماعية في امريكا و تعاظم قوة الصين وروسيا وإمعان النظام الامريكي في ظلم وإضطهاد فقراء وكادحي ومهمشي امريكا ومساعدة واشنطن لكل طغاة وبغاة الارض وتنامي الكره لسياستها على المستوى الكوني و مساعدتها لإسرائيل في إحتلالها غير الشرعي لفلسطين والجولان وأخيراً عجزها عن اللجوء إلى القوة العسكرية لفرض إرادتها على الدول والشعوب الأخرى كما في حالة ناقلات النفط الإيرانية الخمس التي تمكنت من فك الحصار الامريكي المضروب على فنزويلا البوليفارية رغم انف ترامب تشكل كلها عوامل تقرب لحظة تفكك امريكا.