تناقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية القناة 12 العبرية أن اجهزة السلطة الفلسطينية تشارك جيش الاحتلال في البحث عن منفذي عملية زعترة وتعمل بقوة ليل ونهار وهي من ابلغت الجيش الاسرائيلي عن سيارة المنفذين بعدما عثرت عليها. كما وتناقلت بعض وسائل الاعلام ان أجهزة السلطة الامنية اقتحمت منزل من يعتقد انه منفذ العملية وذلك قبل أعتقاله على ايدي الشاباك والجيش الاسرائيلي.
قد يقول قائل ان هذا الخبر مدسوس من قبل قوات الاحتلال وأن لا اساس له من الصحة. ولكن تأريخ قوات الامن الفلسطينيي وخاصة التي تدربت على ايدي دايتون الامريكي تجعلنا أن نقول ان هذا الخبر اي تعاون أجهزة الامن الفلسطينية التابعة للسلطة مع اجهزة الامن الاسرائيلية في تعقب المقاومين وخاصة منفذي العمليات ضد قوات الاحتلال ليس مستغربا على الاطلاق وهنالك اسباقيات في هذا المجال. هذا الى جانب ان السلطة لم تكف يوما عن التنسيق الامني مع قوات الاحتلال هذا بالرغم من العديد من القرارات التي اتخذت في كافة المجالس الوطنية الفلسطينية وآخرها ربما كان إجتماع الامناء العاميين للفصائل والقوى الفلسطينية في بيروت. ولكن سلطة اوسلو لم تحرك ساكنا لهذه القرارات ووضعتها في سلة المهملات كما عودتنا القيادة المتنفذة في م ت ف والتي همشت عندما حلت السلطة الفلسطينية محلها.
وهذا درس آخر ربما لكل من لا يزال يراهن على هذه القيادة المهترئة التي لم ولن تنصاع للإجماع الوطني الفلسطيني ولا لقرارات الاجهزة والمجالس الوطنية التي يتفق عليها الجميع الفلسطيني.
إن الخروج من المأزق والنفق المظلم الذي وصلنا اليه لا يمكن ان يكون لا بالتعاون أو التنسيق مع هذه السلطة التي تلتزم بنهج اوسلو في الوقت الذي يضرب الكيان الصهيوني بعرض الحائط بالاتفاقيات البائسة التي وقع عليها مهندس اوسلو وزمرته. هذه السلطة ماضية بتسليم ما تبقى من فلسطين للعدو الصهيوني. لا بد من تشكيل اكبر قوة ضاغطة شعبية تلزم القيادة الرسمية للتراجع عن كل ما وقعت عليه من إتفاقيات مذلة واستسلامية. لا يكفي ان نلعن الظلام المطلوب هو العمل الجاد من كل شريف في هذا الوطن ومشاركته ضمن إطار وتجمع واسع لقوى وطنية وأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ونقابات وتعاونيات ومنظمات غير حكومية ( بالرغم من تحفظي على الاقل على بعض هذه المنظمات وخاصة تلك التي تعتمد ميزانيتها على منظمات امريكية مشبوهة لارتباطها بأجهزة استخبارات امريكية وغربية كما هو الحال في العديد من الدول).
سبب مصائبنا ليس الاحتلال فقط وإن كان هذا يحتل الاولويات في المعركة فتعاون السلطة مع الاحتلال وخنوعها لإملاءاته حفاظا على مصالحها يشكل ايضا خطرا على مسار قضيتنا ومقاومة الاحتلال بشتى السبل المتاحة.
كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني