محمود كامل الكومى |
افضل مارزق الله بة عبادة ومَن به عليهم (العقل)-الذى هو الدعامة لجميع الاشياء ,والذى لا يقدر احد فى الدنياعلى اصلاح معيشتة ولا احراز نفع الا به .
وكذلك طالب الآخرة,المجتهد بالعمل المنجى به روحة, لايقدر على اتمام عمله,الا بالعقل,الذى هوسبب كل خير ومفتاح كل سعادة.
والعقل مكتسب بالتجارب والأدب.
ولة غريزة مكنونة فى الانسان كامنة كالنارفى الحجر,لاتظهر ولايُرى ضوئها حتى يقدحها قادح من الناس ,فاذا اُقدحت ظهرت طبيعتها.
وكذلك العقل كامن فى الانسان لايظهر حتى يظهره الأدب وتقويه التجارب,ومن نتاج العقول يتشكل العقل الجمعى للمجتمع.
كان لابد من هذة التقدمة,ونحن ندرك غياب العقل العربى فينا.
ولعل ابرز مظاهر غياب العقل العربى ……….
انة لايستطيع ان يفرق بين العدو والصديق,بل فى كثير من الاحيان يساهم العقل العربى المغيب ,فى تمرير مؤامرات الاعداء التى تُحاك ضد الامة العربية ……….
ويبدو العقل العربى (اليوم)ممثلا فى شعوبة وعلى الاقل نخبه, وكأنهم منقسمون على كل القضاياالرئيسية فى حياة الامم… فهم منقسمون :
1-على القيم الحاكمة لحياتهم 2-على رؤيتهم لتاريخهم 3-على علاقتهم بالخارج الثقافى والحضارى
4-على فهمهم لكليات دينهم ذاتة(الاسلام -خاصة).
ان صعود بعض تيارات الاسلام السياسى – – وكذلك التيارات التكفيريه المنبثقه عن الوهابية التى تأصلت فى حكم آل سعود وما نشأ عنها من تنظيمات جاهلية ” القاعده وداعش والنصرة وبيت المقدس وجند الشام وأحرار الشام , وما نتج عنها من نشر الفوضى والارهاب فى ربوع أمتنا العربيه .
يساهم الآن بدرجة اوبأخرى فى تغييب هذا العقل العربى .
فقد عملت هذة التيارات على ..
1- تأجيج الصراع والانقسام الداخلي فى البلد الواحد 2- تبنى تصورها الخاص للاسلام
3- اختزال دينا توحيدياعظيما ,الى مجرد خطاب وشعارات سياسية .
4-ادلجة الاسلام ,وتحويلة الى مجرد برنامج عمل سياسى .
5- تجربة الحكم فى السودان من قبل لم تكن مضيئة,وتجربة تونس ومصر,بداياتها متعثرة, ومقدماتها المبنية على الشعارات الكاذبة . وعدم تحقيق حد ادنى مما وعد به ,لاتؤدى الى نتائج, لكنها ترسخ استغلال معاناة الشعب لتحقيق مكاسب الوصول للسلطة , دون انتشال التدنى فى العقل والوصول الى الرشد,,وهو ماساهم فى غياب العقل العربى بشكل او بأخر وحتى حينما انكشف زيفها وأنهار حكمها فى مصر وتونس , فأن ذلك لم يصب فى خانة تنوير العقل بسبب تأصيل الثأر بين أبناء البلد الواحد مما ساهم أكثر فى تغيب العقل وترديه .
كان تغيب العقل العربى (ابتداءا)من احداث الفتنة الكبرى التى دارت ست سنوات وانتهت بقتل عثمان.
وخلال الخلافة الاموية والعباسية برز بعض من التجليات للعقل العربى , لكن كلها انتهت الى ضمورفى العقل العربى لسبب اولآخر.
وخلال القرن ال17 وبداية ال18 ,,دعا علماء ومصلحون كبار الى تحرير الدين مما علق بة من قيود التقليد والخرافة ..والى احياء الاجتهاد.
حتى كان القرن ال19 فكان قرن ازمة العقل العربى الاسلامى,وفية..تراجعت الجيوش العثمانية
واحتل نابليون بونابرت مصر وسيطرت بريطانيا على عدن ثم مصر وسيطرت فرنسا على تونس والجزائر.
وهوماأدى الى تراجعات شديدةنحو تقدم العقل العربى صاحبها ,,أختراق ثقافى (تمثل فى محاولات طمس الهوية , وفصل الحدود, والقضاء على اللغة العربية واستبدالها بلغات دول الاحتلال (دول شمال افريقيا),
ثم اختراق غربى واسع للاسواق العربيةعلى شواطىء المتوسط والخليج ,, مما دفع البعض من القائمين على الدول العربية الى اتخاذالقوانين والمؤسسات الاوربية مثالا لها,,وهو ما أدى الى تعزيز سلطة الدولة وسيطرتها على التعليم .
