واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كعادته سياسة الابتزاز المالي و«حلب ضروع» التي يمارسها منذ توليه الرئاسة على جيرانه وحلفائه وكل دول العالم عامة، والنظام السعودي ومشيخات خليجية خاصة، مقابل شماعة توفير الحماية والرعاية لهم كاشفاً آخر فصول مسرحيته عندما صرّح على الهواء في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية الشهيرة بما لا يترك أي فرصة للتأويل «أبلغت السعودية بأنهم بلد غني جداً وعليهم أن يدفعوا مقابل القوات الإضافية التي طلبتها مؤخراً الرياض «3 آلاف جندي أمريكي» لحماية عرش بني سعود وقامت بالفعل بإيداع مليار دولار لدينا»
ليست هذه المرة الأولى التي «يبق البحصة» فيها ترامب ولن تكون الأخيرة فقد قالها مرات عندما وصف السعودية بالبقرة الحلوب التي تدر ذهباً ودولارات. المعضلة ليست هنا برغم فداحتها بل في المؤسسات والشعب الأميركي الذي ظلَّ حتى اليوم يتستر خلف العراقة ونصرة القانون وتغليب منطق حقوق الآخرين وعدم بخسها ولكن ورقة التوت سقطت عن عورة أمريكا القبيحة، فاليوم الشعب الأمريكي ومؤسساته مستاؤون من التاجر ترامب لأنه يستغل منصبه كرئيس لأمريكا لتحقيق مزيد من الثراء الشخصي وهذا يعني أن اعتراضهم عليه ليس لأنه يسيء لدولتهم وسمعتها كما يدعون التي كانت في الأمس القريب القطب الأوحد ولا تزال أحد أعضاء مجلس الأمن الكبار وصاحبة أعلى رقم باستعمال حق النقض «الفيتو» بل لأن كل ما يبتزه من الحلفاء والأصدقاء لجيبه وليس لخزينة أمريكا التي قامت منذ تأسيسها على الجماجم والأموال المنهوبة من ثروات الشعوب.
لا شك أن أمريكا دولة عظمى وقوية ولكنها متجبرة وعدوانية إلى أقصى الحدود, كما أن من يتوهمون أنها تحميهم لسواد عيونهم فالأيام القليلة الماضية أثبتت غير ذلك بعد ضرب قاعدة «عين الأسد» في العراق من قبل إيران رداً على اغتيال الفريق سليماني ورفاقه، وكانت عاجزة عن حماية نفسها بعد أن أُمطرت القاعدة بصواريخ إيرانية محلية الصنع ومتعددة الرؤوس المتفجرة ومزودة بقدرة التشويش على رادارات القاعدة الموما إليها المجهزة بأحدث المعدات العسكرية وهذه الرسالة فهمتها الإدارة الأمريكية، لذا «بلعت» الصفعة لم ترد ولن ترد ولو كانت أمريكا تعلم أنها تستطيع الرد على الرد الإيراني لفعلت ذلك فوراً.
متى يفهم بعض العربان أن مصلحتهم مع أشقائهم وجيرانهم وليس بجلب قاتل مأجور لحمايتهم مثل أمريكا؟.