المحور العربي
بقلم محمد النوباني |
خروج حاملة الطائرات الامريكية تيودور روزفلت من الخدمة يضعف من مقدرة البنتاغون عن القيام لعمليات عسكرية
مكان وزمان العملية التي استهدفت ليل الاثنين دورية مشتركة تابعة لجيش الاحتلال الامريكي وعناصر من جماعة قصد الكردية بالقرب من مدينة دير الزور السورية واسفرت عن مقتل ضابط امريكي كبير هو قائد قوة الانزال الجوي الامريكية على حقل (العمر)النفطي اكبر حقول النفط السورية تشي بأنها ربما تكون هي البداية لبدء مقاومة شعبية منظمة لطرد قوات الاحتلال الامريكي من سوريا.
فالتحليل الاولي للحدث بعزز فرضية مفادها انه ربما هناك في سوريا بشكل خاص وفي محور المقاومة بشكل عام من اعتقد بان انتشار وباء كورونا المستجد على نطاق واسع في الولايات المتحدة بما في ذلك في أوساط الجيش الامريكي وهو الأمر الذي ادى لغاية الآن لخروج حاملة للطائرات الامريكية تيودور روزفلت التي تسير بالطاقة النووية بطاقمها المكون من اربعة الآف شخص والطائرات الحربية الموجودة على متنها من الخدمة يضعف من مقدرة البنتاغون عن القيام لعمليات عسكرية وبالتالي فانه لا بد من التقاط هذه الفرصة والقيام بتصعيد مدروس ربما يفضي الى هروب القوات الامريكية من سوريا وعموم المنطقة.
وهذه العملية في احد جوانبها ايضا هي رسالة من الجهة التي نفذتها الاحمق ترامب الذي أعلن صراحة اواخر العام الماضي بانه ينوي سرقة نفط وغاز سوريا وبيعه وتحويل عائداته الى الخزينة الامريكية مفادها انك لا تستطيع مواصلة هذه السرقة الى ما لا نهاية.
وهي من جانب إخر رسالة الى الشعب الامربكي مفادها ان ترامب كان يكذب عليهم وعلى العالم حينما اعلن رسميا في العام الماضي انه ينوي سحب قواته من الاراضي السورية لأن سوريا بالنسبة له هي (تراب وموت) وليست ثروات ولا يريد ان يرى الجنود الامريكيين وهم يعودون منها الى الولايات المتحدة بالتوابيت او في اكياس سوداء..
لقد راهن ترامب على ان تعقيدات الوضع في سوريا ووجود اكثر من قوة احتلال على ارضها وكذلك تعقيدات الوضع العراقي سوف تسمح له بأبقاء قوات الاحتلال الامريكية في ربوعهما الى اجل طويل وبدأ يرتب اموره على اساس ذلك. .
ولكن المغامرة الحمقاء التي ارتكبها لمصلحة اسرائيل في المقام الاول ممثلة باغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الشهيد قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي في العراق الشهيد ابو مهدي المهندس ورد ايران علبها بقصف الجناح الامريكي من قاعدة عين الأسد، الجوية ورد المقاومة العراقية بقصف المنطقة الخصراء وقواعد امربكية اخرى بالصواريخ وبعد ذلك إنتشار وباء كورونا اعاد الى الواجهة مجددا موضوع الوجود الامربكي غير الشرعي في المنطقة وضرورة انهائه باعتبار ذلك مطلبا لشعوب المنطقة وحكوماتها .
فالقرار اتخد على مستوى محور المقاومة بان يكون الرد على اغتيال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس باخراج القوات الامريكية ليس من سوريا والعراق والمنطقة فحسب بل من غرب اسيا .
وعلى ما يبدو فأن القراءة التي خرج بها محور المقاومة ان جائحة كورونا وانشغال الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل بمواجهتها جعلت الوقت مناسبا لتحقيق هذا الهدف.
