في ظل التحولات السياسية المتسارعة التي تشهدها تونس و في خضم هذه الأحداث و الصراعات الوهمية و الأزمات الخطيرة على مختلف المستويات.. إستفاقت تونس و شعبها على خبر نشرته إحدى الصحف التونسية حول “رواية” أسرار مخطط تسميم الرئيس قيس سعيد مما أثار مخاوف و تساؤلات عديدة من مختلف الشرائح المجتمعية و السياسية ، إلا ان رئاسة الجمهورية نفت ما تم نشره من أخبار حول استهداف الرئيس و انها اشاعات لا أساس لها من الصحة.
اليوم في ظل ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ التي ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺴﻤﻢ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﺑﻌﺪ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺃمني.. و اخطر ما نواجهه في مجتمعا وامنا هي الاشاعات التي هي اخطر من الحرب لأنها تهز استقرار وامن المجتمع كله و تهدد الأمن القومي و السلم الإجتماعي.
لا نستغرب ذلك في حالات انتشار الفوضى، وحين يختلط الحابل بالنابل، وعندما يزداد الغموض، ويكثر تداول الأخبار، وتصبح وسائل الإعلام بيد الجميع، في مثل هذه الأوضاع فإن أكثر ما ينتشر ويروج هي الإشاعات، صناعتها وتناقلها دون تفكير وتثبت، وبالتالي شيوع حالة من الخوف والقلق جراء محتوى هذه الإشاعات التي في غالبيتها مبالغ فيها أو كاذبة دون أدنى معرفة أو علم بخطورة ما يتحدثون عنه..
الأمر خطير لكنه يحتاج لكثير من الوعي والفطنة والجدية و الأخذ بعين الإعتبار هذه الإشاعات و لابد من متابعتها و محاسبة المسؤولين عنها ، وعلينا أن نكون أكثر حذرا.. لأن تأثير الإشاعات و خصوصا مدى حجم خطورة ماتم نشره حول مخطط تسميم قيس سعيد ، يساهم بشكل مباشر او غير مباشر بالإضرار بالأمن القومى و السلم الإجتماعي يستهدف إضعاف الروح المعنوية للشعب بالعمل على بث روح الفرقة والانقسام والكراهية والبغضاء بين صفوفه وأطيافه, أي كان مصدرها بهدف زعزعة الاستقرار وخلق حالة من عدم الثقة فى قيادة البلاد, وهى ممن يروجها تؤدى إلى الفزع بين الناس والتوتر الاجتماعى, وبث روح اليأس فى نفوس الشعب, ثم تمثل تهديدا وشيك الخطر على الدولة في حد ذاتها..
في الوضع الراهن و في ظل تراكم الأزمات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية ، لاشك وان البلاد تتجه باقصى سرعة نحو الهاوية و ينبغي على جميع القوى السياسية ان تقدم مصلحة البلاد على مصالحها الحزبية والفئوية، من أجل تشكيل حكومة تصمد أمام الكم الهائل من الأزمات لأنها الحل الوحيد لإنقاذ البلاد مما مر بها من خراب وفساد، هتك مفاصل الدولة خلال المراحل المتعاقبة عليها ، وأوصلنا إلى ما نحن عليه، وسيسير بنا نحو المجهول إذا لم يكن هناك توافق لإنقاذ بلدنا بحكومة قوية خلال المرحلة المقبلة..
أية لعنة أصابت هذا الوطن المنكوب بنخبته المتأمرة عليه، فعندما صعد بعض التافهون إلى المشهد العام صار أشبه بسلة نفايات أو مستنقع كبير تختلط فيه الرداءات و يصعب التمييز بين الصالح والطالح و هل لنا أمل في الخروج من عنق الزجاجة المتعفنة.. ؟ هل تتعظ الطبقة السياسية من التجارب السابقة الفاشلة و تبتعد عن المكايدات و الصراعات العقيمة و تتحمل مسؤولية إنقاذ البلاد والعباد من الإنهيار الخطير و الوشيك..
حذار من الإستهتار بإستقرار تونس و الشعب سيكون بالمرصاد لكل من تخول له نفسه الإنحراف بمسار البلاد و امنها..