وكان هدف النظام التعليمى انتاج (موظفين)مماساهم فى انحدار العقل العربى -(لاعلماء)تنتشل العقل العربى من الانحدار-وقد استوردت الانظمة القانونية من الغرب كما هى ..واخذت طبقة العلماء فى الانحداروبدأ النظام الاخلاقى فى التراجع.
وسط دباجير الظلام هذة لاحت نقطة ضوء ,فترة من الزمن,ساعدت فى نمو العقل العربى واتقادة.
فاذا كنا فى البداية قد عرفنا العقل بانة لة غريزة كامنة فى الانسان لايرى ضوئها حتى يقدحها قادح من الناس, فقد لاح فى الافق ذلك القادح . وظهر جمال عبد الناصر.حيث اخذت الفترة الناصرية من 1953 حتى1967 تساهم بشكل اوبأخر فى عودة الروح للعقل العربى .
فعرف العقل العربى طريقة نحو الصديق وعدائة للعدو ,وساهم فى تعميق الانتماء العروبى , والنضال من اجل الوحدة,وانتشرت من القاهرةالبعثات والعلماء الى كافة انحاء الدول العربية من اجل الارتقاء الثقافى والادبى والعلمى بشعوبها- فنتج عن ذلك تنوير اضاء العقل العربى , ولو لبعض الوقت ,وصارت مصر والامة العربية,محط انظار العالم ,وفاعل يخشى منة.
وكانت النظرة الامبريالية قد استشاطت من هذا النمو للعقل العربى.
1 فنفذت مؤامرة عدوان 1967 على مصر والاردن وسوريا , وهو ما اعاد العقل العربى الى ضمورة من جديد.
2- وفرضت معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية (السادات -بيجين)ثم وادى عربه بين (النظام الأردن واسرائيل ) وأتفاقية أوسلو (عرفات أسرائيل )التى أدت جميعها الى تبعية العقل العربى من جديد لقوى الاستغلال الامبريالى.
3 -وأخيراً فرضت الأمبرياليه والصهيونيه على دول الخليج تكوين مجلس التعاون الخليجى ليكون آليتها لتدمير الجامعه العربيه وهو ما تحقق الآن لتواصل تلك الآليه تفتيت الدول العربيه فى العراق وسوريا واليمن وليبيا بتمويل كل الحركات الأرهابيه تحقيقا للأمن الصهيونى , وهنا يكون العقل وقد تفتت هو الآخر .
4 أنشاء قناة الجزيره القطريه التى ساهمت فى أصابة العقل العربى بالسرطان الفكرى وغدت الديماجوجيه تحوم حول للفكر فتشيطنه وما تبعها من قنوات البترودولار الخليجى التى روجت للعدو الصهيونى كصديق وشوهت بعض الأصدقاء عمدا ( العربية والحدث ).
5- نقل مراكزالتنوير الفكرى من القاهره ودمشق وبيروت وبغداد حيث الثابت مدى اشعاعاتها الفكريه التى تنير العقل العربى على مدى التاريخ ,الى دبى وابو ظبى والدوحه والمنامةحيث الثابت مدى سيطرة الموساد الصهيونى وال C I Aعلى هذه المراكز وجعلها طريق العقل العربى الى الغياب .
6- مشاركة بعض المحسوبين على الفكر العربى وكذلك الشخصيات الرسمية العربية مؤتمرات الصهيونيه التى تعقدها سواء خارج فلسطين المحتله وعلى ارض فلسطين مثل:أنعقاد مؤتمر فى هرتسيليا ً تحت عنوان ” نحو بلورة استراتيجية صهيونية للمناعة القوميه “المشاركون :عرب من الخليج خاصة قطر”سلمان الشيخ،” مدير سابق لمركز بروكينجز الدوحة، والسعوديه ضمت قائمة المشاركين كذلك سفيرى مصر والأردن لدى الصهاينه وعضو من اللجنه التنفيذيه لمنظمة التحرير الفلسطينيه .. وكذلك ممثل مايسمى بالجيش السورى الحر عصام زيتون ” وهو شىء طبيعى للأخير كعميل ينفذ سياسة أسرائيل فى تفتيت سوريا “..ورياض خوري، أستاذ جامعي أردني،
الهدف : أمن أسرائيل القومى بتقويض الأمن القومى العربى وأشعال النار فى ربوع الدول العربيه من اجل القضاء نهائيا على فكرة الوحده العربيه وانهاء القوميه العربيه .
وهو ماادى الى ماوصلنا الية اليوم من غياب الرؤى ,وتعامى العقل العربى عن المفاضلة بين العدو والصديق.
بل ان الامر وصل الى حد تفضيل العدو على الصديق والادهى انة ساهم فى نجاح مؤامرات الاعداء لتفتيت الامة العربية,(كما حدث للعراق وليبيا , وما يبغون لة ان يحدث فى سوريا واليمن).
