يعتقد الجانب الإسرائيلي وبشكل خاص رئيس الوزراء نيتنياهو وأركان حكومة الإحتلال ، أن وجود الرئيس أبو مازن يشكل عائقا أمام الأهداف الإسرائيلية والتي تتعلق بضم غور الأردن وشمال البحر الميت وأجزاء من الضفة الغربية وأن السياسية التي يقودها حققت نجاحاً كبيراً على الصعيد الدولي ،فهو يكتسب إحترام على المستوى الدولي وخاصة لدى الإتحاد الأوروبي وروسيا والصين إضافة إلى العلاقات التي تحققت خلال زيارات أبو مازن إلى دول أمريكا اللاتينية
وهو صاحب نهج سياسي واضح يتعلق في تحقيق السلام من خلال القبول بقرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم هذه العناصر الأساسية والتي يتسلح فيها، وهو موقف دول الرباعية الدولية التي تؤكد خلال مسيرة المفاوضات على حل الدولتين. هذه السياسية التي ينتهجها الرئيس أبو مازن شكلت عامل مساعد في منع الجانب الإسرائيلي بتنفيذ عملية الضم إضافة إلى رفض دول الإتحاد الأوروبي خاصة فرنسا وموقف بريطانيا إضافة إلى البرلمان الأوروبي لوكسمبورغ وموقف بلجيكا المتميز.
شكل هذا الموقف الدولي عائقا في عملية الضم. إضافة إلى موقف الملك عبدالله الثاني الذي أعلن أمام العديد من الصحف ووسائل الإعلام الغربي بشكل واضح حول الموقف الأردني الذي يرفض الضم ويؤكد على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967 .
الجانب الإسرائيلي لا يؤمن في عملية السلام على الصعيد العملي ولكن حاول أن يوهم العالم أنهم مع السلام..والوقائع التاريخية للحركة الصهيونية منذ إنعقاد المؤتمر الصهيوني الأول الذي يتبنى قيام الدولة اليهودية تبدأ من فلسطين على أن تمتد المنطقة الجغرافية من النيل إلى الفرات. والسيطرة بشكل تدريجي على منابع المياه والممرات المائية والثروات الطبيعية ، هذا هو الأساس في قيام الدولة اليهودية.
وبعد فشل تنفيذ الضم لم يكن أمام سلطات الاحتلال الإسرائيلي غير البحث عن البدائل المؤثرة بمنع قيام الدولة الفلسطينية من خلال التعاون والتنسيق على فصل قطاع غزة بشكل عن الجغرافيا الفلسطينية، وتمثل ذلك في سيطرة حماس على قطاع غزة وتعزيز الفصل حيث التدخل الإقليمي والعربي إلى جانب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة. ومن خلال الدور القطري المباشر والوسيط بين الجانبيين حماس وإسرائيل إضافة إلى دور قطر وأطراف عربية ودولية وإقليمية تلعب دور الوسيط على أساس الفصل وهذا ما يؤكد تصريحات قيادات حماس.
حيث يطالب إسماعيل هنية الأمة الوقوف إلى جانب غزة الأبية. وقال نؤكد على ثقتنا بالدور المصري والدور القطري والجهد الذي يقوم به السفير محمد العمادي الذي يقوم بنقل الرسائل النصية بين حماس وإسرائيل حول قائمة المطالب التي تتعلق في زيادة الأموال الشهرية والمساعدات وتوسيع منطقة الصيد البحري إضافة إلى حركة النقل عبر المعابر. وأمام هذه العلاقات الراسخة بين إسرائيل وحماس “يصرح محمود الزهار تعليق على إجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية خلال الأيام القادمة أنه يرفض المشاركة ويعرض ذلك حيث يطالب بوقف التنسيق الأمني بين عباس رئيس السلطة وإسرائيل ” يعني العلاقات بين حماس وإسرائيل تتعلق في المناخ والتبادل السياحي.
علمنا أن القيادة الفلسطينية منذ أربعة أشهر لم تتمكن الحكومة الفلسطينية في صرف الرواتب للموظفين والشهداء والأسرى والمتقاعدين. وليس هذا فحسب بل إن الرئيس ابو مازن رفض اللقاء مع وزير الخارجية الامريكي. في حين أن محمود الزهار قبل انطلاقة حماس وحتى الآن بدأت العلاقات واللقاءات مع الحاكم العسكري إلى شمعون بيريز وإسحاق ريين إلى أجهزة المخابرات الإسرائيلية الشاباك. لذلك إسرائيل معنيه في المحافظة على بقاء حماس حيث يستمر الانقسام والفصل.
ولم يكتفي الجانب الإسرائيلي بذلك بل إعتمد على استخدام التطبيع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وتحديدًا في هذا التوقيت وإعلان نيتناهو أن دول عربية أخرى سوف تعمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل وهذا يعني رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى الرئيس أبو مازن الذي يعاني من الحصار السياسي والمالي وأنك تقف وحيدًا ولكن الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية عمل على مواجهة التطبيع من خلال الوحدة الوطنية ودعوة الفصائل الفلسطينية للعقد للقاء والذي يؤكد على رفض الضم ويرفض التطبيع ويتم الآن التحضير للعقد إجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.
هذا الرد دفع حثالة وعملاء استثمار ذلك من خلال توريط أرملة الراحل الكبير ابو عمار في مواقف تسعى إلى حرف البوصلة على الجميع أن يدرك المخاطر الحقيقة التي تواجه القضية الفلسطينية في هذا التوقيت يتم إستثمار التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي من أجل بذل كل الجهود الرامية إلى تصفيت القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن والضم وإبقاء قطاع غزة تحت سيطرة حماس بمشاركة مع حفنة من العملاء والجواسيس الطامعين في السلطة على غرار دويلة لبنان الحر بقيادة الرائد سعد حداد وانطون لحد إسرائيل تعمل على إعادة هذا السيناريو. وهو سيناريو سخيف وسوف يذهب إلى مزبلة التاريخ كما حدث في جنوب لبنان الشعب الفلسطيني مستمر ومستمر في المقاومة و ينتصر.
Omranalkhateeb4@gmail.com