الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

علاقات تركيا مع الناتو والأمريكي كعلاقة جلد الشاه بلحمها…بقلم المحامي محمد احمد الروسان*

عندما تتسع الرؤية تضيق العبارة، فالاباحية في الفكر بلا أدنى شك، تقود الى الاباحية في الجسد بوضعيات الكاماسوترا الجنسيّة على فراش الرذيلة، والأخيرة تتماثل وتتساوق مع الرذيلة السياسية: مسلسل جن الأردني ما غيره والذي بث ذات يوم أسود، تتويجاً لنموذج مثاليّ، ونتيجةً لفعل وتفاعلات ومفاعيل حزب واشنطن تل أبيب في داخلنا الديمغرافي الاردني، عبر عولمته لمجتمعنا الأردني من خلال عصابته والمعروفة لجهاز المخابرات، بل ومجتمع الاستخبارات ككل، مثل الشمس في رابعة نهار عمّان في يوم تموزيّ حارق ماحق. لسنا من عراة الفكر، والوعي الحقيقي هو وعي مشتبك، ولكنه شقيّ أبداً، لأنّ حامل الوعي المشتبك نقدي بالضرورة، لا يكتفي بأن يكون له وجوده، بل يصر على أن يكون له حضوره، والحضور اشتباك لا محالة، ونزعم أنّ وعينا وعيّ مشتبك، والأنسان ابن بيئته، حيث أزعم بكل ثقة أني نشأت كانسان في ديمغرافيا قروية أردنية خالصةً في قطرنا الاردني، ذات وعي مشتبك ضمن سورية الطبيعية. لا شك أنّ تداعيات وعقابيل وارتدادات هندسة النصر، غير تداعيات وعقابيل وارتدادات الهزيمة(ثمة مخاض عسير في المنطقة لدول وحركات مقاومة صاعدة، ودول وحركات تخريبية نازلة)، والخلافات بين مكونات وأطراف وعناصر مشروع منتصر، لا تقاس ولا تقارن بالخلافات بين مكونات وأطراف وعناصر مشروع مهزوم. فلو انتصر المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي البعض العربي، كقفّاز قذر بيد الأول في سورية، لشكّل التكفيريين الأرهابيين دعامة عسكرية واقتصادية لسرق النفط والغاز والثروات، ولسوف ينتفع من هذا النصر لو تحقق جميع الأطراف السفلة المشاركة، وفقاً لأسهمهم في شركة العدوان على سورية ومحور المقاومة(هم ما زالوا يحاولون في الشمال الشرقي لسورية – شرق نهر الفرات وفي التنف المحتل، وفي الرقّة المحتلة والشمال السوري المحتل، حيث مكب نفايات الأرهاب المعولم والمعركة للتو بدأت لكنسه). بالرغم من ما تم انجازه ميدانياً على رتم زمجرة الجيش العربي السوري وحلفائه، من تحرير الجنوب السوري بمجمله وجلّه من الأرهاب المعولم، مترافقاً مع فضيحة تهريب منظمة ما تسمى بالخوذ البيضاء(جبهة النصرة)وعبر توريط الأردن في تفاصيلها، وتبرير وزير خارجيته السيّد أيمن الصفدي المحترم لهذا التورط في حينه، وتحت عناوين انسانية صرفة دون احترام لعقولنا، كمراقبين وعالمين وعارفين ونملك المعلومات الأستخبارية والقدرة على قراءة المعطيات والوقائع، ومع العودة لبعض قطاعات الجيش العربي السوري، الى المواقع السابقة ما قبل الحرب على سورية ازاء الجولان السوري المحتل(قواعد اشتباك 1974 م)ودخول وحدات من الأندوف برفقة قوّات روسية وسورية، وتطويق التنف السوري المحتل وحصر داعش في بادية السويداء السورية والعمل جاري على انهائه رغم حماية الأمريكي وتحالفه له، والبدء لمعركة الشمال السوري في ادلب وريفها حيث بدأت المعركة ولكن بمسار الكر والفر، بالرغم من كل ذلك وذاك وتلك، يسعى الأمريكي بصفاقة سياسية أي بوقاحة، الى عرقلة مسألة الأعمار في سورية عبر ربط الأعمار بالحل السياسي والتوصل الى تسوية، ويظهر ذلك جليّاً الآن وعلى لسان المسؤولين الأمريكيين، كما يعمل هذا الأمريكي الرسمي، على عرقلة عودة اللاجئين والنازحين السوريين الى مواقع سكناهم وعيشهم في الداخل السوري المتعافي الى حد كبير. سورنة الحدث الأوكراني، وأكرنة الحدث السوري، وبين الروسنة الروسيّة والأمركة الأمريكية، والأيرنة الأيرانية، باشتباكات متعددة وعلى مدارج الخطوة خطوة من الصيننة بشراسة صامتة، وسعي عميق من فلسفة ومسارات الأتركة على وقع الخلافات والتباينات التركية الأمريكية الأخيرة، ومسارات تفاقمها وتطورها لعقابيل وتداعيات قد تحدث شرخاً في جسر العلاقات