ووصل الأمر لحكومة مصر أن سمحت للكيان الصهيونى باللأحتفال بما يسمى بالعيد القومى لأسرائيل ( أغتصاب فلسطين )فى وسط القاهرة يوم 1552018والأدهى أن حضر هذا المخاور بعض من الأعلاميين ومافيا رجال الأعمال فى مصر ليتدنوا بالعقل العربى الى الحضيض , فقد سيطروا بعد أن سرقوا قوت الشعب المصرى على الأعلام فمارسوا الديماجوجية الفكرية على جماهير شعبنا الغلبان فى لواط صريح مع الصهاينة أعداء العقل العربى .
بل أن الطامة الكبرى تجلت فى تدنى العقل العربى , حينما يرى أخوانه الفلسطينين يستشهدون وهم يحيون طريقم فى حق العودة طيلة اسابيع عدة وفى ايام رمضان ,ولم يحرك هذا العقل ليقدح أساليب التعاون والتضامن مع شعب فلسطين ,ولاحتى تهيئة الرأى العام العالمى من أجل تحرير الأقصى قبلة المسلمين .
والسؤال الآن..أليس من قادح يقدح النارالكامنة فى العقل العربى حتى يرى ضوءها وتظهر طبيعتها؟؟
يرى د|محمد عابد الجابرى(نقد العقل العربى -3 )
انة يجب الا ينسينا ذلك ((النموذج الامثل ))الذى برزت كثير من ملامحة خلال الدعوة المحمدية, لقد رفض النبى (ص)مرارا ان يسمى ملكا أو رئيسا ..محددا هويتة بأنة نبيا رسولا لاغير.
وان اتباعة لم يكونوا ينظرون الى انفسهم ولم تكن قريش تنظر اليهم (على انهم مرؤوسون محكومون)
بل كانوا يسمون انفسهم وكان العرب يسميهم (اصحاب محمد او صحابتة).
وقد رسم القرآن الاسس التى تبنى عليها هذة الصحبة ,فذكر منها الشورى.
فكان اسلام عهد النبوة (نموذج مفتوح)بمعنى انة يقبل اضافات كثيرة مختلفة ومتباينة.
ومع ذلك فان اعتبار هذة المعالم الاربعة ..
1-وامرهم شورى بينهم 2-وشاورهم فى الامر 3-انتم ادرى بشئون دنياكم4-كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيتة , كضوابط موجهة او كأصول تأسيسية,تسد الباب امام جميع انواع التسلط والاستبداد
واذا كان العاقل هو من يبلغ بحيلتة مالايبلغ بالخيل والجنود .
فان مهام العقل العربى تتجلى فىما يلى ..
1-تحويل القبيلة فى مجتمعنا ..الى تنظيم سياسى اجتماعى(احزاب ,نقابات ,مؤسسات دستورية ) ,أى بناء مجتمع فية تمايز واضح بين المجتمع السياسى (الدولة واجهزتها)والمجتمع المدنى (التنظيمات المستقلة) , مما يؤدى الى فتح الباب لقيام مجال سياسى حقيقى يتم فية صنع القرار-ويقوم فاصلا وواصلا-بين سلطة الحاكم و امتثال المحكوم.
واذا كان هذا التحول يتم عبر تطور اجتماعى ,سياسى ,ثقافى ……..اِلا أن هذا لايلغى دور العقل والممارسة .
2 -تحوبل الاقتصاد الريعى الى اقتصاد انتاجى .
ان التكامل الاقتصادى الاقليمى ,وفى اطار سوق عربية مشتركة تفسح المجال لقيام وحدة اقتصادية بين الاقطار العربية……….هو الاساس الضرورى لتنمية عربية مستقلة, وهذا يتطلب التصدى للآليات الصهيونيه التى أُنشئت لغزو العقل العربى وتفتيت بنيان الأمه العربيه ” مثل مجلس التعاون الخليجى وكافة القنوات الفضائيه الخليجيه المموله بالبترودولار”, وفى العموم التصدى للرجعيه العربيه وعدم الأمان لها على الأطلاق بأعتبارها عميلة الأستعمار والصهيونيه , والفاعله على تدمير العقل الجمعى للشعب العربى ونشر اللاوعى .
3- -تحويل العقيدة الى مجرد رأى.
وهذا معناة التحرر من سلطة عقل الطائفة ,,والتعامل بعقل اجتهادى نقدى, فالفكر العربى مطالب الآن اكثرمن اى وقت مضى بنقد المجتمع ونقد العقل .
وبدون ممارسة ذلك بروح علمية سيبقى كل حديث عن النهضة ووحدة الوطن العربى اضغاث احلام.
فهل من يحول الحلم الى حقيقة؟,ويقدح الغريزة المكنونة فى الانسان العربى (العقل)حتى يرى ضوءها ويظهرطبيعتها .
كاتب ومحامى – مصرى