حنان العبيدي
ما تزال ارتدادات الفاجعة الأليمة التي أصابت اكثر من 11 عائلة تونسية المكلومة في فلذات أكبادها الرضع بمستشفى الرابطة، تثير الرأي العام التونسي بمختلف شرائحه، والتي ذهبت سلطة الإشراف في تفسيرها بأن الحادثة “ناجمة عن تعفّنات سارية في الدم”، وقالت وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ إنّ الرضّع بمركز التوليد وطب الرضيع بتونس، هم ”في حالة غير عادية ووزنهم بين 400 غرام و 1.3 كلغ ويولدون قبل التاريخ الطبيعي، أي ان ولادتهم تكون بين 28 و32 أسبوعا”، كما نفت الوزيرة صحّة ما راج من أخبار حول تسبب دواء فاسد في الوفاة، مشيرة بان تغذية الولدان تتم عبر غذاء يتم إعداده داخل وحدة خاصة بالمستشفى.
في هذا الإطار كان لموقع ” المحور العربي ” حوار مع أحد أولياء الرضع الذي أكد أن كل ما يروج حول العدد المذكور من طرف سلطة الإشراف والذي يعد بـ12 وفاة لا يمت للحقيقة بصلة، وأكد أن العدد أضعاف ما قيل، كما طالب والد “هارون”، سلطة الإشراف والحكومة وكل مؤسسات الدولة بكشف حقيقة المصيبة التي أصابت العائلات المنكوبة مشددا أنه لا مجال للالتفاف عن الحقيقة عن طريق تصريحات مغالطة وغير صحيحة ” كاذبة “.
وشدّد، في ذات السياق، ردا على تصريحات الوزيرة التي تفيد بأن الحالة الصحية للرضع غير مستقرة وان حالتهم تشوبها عدة اشكاليات في الأصل حتى قبل الولادة، بانها تصريحات واهية وغير صحيحة قائلا، ” هارون ولدي يزن عند الولادة 2 كيلو و300 كغ وصحته كانت طبيعية حتى أن الطبيبة المباشرة طمأنتني اكثر من مرة ” .
واستنكر والد هارون، المعاملة السيئة التي لقيها من قبل الإطار الطبي خاصة عند إعلامه بوفاة ابنه والغموض الذي شهده حول أسباب الوفاة، قائلا، ” الطبيبة قتلي ولدك في الأصل مريض والبركة فيك، خلص وخرج ولدك”…. وواصل، عند الخلاص طلبوا مني دفع مبلغ قدره 280 دينارا، ثم تراجعوا بعد معرفة الحالة الاجتماعية للعائلة ودفعت فقط 38 دينار”، مضيفا، لن نتراجع عن مطالبنا ولا بد للحقيقة أن تظهر وحسبنا الله ونعم الوكيل”.