بين واشنطن وأنقرة لا يصل الى درجة القطيعة، حيث علاقات تركيا مع الناتو والأمريكي كعلاقة جلدة الشاه بلحمها، بجانب كل ما سبق ثمة غياب قصري وذاتي كلي للعرب، حيث الطبخة أمريكية والحطب عربي وتركي والوضع بوضعيات الكاماسوترا عسكرياً في الشمال السوري وفي الشرق السوري – شرق نهر الفرات بالقرب من قاعدة التنف، حيث واشنطن تسعى لأنشاء كانتونات كردية محلية بادارات ذاتية بمجملها تشكل دويلة اسرائيلية بسروال كردي أصفر فاقع اللون، وربطها بالرقّة السورية، وبالتالي ستبقى المنطقة مفتوحة على كلّ شيء الاّ الأستقرار. في خضم كواليس وهندسة هذه المتاهه في الشرق السوري والشمال السوري، تجيء تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون صبي مرته باستعداد فرنسا تقديم دعم عسكري للأردن، لنشره على طول الحدود الأردنية السورية بشكل وقح بتفاقم، وان كان باعتقادي أنّه يريد توظيف ذلك كورقة لصالح بلاده ليجبر السوري على اعطائه ولو جزء يسير من كعكة اعادة الأعمار، وان كانت تصريحاته كما اعتبرها البعض مجرد فقاعة صابون وضخ اعلامي، وتأتي في سياقات عرقلة فتح المعابر بين سورية والأردن ومحاولة بائسة يائسة لأعادة انتاجات للتنف كجغرافيا عازلة وابقائها كجيب متقيح للعدوان على سورية، وتبعه اعلان السعودية تقديم دعم مالي أسود مائة مليون دولار أمريكي للتحالف الذي تقوده واشنطن تحالف البرغر كنج والماكدولندز، وهوتحالف غير شرعي كونه خارج قرارات الشرعية الدولية، الاّ أنّه تحالف الأمر الواقع لمحاربة داعش كما يزعمون بالرغم من أنّه يوفر حماية لداعش في جيوب جغرافية متقيحة في الشرق السوري فكانت المجازر الأخيرة، وهذا الدعم المالي السعودي والاماراتي يهدف لأبقاء الأمريكان في الشمال الشرقي لسورية وفي التنف تحديداً، لضمان انسحاب القوّات الأيرانية والجماعات المقاومة التابعة لها كما يزعمون من سورية، وللعبث من جديد في عروق الجغرافيا السورية على الأطراف، ولعرقلة حوارات الكرد مع دمشق، ولبناءات لمطارات وخاصة في الشدادي حيث النفط والغاز السوري، كلّ هذا في الوقت الذي تسعى فيه ادارة الرئيس دونالد ترامب الى تقليص مساعداتها الخارجية، والحد من برامجها العسكرية وعملياتها المخابراتية القذرة في سورية والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزّة المحتل. حيث هذه المساعدات المالية السوداء من السعودية والامارات تقع تحت عنوان: دعم مشاريع اقتصادية محلية في الرقّة السورية المحتلة، وللمساعدة في اعادة الأستقرارالى أجزاء من سورية حررت من داعش كضرورة لأعادة الأستقرار وجهود التعافي المبكرة في وقت مهم في الحملة، ولدعم الأستقرار في الرقة وضمان عدم عودة داعش، وجلّ هذه العناوين السعودية لتبرير هذا المال الأسود لتحالف غير شرعي هو هراء بهراء وما بعده هراء لا يقنع ساذج. وميليشيا ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية(قسد)تسيطر على مناطق شرق نهر الفرات، والبالغ مساحتها 28 ألف كم أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة لبنان بدعم اليانكي والكابوي الأمريكي، وعبر ما يسمى بالتحالف الدولي غير الشرعي الذي تقوده واشنطن(الأردن جزء منه)، تحالف البرغر كينج والماكدونلدز، والذي هو في طريقه نحو التفكك بعد الأنسحابات البلجيكية والنرويجية. وحسب اتفاقيات منع التصادم الروسيّة الأمريكية، تم التفاهم على تقاسم العمل الميدان العسكري، بحيث شرق نهر الفرات لأمريكا، وغرب نهر الفرات لسورية وحلفائها، فعبرت ميليشيا قسد نهر الفرات وسيطرت على الطبقة وسد الطبقة بدعم أمريكي مثير، مقابل عبور القوّات السورية والحليفة والرديفة والصديقة النهر والسيطرة على مدينتي البوكمال والميادين. أمريكا تربط اعادة اعمار سورية بالانتقال السياسي بشرط اصلاحات دستورية محددة، وترسل مجموعات دبلوماسية للعمل بجانب العسكريين الأمريكيين في مناطق شرق نهر الفرات لتأسيس اقليم شرق نهر الفرات كدويلة اسرائيلية جديدة بسروال كردي فاقع اللون وربطها بالرقّة، لذا تعمل على زيادة تسليح ميليشيا قسد ورفع عددها من 25 ألف الى 35 ألف عنصر وتدريبها، لتغيير دورها ووظيفتها، لتتحول الى جيش نظامي. كما تعمل على تقوية المجالس المحلية المدنية التي تحكم المناطق المحررة من داعش كما تزعم واشنطن، فكان مجلس الطبقة ومجلس الرقّة ضمن التصور الأمريكي والغربي المستقبلي لهذه المناطق، وتدعو حلفاءها الأغنياء من العرب(السعودي والاماراتي)ومعهم بعض الغربي لاعادة اعمار الرقة عبر التحالف الذي تقوده من جديد، بعد أن آبادت الرقّة عن بكرة أبيها عبر تحالفها غير المشروع، ولغايات التغطية على جرائمها هناك، لتحويلها الى لاس فيغاس الشرق.(تحذيرات روسية متصاعدة للغرب من التعمية والتظليل على ما جرى من حرب ابادة بحق الرقة وشعبها هناك بحجة محاربة داعش – راجع زاخروفا). وتعمل واشنطن على تعزيز الخدمات والبنية التحتية والأفادة من الموارد الطبيعية الموجودة في شرق نهر الفرات، وتتمثل في مصادر النفط والغاز والزراعة والمياه، حيث ميليشيا قوّات قسد كمرتزقة تسيطر على أهم حقول النفط والغاز وأكبر السدود السورية المائية، كما تعمل على تدريب الأجهزة الحكومية والقضائية السورية الكردية هناك(تصريحات بنجامين غريفو الناطق باسم الحكومة الفرنسية والذي استقال لاحقاً، وأثناء أحد لقاءات ماكرون أردوغان في باريس في آخر زيارة للثاني الى فرنسا، حيث مضمونها: المتطرفات الفرنسيات اللواتي تم ايقافهن في كردستان السورية من قبل قسد سيتم محاكمتهن هناك، اذا كانت المؤسسات القضائية قادرة على ضمان محاكمة عادلة لهن)مما أثار غضب الرئيس التركي أردوغان في وقته وحينه. الأمريكي وعبر حلفائه يعمل على توفير حماية حيوية لهذه المناطق شرق نهر الفرات في مواجهة الخطر الأيراني عليها، مع ابقاء القواعد العسكرية هناك، خمس قواعد بعدد 3000 بين جندي وخبير، مع مجموعات دبلوماسية تزيد عن 200 دبلوماسي مخابراتي، وتأسيس غرف عمليات مشتركة مع ميليشيا قسد، كل ذلك لتوفير الأعتراف العسكري والسياسي والدبلوماسي والقضائي لهذه المناطق مع تطويرات لمطار اميلان العسكري، حيث لا مركزية لهذه المناطق مع دمشق والهدف اضعاف المركز في العاصمة. كما تدفع واشنطن باتجاه مشاركة ميليشيا قسد والجسم السياسي لأقليم شرق نهر الفرات في العملية السياسية في جنيف وتحت اشراف الأمم المتحدة، وهذا ما تعارضه تركيا بعمق، حيث لا تقبل أي مشاركة لقوّات الحماية الكردية وذراعها السياسي حزب الأتحاد الديمقراطي الكردي في أي دور سياسي، والولايات المتحدة بجانب توفير الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي لأقليم شرق نهر الفرات وسيطرة ميليشيا قسد عليه، تعمل على توفير حماية لأقليم عفرين ومنبج لتحقيق سلّة أهدافها من تأسيس اقليم شرق نهر الفرات، والتي تتموضع في التالي: التأكيد لأيران أنّ واشنطن لن تقبل تسليمها سورية وشرقها، وتحسين الموقف التفاوضي مع دمشق وموسكو حول العملية السياسية الجارية، وتقوية الموقف التفاوضي للكرد كتروتسك صهيوني خوزمتجي مع دمشق بقبول روسي لهذا الأمر، مما يؤشّر على اقامة علاقات تخادم مصالح بين ميليشيا قسد والجيش الأمريكي والجيش الروسي، حيث العلاقات طيبة بين ميليشيا قسد والجيشين الأمريكي والروسي. الأرهابيون، والمسلّحون الأرهابيون في أدلب هم جيش العاصمة الأمريكية واشنطن الجديد والآداة المتجددة للبلدربيرغ الأمريكي، عمودهم الفقري كل من جبهة النصرة ونور الدين زنكي وأشرار الشام(اخوان الصفا السوري وكمال الليبواني)، وهم هؤلاء الأداة الأسلامية لواشنطن في الغزو وتغيير الوقائع وموازين أخرى، حيث الهدف انتاج خرائط وترسيمات حديثة تلبي مصالح العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لكي تضمن سيطرتها وتفردها في ادارة العالم، وهزيمة كل من يقف في وجه مصالحها، أو مشاغلته واستنزافه في الحد الأدنى كخصم وعدو(فالطبخة أمريكية والحطب تركي وعربي بامتياز). سورية بديكتاتورية جغرافيتها السياسية، وموردها البشري ونسقها السياسي وجوهره “توليفة” حكمها السياسي، تعد بالنسبة للغرب بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية وعبر حلف الناتو الحربي، المدخل الأستراتيجي للسيطرة وبتفوق على المنظومة العسكرية الأممية الجديدة المتشكّلة بفعل المسألة السورية، ولاحتواء الصعود المتفاقم للنفوذ الروسي الأممي، والنفوذ الصيني وتقاطعهما مع ايران، والساعون جميعاً الى عالم متعدد الأقطاب عبر فعل ومفاعيل الحدث الدمشقي، وصلابة مؤسسات نواة الدولة الفدرالية الروسية ازاء ما يجري في الشام من صراع فيها وعليها وحولها، فالروس يصحون وينامون ويتسامرون على وقع أوتار ما يجري في سورية. فيما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالجلوس حول موقد نار حروبها، تلتقط الكستناء وبيض الحجل المشوي الطازج، من بين ما أشعلته آيادي حلفائها وأدواتها وعملائها، بتوجيه وايعاز من نواة ادارتها(جنين الحكومة الأممية)، وعندّ الأزورار بالكستناء والبيض المشوي، تحتسي النبيذ المعتّق والمعتّق والمعتّق والمعتّق، حتّى لا تموت بازورارها(نلحظ زجاجات لنبيذ فاخر معتّق لصالح حزب واشنطن تل أبيب في الداخل الاردني، حيث تتواجد كوادره في مفاصل الدولة الاردنية المختلفة، وكم طالبنا سيّد البلاد من تنظيف الدولة من كوادر هذا الحزب، والتي تستمع للسعودي والاماراتي أكثر من استماعها للمك نفسه). شتّان بين نهج دبلوماسيات الصعلكة(دبلوماسيات الغلمان ومراهقي السياسة والاعلام) من جهة، وعلم الدبلوماسيات الحديثة والتي ترتكز على سلال من منطلقات ومعطيات تشاركية مع الواقعية السياسية معروفة في العمل الدبلوماسي من جهة أخرى، والأخيرة بالعمق تعني: هي فن أن تقول للآخرين، بأن يذهبوا للجحيم بطريقة تجعلهم يسألونك عن الأتجاهات قبل وأثناء دخولهم الجحيم، وكذا هي الدبلوماسية الروسية والسورية فلا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، لكن دبلوماسية عرب روتانا الكاميكازيين ومن تحالف معهم من كوادر حزب اليانكي في الداخل الاردني، حيث الترويج والترويج والتمرير والتمويل لصفقة القرن، جعلتهم أن يسيروا في اتجاهات الجحيم من دون ارشادات بفعل الأمريكي البراغماتي، فأن تكون حليفاً لواشنطن أكثر خطورةً بأن تكون عدوّاً لها، بالرغم من أنّ العداء لها له سلّة مخاطره، لكن أن تكون حليفاً لها أشد خطورةً من الثانية، خاصةً ان كنت لا تلعب بالهوامش الممنوحه لك من قبل الأمريكي نفسه، بمعنى أن تكون انبطاحيّاً دون أدنى تفكير أو دون محاولة اعمال العقل فقط، لذا صارت دبلوماسية استخبارات المثانات السورية والأيرانية والروسيّة ضرورة أممية لمختلف هياكل وأنظمة الحكم في العالم. يبدو أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وعبر نواة دولتها البوليسية العميقة(البلدربيرغ جنين الحكومة الأممية)، بدأت باعادة صناعة برّاداتها السياسية الخاصة ومكعبات ثلجها من جديد، لغايات اطلاق مسارات حربها الباردة الجديدة القديمة مع روسيّا، بعد فعل وتفاعلات ومفاعيل الحياكة العسكرية الروسية لجلّ الجغرافيا السورية، كما بدأت بمسارات انتاجاتها المخابراتية في خلق وتخليق مومياءات حكم مواتية لجلّ المصالح الأمريكية، لمرحلة خلق وتخليق الستاتيكو الأمريكي الجديد، بسبب الفعل الروسي على جلّ المشهد الأقليمي والدولي عبر المسألة السورية وعقابيلها؟. إنّ العنوان الرئيسي لهذه المرحلة هو الخلع الاستراتيجي من المنطقة وفي المنطقة، و المتمثل في اعادة هيكلة الوجود الأمريكي في أفغانستان وليس بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بعد اعادة(هندرة)الوجود الأمريكي في العراق والذي عاد أولوية أمن قومي أمريكي في عهد الرئيس ترامب، والذي صار يعود من جديد عبر ما يحدث في الأنبار وتحت عنوان مكافحة الأرهاب لخلق اقليم سني قادم ليكون بمثابة مسمار جحا لليانكي الأمريكي، من هنا تأتي أهمية إرباك المنطقة الشرق الأوسطية كحاجة أميركية للخروج من متاهاتها العميقة، عبر اعادة تموضعها وحصر أولوياتها وتنازلات هنا وهناك، للوصول الى تفاهمات مع التكتل الدولي الاخر وعنوانه موسكو، والأخيرة مسنودةً من قبل الصيني وجلّ دول البريكس. في أي مقاربات سياسية وعسكرية لتطورات الملف السوري، عليك أن تعي بعمق أنّه لا استدارات كاملة من أي طرف من أطراف المؤامرة على سورية، كونها تقارب المستحيل في المشهد السوري حتّى اللحظة الراهنة، ولا تستطيع التوقف بسهولة هكذا، كما العودة الى الخلف ليست فعلاً سهلاً، وصحيح واقع ومنطق أنّه ثمة انعطافات هنا وهناك، قد تؤسس الى أنصاف أو أثلاث استدارات من قبل الطرف الثالث في الحدث السوري وأتباعه الكميكازيين الأنتحاريين من بعض العرب وبعض المسلمين. الهندسة الإستراتيجية لبقايا وازنة من الإرهابيين الآن في سورية، تقوم على توسيع جبهات القتال لأشغال قوّات وقطاعات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان وتفاصيله، والولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تحافظ على داعش وتستثمر بالإرهاب المعولم، في محاولة(أعتقد أنّها بائسة)لألهائها، وهذا هو رهانات الطرف الثالث في الحدث السوري والذي من شأنه اعاقات لأتمام التسوية السياسية للمسألة السورية، والتي وصلت ارتداداتها الأستراتيجية على كامل الكوكب الأرضي الذي نعيش عليه وفيه، وصارت تتحوّا ناراً وشنّاراً، وهي من ستحدد مستقبل غرب آسيا لعشرات السنين القادمة حيث الصراع عليه، ومفتاح الحل في هذه الأزمة هو المفتاح السوري، فمن يملك مفتاح سورية ترتفع حظوظه في امتلاك المنطقة(غرب آسيا بأكملها). ونلحظ أنّ الجيش السوري وحلفائه قابل استراتيجية هندسة الأرهابيين السفلة ومشغليهم، باستراتيجية تتموضع بمنطق جبهات الحرب العالمية وعلى كل الجغرافيا السورية، حيث الجبهة التي تسقط، الثانية وتلقائيّاً تسقط هي الأخرى، وفي نفس الوقت يعمل على توسيع قاعدة وجود الدولة الوطنية السورية في البؤر وآماكن سيطرة الأرهابيين السفلة ومشغليهم، ويجهد وحلفاؤه على التوجه نحو كنس الارهاب المعولم في ادلب رغم وقف اطلاق النار فيها(من الممكن جدّاً أن تكون معركته الجولان المحتل ممكن، وهذا هو الحدث العظيم القادم في المنطقة كفالق استراتيجي متحرك، وهذا ما تخشاه رموز وكوادر حزب واشنطن تل أبيب في الداخل الاردني، والذي تتحدث عنه أجهزة المخابرات المعولمة وستكون مفاجأة عصرهم)، وان كان الجميع يذهب أنّه بعد معركة ادلب سيتم انجاز معركته للجيش في الشرق السوري والجنوب الشرقي لسورية وربط البادية السورية بالبادية العراقية، مما يقود الى توجيه رصاصات قاتلة وقاسمة للأرهابيين ومشغليهم في الداخل الأدلبي وريفه(أعلن المعلّم وليد وزير الخارجية ذلك، ولكن أعتقد تصريحاته تجيء تحت عنوان التموية والغموض الاستراتيجي الايجابي)، كون محافظة ادلب وريفها صارت ساحة لتصفية الصراع على سورية وفي سورية. في حين نجد أن الجيش السوري والحلفاء ضبط وبنسبة كبيرة جدّاً الحدود السورية اللبنانية وسيطر عليها الآن، والمقاومة في لبنان سلّمت كلّ أماكن تواجدها على الحدود الشرقية للبنان للجيش اللبناني، ووسّع من انتشارات متفاقمة لقطاعاته في محافظة درعا المتاخمة للحدود مع الأردن بعد فتح معبر نصيب، والحدود السورية مع العراق في مراحلها الأخيرة لإغلاقها بوجه الإرهابيين، وان كان الأمريكي يستثمر في مخيم الركبان كخزّان بشري داعشي ليلعب بورقة شرق نهر الفرات من جديد، بجانب تفعيلات للطيران الحربي السوري والروسي لضرب أي تسلل لمجاميع الأرهاب المرتدة من الداخل العراقي الى الداخل السوري نتيجة المواجهات مع الجيش العراقي والحشد الشعبي، بعد أن تم استعادة الجنوب السوري برمته لحضن الدولة السورية ومحافظة السويداء ذات الحدود العميقة مع الأردن، حيث جبل العرب ما كان يوماً الاّ للعرب ولن يكون الآ للعرب. والأتراك شعروا الآن أنهم تورطوا بالتحالف مع جبهة النصرة وداعش وفتحوا لهم معسكرات تدريب في الداخل التركي في استهدافاتهم لسورية، وكيف استطاعت القاعدة وداعش من اختراق جهاز الأستخبارت التركي والمخابرات التركية عبر الضبّاط الذين أفردوا للتعامل والتنسيق مع جبهة النصرة وداعش في الحدث السوري، حيث انتقل الوباء العقائدي والأيدولوجي لهم، وتقارير المخابرات الأيرانية الى مجتمع المخابرات التركي لم تنقطع حيث مفادها: أنّ جبهة النصرة وداعش صارتا تشكلان خلايا نائمة في الداخل التركي وتخترقان الأجهزة الأمنية التركية نتيجة التنسيق الأمني المشرّع معهما عبر حكومة أرودوغان لأستهداف الدولة الوطنية السورية. فبين الواجب الأوروبي الأخلاقي وواقع السلوك السياسي والأمني الأوروبي، هوّة وبون شاسع لا يعرف أحد كيف يمكن ردمها حتّى اللحظة في العالم، ويبقى السؤال الكبير والضخم أمام منظومات الأمن الأوروبية ومجتمعات استخبارات القارة العجوز: هل هناك استراتيجية أوروبية في الشرق الأوسط؟ هل لدى أوروبا قناعة أن أمريكا تسعى الى تفجيرها لأعادى صياغتها من جديد؟. المحور الأمريكي في المنطقة والعالم، مصر بشكل هيستيري على تشكيل مجموعات عسكرية، قد تطيل من أمد الصراع مع الأرهاب المدخل والمصنّع والمدعوم في سورية والعراق وليبيا وفي الداخل السيناوي المصري(صحراء سيناء)وفي المنطقة ككل، بدلاً من تقصيره ومحاربته واحتوائه، حيث الأهداف تتموضع لأستنزاف الدولة الوطنية السورية وحلفائها، تمهيداً لأنهيار النظام واسقاط الرئيس بشّار الأسد، واستنزاف وارهاق الروسي في الداخل السوري، وتغيير الهندسة الأجتماعية للشرق الأوسط. لذلك نلحظ أنّه ثمة ولادات قيصرية من الخاصرة لمجموعات ميليشياوية عسكرية جديدة، وتحت عنوان محاربة الأرهاب ومقاتلة يأجوج ومأجوج العصر، نازيوا القرن الحادي والعشرين، دواعش البلدربيرغ الأمريكي، ان في سورية، وان في العراق، وان في ليبيا، وان في صحراء سيناء، وان في أي ساحة أخرى، سواء كانت ضعيفة أو قوية في المنطقة، بعد أن يصار الى التمهيد والتهيئة عبر استراتيجيات الذئاب المنفردة لغايات التسخين، والبحث عن سلّة أدوات، وان لم توجد يصار الى خلقها أو تخليقها(خوفي عميق على قطري الأردني حيث الحواضن). الأمريكي قدّم تنازلات في بعض ملفات الخلاف، وفي الملف الإيراني يصعّد ليفاوض من جديد، والملف السوري وحزب الله والملف العراقي والملف اللبناني، وكان يحتاج الى تغطية لجلّ ما تنازل عنه في العمق لا في الشكل حتّى لا يجرح في كبريائه، وللتغطية على صفقات سلاحه بمئات المليارات من الدولارات، فذهب الى تسخين الملف الأوكراني من جديد والعبث بأسيا الوسطى لتخريب الساحة الروسية، واثارة دخّان آخر للتغطية عن تنازلاته في الشرق الأوسط، رغم حاجته الى ستاتيكو في الأخير للتفرغ لعدوه القادم روسيّا والصين، والأخيرة تتعملق اقتصاديّاً والأقتصاد الأمريكي صار مرهون الان للأقتصاد الصيني، لذلك ظهر فايروس كارونا كنوع من حرب بيولوجية عميقة متفاقمة قادمة، على طول خطوط العلاقات الصينية الامريكية فقدوا السيطرة عليها، وثمة دخول عميق لموسكو في كواليس هذه الحرب البيولوجية، وهم الأقدر والاكفأ في هندستها وانتاجها فكيف سوف تتصرف واشنطن حيالها؟. وبنت بكين جيشاً حديثاً ومتطور، والجيش الروسي بقي قويّاً ومتماسكاً والشعور القومي الروسي تنامى وتنامى عبر بوتين وسياساته، ومجتمع المخابرات الروسي توسّع في مجاله الجيوبولتيكي، وصارت له أدواته الناعمة، وأعاد تعريف نفسه من جديد، من خلال اعادة تعريف العمل الاستخباري وضروراته، والتي من شأنها أن تقود الى تغيرات مثيرة في خرائط مجاله الحيوي، وكما هو الحال في تغير البنى السوسيولوجية والأستراتيجية لأوروبا، ان تمادت الأخيرة في تساوقها مع واشنطن، في استهدافاتها للداخل الروسي والخارج الروسي، في مجالاته الحيوية ذات الجزئية الأهم في الأمن القومي الروسي. فالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وفي معرض مسارات دعمها لسلطات كييف، المحفوف بالمخاطر على جلّ استقرار القارة الأوروبية العجوز، فهي تشرعن كل أنواع مواجهات هذه السلطات مع المعارضين في شرق أوكرانيا وجنوب شرقها. الكابوي الأمريكي معروف عنه تاريخيّاً التشدّد والمرونة في السياسات وتنفيذها، حيث هناك في مفاصل الدولة الأمريكية فريق يسعى الى مزيد من التصعيد مع الروسي، في فرض مزيد من عقوبات مشدّدة وتقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة، وهذا الفريق فريق العصا الأمريكية الغليظة، بسببهم صارت أمريكا الشرطي الأول في العالم، وفريق آخر يظهر شيء من الحكمة والواقعية السياسية والميدانية، وقد يكون الأقدر على فهم متغيرات الزمن، يسعى وبصعوبة نتيجة الصراع والخلاف مع الفريق الآخر، في جعل الباب مفتوحاً بقدر يسير للغاية للوصول الى تقاربات ثم تفاهمات، للوصول الى الحل الدبلوماسي لهذه الأزمة مع الروسي. هذا الفريق الأمريكي فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار التي أشعلتها واشنطن عبر حلفائها وأدواتها في الداخل الأوكراني، ممكن وصفه بالتيّار المعتدل أو أنّه يظهر الأعتدال وينادي بالتريث وتبريد سخونة الأجواء، ويعلن أنّه ليس من الحكمة بمكان حشر روسيّا بالزاوية ورفع سقوف التشنج معها، وفي ظل وجود ملفات مشتركة مهمة على طول وعمق خطوط العلاقات الأمريكية الروسية. فتحتاج واشنطن لموسكو كثيراً وأكثر من حاجة روسيّا للعاصمة واشنطن دي سي في الملف السوري، والملف الأفغاني، والملف الباكستاني، والملف الإيراني، وملف كوريا الشمالية، وملف الصراع العربي “الأسرائيلي”، وملف تايوان، وفي ذلك رسالة مشفّرة لموسكو، نواة الأخيرة فكّت الشيفرة، وهي لتقديم تنازلات محدودة في ملفات أخرى حتّى في تايوان. وبحسب قراءات مجتمع المخابرات والأستخبارات الروسية، أنّه وفي ظل الأصطفافات الدولية بسبب الأزمة السورية ونتاجها الطبيعي الأزمة الأوكرانية، تسعى واشنطن وحلفائها ودولة الكيان الصهيوني الدولة المسخ “إسرائيل”، إلى تسخين النزاع بين روسيّا واليابان حول جزر كوريل المتنازع عليها بين طوكيو وموسكو، والأخيرة تنسق مع بكين حول ذلك. كما أنّ الفدرالية الروسية تعي أنّ فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار الأمريكية في كييف، لا يعني ولا يشي أنّ أمريكا تقر بوجود شريك روسي لها، وأنّ هناك قوّة أخرى صاعدة أعادت انتاج نفسها من جديد، فصعدت بقوة وثبات وكان الصعود خطوة خطوة وليس صعوداً صاروخيّاً، كون المعادلة الكونية تقول: أنّ من يصعد بشكل صاروخي سريع يسقط بمثل وشكل ما صعد، وهذا ينطبق على الدول وعلى الجماعات وعلى الأفراد(النخب السياسية والأقتصادية)في المجتمعات والدول. انّ أي نزاع عسكري في أوكرانيا مع الروس من قبل الناتو والأمريكان سيغير هياكل أمن القارة الأوروبية ويقود الى حالة عدم الأستقرار في أوروبا كلّها، خاصة وأن المعلومات تقول عن تواجد عسكري للناتو هذا الأوان في مناطق أوروبا الشرقية، وهذا ما تم رصده وأكّده تصريح غير مسبوق لقائد قوّات الناتو في شرق أوروبا، والذي سبق أن زار دول الجوار السوري منذ بدء الحدث السوري وفي أكثر من زيارة معلنة وغير معلنة ومنها الأردن(نلحظ ارسال البنتاغون لأكثر من ألفي جندي أمريكي اضافيين، الى بولندا لغايات الدفاع عن أمن أوروبا ومصالح واشنطن، بالمناسبة وزير العمل الاردني المحترم نضال البطاينة يريد تشغيل الاردنيين في بولندا، وجلّ الشعب البولندي مشتت في اوروبا يبحث عن عمل). وروسيّا تعتمد تكتيك النفس الطويل، وهذا هو نفسه سيناريو القرم الذي انتهجته موسكو، حيث الجيش الروسي تمترس خلف الحدود وترك الساحة للحلفاء في الداخل القرمي(القرم)، مع دعم سياسي ومادي ومعنوي وعسكري واعلامي، وذات السيناريو سيكون مع مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، وفي حال تفاقمت الأمور في الشرق الأوكراني وجنوبه، فانّنا