انشغل الإعلام العبري بالتركيز على محاولة الزج بإيران وتحميلها المسؤولية عن الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، والردِّ الموجع من المقاومة على الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.
وعجَّت الصحافة العبرية بمقالات الكتاب والمحللين الذين أشاروا بأصابع الاتهام إلى إيران، زاعمين أن إيران هي صاحبة المصلحة في “انعدام الاستقرار في قطاع غزة”.
يشار إلى أن المقاومة الفلسطينية فاجأت الاحتلال “الاسرائيلي” برشقات متتالية من القذائف الصاروخية، دكت خلالها ما تسمى بمستوطنات “غلاف غزة”، لإيصال رسالة للاحتلال أن تغيير قواعد الاشتباك على أرض قطاع غزة غير مسموح به، وأن المقاومة قادرة على ردع الاحتلال.
الخبير الأمني والاستراتيجي يوسف الشرقاوي، أكد أن الاحتلال يحاول ربط الجهاد الإسلامي و”حماس” مع إيران، لأنه وبعد إلغاء الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع طهران يسعى إلى شيطنة إيران في مقدمة لضربها.
وأوضح الشرقاوي في حديثه لـ”فلسطين اليوم الإخبارية”، أن العدو يعتقد أن ربط الجهاد وحماس بإيران يعطيه المشروعية لاتهامهم بـ “الإرهاب”، سيما بوجود موقف عربي رسمي معادي لإيران حالياً.
وشدد على أن “إسرائيل” عاجزة عن تغيير قواعد الاشتباك مع كل دول محور المقاومة وحتى مع إيران، مبيناً أن إيران صامدة وقادرة أن تكون جزء من معادلة الردع، وقادرة على تحدي الاحتلال.
وفي سياق متصل بيَّن الشرقاوي أن “إسرائيل” حاولت أن تنقلب على تفاهمات عام 2014، لكن رد المقاومة جعلها ترضخ للمعادلة، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي أيقن أن تحدي غزة لن يسمح لهم بتغيير قواعد الاشتباك السابقة.
الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم، اعتبر أن محاولة الزج بإيران وتحميلها مسؤولية التصعيد في غزة، رسالة من الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يقول فيها للعالم أن الشعوب العربية مسالمة وتريد الاعتراف بالكيان الصهيوني وإحلال السلام، لكن إيران من تمنعهم.
وأوضح قاسم في حديثه لـ”فلسطين اليوم الإخبارية”، أن ما يقوم به الإعلام الإسرائيلي نوع من التحريض المستمر ضد إيران من أجل حشد القوى لضرب منشآتها وقواعدها وتغيير النظام القائم بها.
وأضاف: “القوى التي تحتشد ضد إيران كبيرة وكثيرة، وأكثر الذين يهددون الأمن القومي الإيراني هم العرب، لأنهم يحاصرون إيران بقواعد عسكرية ممتدة من المحيط الهندي إلى كردستان العراق، وخاصة في دول الخليج، ولا بد أن تُبنى وتُقام مراكز أمنية وتجسسية وصهيونية في هذه الدول”.
وأكد قاسم أن الرد على الاعتداءات الصهيوني أفضل علاج لهذه الاعتداءات، مشيراً إلى أن الصهاينة اعتادوا ضرب الفلسطينيين دون أن يكون هناك رد، أما عندما أصبح الرد ملموساً وموجعاً توقفت الاعتداءات.
وكان الذراعان العسكريان لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” أعلنا، في وقت سابق، مسؤوليتهما المشتركة عن قصف المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة بعشرات القذائف الصاروخية على مدار يوم الثلاثاء.
وقالت كتائب القسام وسرايا القدس، في بيان مشترك صادر عنهما، إن ذلك يأتي “رداً على العدوان الإسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني ومقاوميه، والتي كان آخرها استهداف مواقع سرايا القدس وكتائب القسام، ما أدى إلى ارتقاء عدد من المقاومين داخل هذه المواقع، إضافة إلى جرائم الحرب التي يمارسها الاحتلال يومياً بحق المشاركين في مسيرات العودة على طول قطاع غزة”.
وأكدت السرايا والقسام، أن المقاومة لن تسمح للعدو أن يفرض معادلاتٍ جديدةٍ باستباحة دماء أبناء شعبنا وتحذره من التمادي والاستمرار في استهداف أهلنا وشعبنا.
وشددتا، أن كافة الخيارات ستكون مفتوحة لدى المقاومة فالقصف بالقصف والدم بالدم وسنتمسك بهذه المعادلة مهما كلف ذلك من ثمن.