السبت , 23 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

فلسطين…العمود الرئيس للبنيان العربي….إضربو من يسعى لهدمه؟؟…بقلم د فوزي علي السمهوري

مقدمة لا بد منها للتذكير :
من الواضح أن هناك غباش سياسي لدى معظم القادة العرب ومراكز صنع القرار لديها مما يحول بينهم وبين التشخيص الدقيق للتحديات والمخاطر المنظورة وغير منظورة المحدقة بجميع الأقطار آجلا أم عاجلا وبالتالي فقدان القدرة على السير بالخطة العلاجية الصحيحة والمحافظة على الجسد العربي سليما معافى .
مصدر سوء التقدير والتشخيص لدى مصنع القرار مرتبط بإغفال أو تجاهل مكانة فلسطين الجيوسياسية ” أرضا وشعبا ووطنا ” وما تمثله من قضية مركزية سياسية ودينية ففلسطين تعد العمود الاساس الحامل والحامي والواقي للبنيان العربي رغم انوف من يرى غير ذلك .
كما أن فلسطين ولما تحتله من مكانة تاريخية وحضارية ودينية لدى الغالبية الساحقة من الشعب العربي مسلميه ومسيحييه ستبقى البوصلة الحقيقية لتوجهاتهم للفرز بين معسكر الأصدقاء ومعسكر الأعداء وما إختيار ارض فلسطين مكانا لصناعة كيان سرطاني سمي ” إسرائيل ” في قلب الجسد العربي بينما هو في الواقع تجسيد لقاعدة عسكرية إستعمارية تمثل اداة لقوة ضاربة موجهة للنيل من أي من الأقطار العربية التي يمكن لها أن تعرقل المصالح والنفوذ لدول إستعمارية تقليدية أو محدثة إلا تأكيد على ذلك .
مخاطر هدم العمود الفلسطيني :
لقد عانى الواقع الرسمي العربي من أزمات حالت دون استثمار ادوات القوة التي يملكها بما يؤدي إلى تعزيز دورها على الساحة العالمية.
لولا التقاعس الرسمي العربي عن تحقيق التضامن الفعلي لعقود عديدة ولولا الخلافات العربية البينية ولولا التهرب من تنفيذ القرارات الصادرة عن القمم العربية وعدم الإلتزام بالاتفاقيات الموقعة عبر مؤسسات الجامعة العربية سواء سياسية او دفاعية عسكرية أو إقتصادية أو اجتماعية لما تجرأت دول اقليمية تعمل بالوكالة لصالح قوى كبرى أن تتدخل بطرق مباشرة أو غير مباشرة للعبث بأمن وإستقرار وإزدهار الوطن العربي الكبير بأقطاره .
ولولا العوامل المذكورة أعلاه لما تمكن الكيان الصهيوني الإستعماري باحتلال كامل فلسطين التاريخية ولما تمكنت الإدارات الأمريكية المتعاقبة وخاصة إبان عهد إدارة الرئيس ترامب أن تستمر بمد ” إسرائيل ” من عناصر القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية تمهيدا لتمكينها من بسط نفوذها وهيمنتها على الثروات العربية الطبيعية والمالية وتمكينها من إحكام سيطرتها على مفاصل القرار في المساحة الممتدة من النيل إلى الفرات بعد أن مكنتها عسكريا بقدرات تفوق بدرجات مجموع القدرات العسكرية للدول العربية مجتمعة لضمان نفوذ ومصالح تلك الدول النافذة عالميا .
بانتظار نتائج إجتماع وزراء الخارجية العرب :
كنت أتمنى لو أن الدعوة لاجتماع وزراء الخارجية المزمع عقده يوم الخميس كان بناءا على طلب دولة عربية أو أكثر وليس من القيادة الفلسطينية لما يحمل ذلك من رسالة تبين مدى خطورة النهج العدواني لحكومة نتنياهو غانتس على الكل العربي .
ولكن الشعب الفلسطيني ومعه غالبية الشعب العربي فقد الثقة بإمكانية أن يخرج الإجتماع بقرارات ترى طريقها الى التنفيذ العملي فور صدورها ، فقد فقدت البيانات التقليدية الصادرة سواء عن اجتماعات القمم العربية أو على مستوى وزراء الخارجية قيمتها ولم يعد العدو الصهيوني ومن وراءه يعيرها أي إهتمام لإدراكه أنها ما هي إلا خطاب لرفع العتب.
الشعب الفلسطيني ينتظر من مؤتمر وزراء الخاجية العرب افعالا أقلها :
● قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع دولة الإحتلال الإسرائيلي العنصرية عنوان إرهاب الدول .