سنكون أمام قرم آخر ينظم للفدرالية الروسية، وأثر ذلك على أوروبا والعالم سيكون وخيماً، حيث تتشجّع الحركات الأنفصالية وتطالب بالأنفصال، مما يقود الى حالة من عدم استقرار وثبات الدول وحدودها الجغرافية، وفي النهاية سيكون الشرق الأوكراني قرم آخر انّها لعنة اقليم كوسوفو، حيث تم سلخ الأخير من يوغسلافيا السابقة وجعله كدولة بمساعدة الأمريكي، وثمة تسخينات لجغرافيا وديمغرافيّة كوسوفو كمنتج للأرهاب من جديد لتوجيهه ازاء روسيّا وتركيا، راجع تحليل لنا سابق عبر محركات البحث: البلقان بريد رسائل والقاع السوري سيبلع الجميع. هناك تحولات جيو – إستراتيجية وتسوناميات داعشية ارهابية في المنطقة بفعل أمريكي، من أجل تعزيز حالة التشظي التي يشهدها العراق وسورية والمنطقة، كي تمهّد لتنتج ميلاد أرخبيلات كيانية طائفية أو اثنية وذلك لشرعنة اسرائيل الصهيونية في المنطقة، مع ترسيمات لحدود نفوذ جديدة مع حلفاء مع فرض خرائط دم BLOOD MAPS كأمر واقع بمشارط العمليات القيصرية، وعبر استراتيجيات التطهير العرقي والطائفي ETHNIC CLEANSING كل ذلك مع التفكيك الممنهج والتفتيت الجغرافي والتلاعب بجينات الوحدة الوطنية، وافشال الدول الوطنية FAILIN STATES واستهدافات للجيوش الوطنية ذات العقيدة الوطنية واحلال ديمقراطيات التوماهوك وبديلها الداعشي، لتأمين مصالح الشركات الأمريكية والأوروبية النفطية في المنطقة. واشنطن فشلت في التحكم ومراقبة أزمة المنطقة، فزّجت بورقة داعش كون أن التطورات والنتائج في محصلتها لم تصب في صالحها، بل في صالح طرف آخر هو طرف خط المقاومة في المنطقة، فتدخلت بريطانيا من جديد ووجدت فرصتها سانحة ومواتية لأستعادة بعض مناطق النفوذ فكان الأنشقاق الأولي في داعش، وسنرى استثمارتها وتوظيفاتها وتوليفاتها لداعش لاحقاً. من له علاقات منّا بخلايا التفكير(دبّابات الفكر think tanks) في الداخل الأمريكي المحتقن الآن، يعرف أنّ الولاء للولايات المتحدة الأمريكية(الأمبراطورية الرومانية الجديدة عبر دولة كوردستان) أخطر من معاداتها، فالعداء لها له مخاطره، والتحالف معها يقترن دائماً وأبداً بالمصائب والدمار، فهل تعي نواة الدولة الأردنية ذلك ومثيلاتها من شقيقاتها الكبرى والصغرى؟ يقول كيسنجر المعروف برمز الواقعية السياسية real politic في كتابه: world order: واشنطن الآن تناقش نفسها بنفسها حول العلاقة بين مصالحها وموقعها من نشر الديمقراطية وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة ويضيف: متى أصلاً كانت أمريكا تقيم وزناً للمثل والقيم الأنسانية اذا تعلق الأمر بمصالحها الحيوية؟ ويضيف أيضاً: كل مغامرة قام بها الغرب في الشرق الأوسط لعبت فيها السعودية دوراً ايجابياً تمويلاً وتغطيةً، امّا علناً أو من وراء ستار ومنذ الحرب العالمية الثانية تحالف السعودية العربية مع الغرب. ويقول: النظام السعودي نظام ثيوقراطي ارتكب خطأ استراتيجي قاتل عندما اعتقد قادة النظام لوهلة ما ومحددة أنهم يستطيعون مواصلة دعم الأسلام الراديكالي والحركات الأسلامية في الخارج بدون ان تصل آثارها للداخل السعودي الملتهب، والذي ينتج التنظيمات والحركات المتطرفة الساكنة حتّى اللحظة، حيث لم تعد الأخيرة على تخوم السعودية بل في الداخل وفي غرف النوم. انّ الصراع في الشرق الأوسط الآن صراع ديني سياسي جغرافي في آن واحد ونتائجه: أرخبيلات الدول الفاشلة، حيث أمريكا تقتضي مصالحها الأبقاء على أنظمة متناقضة لتسهل السيطرة عليها، فهي لا تريد فعلاً عودة سنيّة قويّة الى مراكز الحكم في المنطقة

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية

Mohd_ahamd2003@yahoo.com

 

شاهد أيضاً

واخيرا سقطت دمشق مضرجة بالدماء من اجل أمّتها…بقلم ميلاد عمر المزوغي

لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا, سارع الغرب الى اسقاط مصر عسكريا عبر …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024