حنان العبيدي|
أعلن النائب عن حزب حركة مشروع تونس صلاح البرقاوي اليوم الاثنين 09 جويلية 2018، عبر صفحته على الفايسبوك، تجميد عضويته في البرلمان وذلك إثر الهجوم الإرهابي الذي جد يوم أمس بجندوبة قائلا إنه “لن يكتفي بالدموع”.
وأكّد البرقاوي أنّه لن يعدل عن قراره إلى أن يرى بارقة أمل، على حد تعبيره.
وفي ما يلي نص التدوينة:
لن أكتفي بالدموع.. ولن أبقى زينة لمنابركم…!
تتوالى الفجائع .. راعي الوطن في القصرين منذ أيام وبواسل الحرس الوطني بالأمس وقبلهما فواجع أخرى كثيرة.. نفتح أقواسا للدموع ثم نسْلُو.. وتبقى قلوب أمهات الشهداء تنزف بقية العمر.. ذلك ما يريده منا أعداء الجهر وأعداء السر.. يبثون آيات من القرآن وبعض أغاني الحرب.. ولا شيء بعد ذلك غير النسيان.. والنسيان قاتل لمن قُتلوا ومن بقوا على قيد العيش..
فإذا تكلمنا اتهمونا بالسياسة والاستثمار في الدماء.. يريدون منا فقط أن نكتفي بالعزاء..
لن نتقبل العزاء إلا على قبور الخونة والأعداء.. اخترنا معسكرنا.. لا معنى لسياسة لا مكان فيها للفقراء.. سأفضحكم.. ومن كان له عليّ شيء فليعلنه للبشرية جمعاء.. تعالوا نتحاسب قبل فوات الأوان.. قبل أن يسقط الوطن ونتشرد على أرصفة الدول الكبيرة والحقيرة على حد السواء…
لا دموع لديّ اليوم أذرفها.. وإذا بكيت فستكون دموعي نارا على وجاهتكم وزلزالا لمواقعكم من هرم الوزارة إلى أبسط لص في الأزقة والحواري يختلس في الليل والنهار أشلاء من جسد الوطن..
لن يكون دمي أغلى من دم من فقدنا.. أهدروه واسفكوه واشربوه.. سيكون لعنة عليكم إلى يوم تُطرَدون..
لم أعد أطيق رؤيتكم. وما عدت قادرا على الاستمرار زينة لمنابركم.. أو فواصل في لغوكم.. سأفعل ما يجب..
رئيس حكومة الصدف العجيبة والمناورات المريبة يتشبث بأيادي العجز على بقايا الوطن. ووزير داخلية بالنيابة يعبث بعزم الرجال في زمن المحن.. وشتى أنواع الذئاب تتربص بنا من كل جانب.. من أجل ماذا؟ من أجل كراسي صدئة تعبق بكل ألوان العفن.. ونحن.. وأبناؤنا.. أي مكان لنا في حساباتكم.. لن نقبل بأن نكون جزءا من خساراتكم.. ولن نسمح بأن تستبيحوا أرضنا وتخنقوا الأمل…
لذلك أعلن منذ الساعة تجميد عضويتي بمجلس نواب الشعب إلى أن أرى بارقة أمل.. لكنني لن أترككم تهنؤون بكراسيكم.. سأستمر على فضح عجزكم ومناوراتكم.. رتبوا على قراري كل المفاعيل المستحقة.. كرهت صحبتكم وما عدت أطيق السير معكم في نفس الطريق.. وسيبقى قلبي ممدودا إلى كل الصادقين على هذه الأرض ويدي ممدودة بالمساعدة على الخلاص بعيدا عن كل موقع أو منصب…!