● وقف كافة أشكال الإتصالات والعلاقات المباشرة وغير المباشرة مع الكيان الصهيوني من سياسية إلى امنية إلى تجارية إلى سياحية إلى غيرها التي تحدث ولم يزل يتحدث عنها مجرم الحرب نتنياهو وسيده في البيت الأبيض الرئيس ترامب والتي يمكن إعتبارها بمثابة دعم ومكافأة للكيان الصهيوني على إحتلاله فلسطين وإرتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح.
● تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع أمريكا لدعمها المطلق والمنحاز للعدوان وما تصريح بومبيو بدعم مصادرة وضم ما يزيد عن ثلث مساحة الضفة الفلسطينية للكيان الصهيوني المصطنع إلا تعبير عن السياسة العدائية للحقوق العربية .
● تنظيم ودعم حركة المقاطعة للمنتجات والصناعات الأمريكية والصهيونية على إمتداد الوطن العربي الكبير بأقطاره كاملة إضافة إلى دعم حركة المقاطعة الدولية وذلك ردا على قرارات إدارة ترامب التي لا تفهم إلا لغة المصالح وهي أحوج ما تكون في مرحلة تفشي جائحة كورونا إلى دعم إقتصادها المتهاوي.
● قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع أي دولة اعترفت او ستقوم بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني أو بالاعتراف بشرعية أي تغيير جغرافي أو ديموغرافي على اي شبر من الأرض الفلسطينية المحتلة او المس بمبدء حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 .
● الإتفاق والعمل على بناء جبهة دولية داعمة للحق الفلسطيني ورافضة لسياسة الثنائي الإرهابي نتنياهو وتابعه غانتس تمهيدا لتوسيع قاعدة المقاطعة للكيان الصهيوني وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع أمريكا .
● الإتفاق على تقديم مشروع قرار للجمعية العامة للامم المتحدة يتضمن فرض عقوبات سياسية وإقتصادية وثقافية وأمنية وعسكرية على دولة الإحتلال الإسرائيلي بهدف إرغامها على إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة تحت طائلة طرد ” إسرائيل ” من عضوية الأمم المتحدة عقابا لها على عدم الإلتزام بميثاق الأمم المتحدة وعلى رفضها تنفيذ القرارات الدولية وعلى إنتهاكاتها للقانونين الدولي والإنساني وللعهود والمواثيق الدولية .
● الدعم الفوري للدولة الفلسطينية تحت الاحتلال بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة السيد محمود عباس سياسيا واقتصاديا ودوليا حتى تتمكن من مواجهة مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية .
نجاح الدبلوماسية الفلسطينية مدعومة بقرار عربي بحشد جبهة عريضة داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والمكفولة دوليا ما يؤهل للبناء عليه والانتقال بالعمل المشترك من مربع الكلام والبيانات إلى مربع الفعل ليكون قدوة ومحفزا للكتل العالمية المؤمنة بتصفية الإستعمار وحق الشعوب بتقرير المصير وفي المقدمة بالطبع الشعب الفلسطيني لتحذو حذو أصحاب المصلحة بالدرجة الأولى. ….
هذه خطوات تتطلب إرادة سياسية عليا ولكن بها فقط يمكن إجهاض صفعة القرن الذي اعلنها ترامب بينما خطها فكرا نتنياهو ووضع حد لصلف وعنجهية نتنياهو عندئذ ستؤدي به إلى الإنصياع لتنفيذ إنهاء إحتلاله للاراضي العربية والفلسطينية والعودة الى حدود قرار التقسيم كما ستدفع بإدارة ترامب إلى إحترام المصالح العربية كما ستعيد للنظام العربي الجمعي قوته وتخرجه من موقع المفعول به إلى موقع الفاعل واللاعب على الساحة الدولية
التخلي عن فلسطين …تخل عن أمن وإستقرار النظام العربي. …كما تعني فتح طريق سريع أمام الحركة الصهيونية بالهيمنة والسيطرة ….من النيل إلى الفرات. ….
نعم حان وقت العمل. …وقت الحفاظ على سلامة ومنعة وقوة العمود الفلسطيني …. عمود أساس للبنيان العربي. …؟ !

شاهد أيضاً

ارزة لبنان…. تعانق زيتون فلسطين…بقلم ميلاد عمر المزوغي

ما يجري على الساحة العربية مخطط له منذ عقود, فأمريكا كانت تحارب حلف وارسو الذي …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024