كثفت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، السبت، من ضغوطهما، وفق طريقة “العصا والجزرة “، على السعودية بغية دفعها لإعلان لتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي رسميا قبيل نهاية ولاية ترامب في البيت الأبيض بحلول العشرين من جانفي المقبل.
وبينما بدأت إدارة الرئيس دونالد ترامب تحضيرات لعقد صفقة أسلحة جديدة للسعودية ، أكد الجيش الإسرائيلي تمركز قواته في خاصرة المملكة وتحديدا في اليمن وفي خطوة تشير إلى ان الدولة العبرية بدأت تبحث بدائل لإمكانية تهرب الرياض من اشهار التطبيع عبر إيجاد طرق لحصارها واغراقها في الحرب التي تقودها على اليمن منذ العام 2015.
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وفق ما نقلته الواشنطن بوست، اخطر الكونجرس الأمريكي خلال الساعات الماضية بشأن صفقة بيع قنابل ذكية للسعودية من نوع بيفوي4″ بقيمة 500 مليون دولار، وهذه الصفقة التي تشمل أيضا بيع أنظمة اتصالات بقيمة 92 مليون دولار عبر شركة “رايثيون تكنولوجيز” هي جزء من صفقة عقدتها إدارة ترامب والسعودية في 2017 وتقضي بتزويد المملكة بنحو 120 الف قنبلة ذكية لم تتسلم منها الرياض سواء بضعة الاف فقط ، لكن ما يميز الصفقة الجديدة أن السعودية تضغط لإنتاج القنابل الذكية على أراضيها بغية الاستحواذ على التقنية الامريكية في حال سمح الكونجرس الأمريكي للشركة الامريكية للبدء بالصفقة التي تأمل السعودية من خلالها توطين الصناعات العسكرية وبما يحول دون ضغوط الإدارة الجديدة في البيت الأبيض بقيادة الديمقراطي جو بايدان والذي تعارض ادارته للحرب على اليمن، وفق ما ذكره مرشحه لوزارة الدفاع لويد اوستن.
وصفقة القنابل الجديدة جزء من صفقة كبرى تعد الولايات المتحدة لمنحها للسعودية كامتياز في اليمن، وفق مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية السابق ، ار ديفيد هاردن، في مقال له نشره موقع ذا هيل الأمريكي.
وكشف هاردن عن ما وصفها بـ”مغامرة أمريكية” جديدة في اليمن تتضمن تصنيف “الحوثين” جماعة إرهابية بغية أن تشكل هذه الخطوة دافع السعودية لإعلان التطبيع مع تل ابيب على غرر الإمارات والبحرين والمغرب ودول عربية أخرى، لكنه حذر في الوقت ذاته من تداعيات مثل هكذا خطوة على الاستقرار في الجزيرة العربية برمتها، ناهيك عن جر اليمن إلى مجاعة مدقعة نظرا لما سيترتب عليه القرار من وقف تدفق الغذاء والدواء وحتى مساعدات الصرف الصحي ويعيق وصول المساعدات للمدنيين إلى جانب التسبب بكارثة في البحر الأحمر عبر الاضرار بمساعي صيانة صافر.
ومع أن هاردن اعتبر خطوة ترامب هذه تهدف لتعزيز وضع السعودية الغارقة في الحرب منذ سنوات، إلا أنه اعتبرها مؤقتة ولن تعود بالفائدة على الرياض بعد وصول بايدن إلى البيت الأبيض باعتباره ابرز الداعين لإنهاء المعانة في اليمن.
خلافا للموقف الأمريكي الذي يعتمد مع السعودية لغة الامتيازات أو “الجزرة” يبدو الموقف الإسرائيلي أكثر تشددا تجاه السعودية مع استمرار الأخيرة بالمماطلة في اعلان التطبيع ، ويبدو ذلك بإعلان متحدث الجيش الإسرائيلي هيداي زيلبرمان نشر غواصات في كل مكان حول العالم وذلك ردا على سؤال لصحيفة ايلاف العبرية حول انباء عن نشر غواصات قبالة السواحل اليمنية عبرت مؤخرا قناة السويس في طريقها إلى الخليج.
تتزامن تصريحات زيلبرمان مع نقل صحيفة هارتس العبرية عن زافي بارئيل، محلل لشؤون الشرق الأوسط، قوله أن إسرائيل اصبح بإمكانها الأن استخدام قاعدة إماراتية في جزيرة سقطرى اليمنية في تأكيد على تمركز قوات بلاده هناك مع استمرار تحشيدها تحت غطاء الامارات التي عقدت معها اتفاقية تطبيع شامل.
قد تكون التحركات الأمريكية والإسرائيلية تهدف لتقوية السعودية في اليمن، وفق ما يراه مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، لكن خطر الوجود الإسرائيلي على السعودية في هذه المنطقة أكثر من اليمن الذي تشارك أصلا بالحرب عليه منذ مارس من العام 2015 ، لا سيما في حال قررت السعودية استمرار المماطلة بإعلان التطبيع ، وأيا تكن مبررات الوجود الإسرائيلي على بحر العرب الذي تسعى الرياض لاستخدامه منفذ بديل لمضيق هرمز لتصدير النفط إلا أن الوجود بحد ذاته يضع السعودية الكماشة على السعودية ويحول دون خططها مستقبلا للهيمنة على المنطقة بغية ابقائها تحت الحماية الامريكية.