يستمر الجيش العربي السوري بعملياته العسكرية لإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أرجاء محافظة درعا، وإفشال المشروع الإرهابي في الجنوب بقتل رأس الأفعى الأمريكية التي بدأ قلبها ومخّها يموتان، لكن مع استمرارية ردّات فعل عصبية تبقي بعض أجزاء جسدها بضعة وقت حيّة، فتستثمر حرارة جسدها الإرهابي في البؤر الشمالية قيد نبض، بينما تتخلّى عن تزويد مرتزقتها بسمّها في الجيوب الجنوبية.
أين الجديد بأن تتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن حماية أدواتها في الجنوب السوري؟
وما الذي يمنعها من أن تصرّح علانية، وليترجم تصريحها بالخط الكوفي العريض، وباللغة العربية الفصيحة تشرح بأنها -أي الولايات المتحدة الأمريكية- لن تقدّم أي دعم للمجموعات الإرهابية، وأن عليهم تحمّل مسؤوليات قراراتهم، وتقليع شوك ضربات الجيش العربي السوري بأظافرهم.
ما الذي يمنع الساسة الأمريكيين من اتخاذ موقف كهذا، هل هي «الأخلاق الأمريكية العامة»، أم مواقفها السياسية الثابتة مع زبانيتها وإخلاصها لعملائها الذين وصلوا من الحمق لدرجة تصديقها؟
ولتأخذ «إسرائيل»، الراعي الفضي لهؤلاء العملاء، الموقف ذاته الذي اتخذه الأمريكان الراعي الذهبي، مواقف لا تخلو من بعض عربدات يمارسها الكيان الصهيوني من خلال أعمال عدوانية، من قبيل قصف منطقة قريبة من مطار دمشق الدولي، مناصرة لعملائه داخل الأراضي السورية، الذين بات عويلهم وصراخهم بطلب النجدة يصل لمسامع مشغليهم ومستثمري إرهابهم.
إذاً، اختفى رأس الأفعى الأمريكية ـ الإسرائيلية من محافظة درعا، وعادت عشرات البلدات والقرى الحورانية، التي كانت مختطفة تحت تهديد سلاح التنظيمات الإرهابية، وقام الجيش العربي السوري بتأمين الأهالي في منازلهم، وتثبيت نقاط جديدة في القرى والبلدات المحررة لتكون انطلاقته لبلدات وقرى أخرى، تتواصل فيها عمليات الجيش لإنهاء الوجود الإرهابي من عموم محافظة درعا، وقد باتت تفاصيل معركة الجنوب تشارف على اكتمالها، ويحسب فيها للدولة السورية التمهيد السياسي الذي سبق العملية العسكرية للوصول إلى مصالحات مناطقية أُنجز بعضها، في حين تعثر بعضها الآخر لحاجة المصالحين إلى قرار إقليمي، كل حسب تبعيته ومموليه.
لكن ذيل الأفعى الأمريكي بدأ يظهر في مناطق أخرى، حيث واشنطن تدرب الإرهابيين في 19 موقعاً سورياً تحتلّها القوات الأمريكية الغازية، بما فيها قاعدة التنف ومخيم الركبان، وأيضاً ما تمّ تداوله من أخبار موثّقة تؤكد تورط الجيش الأمريكي بعمليات إجلاء متزعمين وأفراد من تنظيم «داعش» الإرهابي بالمروحيات من شمال سورية.
بينما تُظهر «إسرائيل» اهتماماً بالغاً بالعملية العسكرية التي أطلقها الجيش العربي السوري في الجنوب، وتظهر تخوف وقلق مؤسسة الكيان الأمنية من خلال فتح خط التساؤلات الساخن ما بينها وبين أمريكا، لأنها ترى أن «التصعيد الجنوبي» أعمق تحدٍّ أمني تزعم أن عليها مواجهته، ولاسيما بعد فشلها في تحقيق مخططها بخلق «منطقة حدودية آمنة» على يد فصائل إرهابية موالية لكيانها، لتتزاحم الأسئلة الأصعب في قفص عقلها الاستيطاني عن اليوم الذي سيلي انتهاء معركة الجنوب تحت عناوين إخبارية لإنجازات الجيش العربي السوري، الذي أطلق معركته لاقتلاع المجموعات الإرهابية، وحسم أمره في استعادة المنطقة الجنوبية، لتكون حوران بتربتها البركانية الحمراء بركاناً في وجه الأعداء، ومتحدة مع تراب الدولة السورية كله، ولتأخذ دورها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي من جديد بين أخواتها على الخريطة السورية الموحدة.
أما بشأن الأفعى الأمريكو ـ إسرائيلية، فالجيش العربي السوري كفيل بقطع رأسها ودفنها، ليكون ذيلها طعاماً للكلاب.
m.albairak@gmail.com
*رئيس تحرير صحيفة تشرين